فهرس المحتوى
تعد الأخماج المسبب الأكثر شيوعًا للأمراض الحادة لدى الأطفال، منها الأخماج التنفسية والأخماج الهضمية، تعتبر هذه الأخماج مسؤولة عن نسبة وفيات كبيرة خصوصًا للأطفال تحت عمر الخمس سنوات، ولذلك تتطلب التشخيص والعلاج المبكرين، وقد لعب اللقاح دورًا كبيرًا في تقليل المراضة والوفيات الناجمة عن الأخماج في جميع أنحاء العالم.
ما هو مرض الحصبة؟
هو عبارة عن مرض فيروسي شديد العدوى، يبدأ بالجهاز التنفسي، سببه فيروس نمطه RNA، وعلى الرغم من أنّ الحصبة أصبحت من الأخماج قليلة الانتشار وذلك بسبب إدخال اللقاح، إلا أنّها ما زالت سببًا للمراضة والوفيات حول العالم.
وبائيات مرض الحصبة
أصبحت الحصبة من الأخماج النادرة بفضل اللقاح، إلا أنّه تم تسجيل حوالي 110.000 وفاة حول العالم سببها الحصبة سنة 2017، معظمهم من الأطفال دون الخمس سنوات، وذلك وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
أسباب مرض الحصبة
يعد فيروس الحصبة، وهو من فصيلة الفيروسات المخاطية المسبب الرئيسي للمرض، كما يعد الأنسان المضيف الوحيد للفيروس (أي يصيب الفيروس الإنسان فقط)، يوجد 24 نمط جيني لفيروس الحصبة، إلا أنّ 6 أنماط فقط مسؤولة عن الإصابة حاليًا.
العدوى – طريقة الانتقال
يعد مرض الحصبة من الأخماج شديدة العدوى، يبدأ عادةً في الطريق التنفسي (الأنف والبلعوم)، ثم ينتقل لبقية الأجهزة عن طريق الدوران الدموي، وفقًا للدراسات فإنّ احتمال إصابة عشر أشخاص غير ملقحين ضد الحصبة مع شخص مصاب بالحصبة في غرفة واحدة هو 9 من 10 أشخاص.
طرق العدوى
- القطيرات التنفسية الناتجة عن العطاس، والكلام، والسعال.
- مشاركة الطعام أو الشراب مع شخص مصاب بالحصبة.
- المصافحة والعناق مع شخص مصاب بالحصبة.
- الانتقال العامودي أي من الأم إلى طفلها، وذلك إما خلال فترة الحمل، أو أثناء ولادة الجنين.
فترة حضانة المرض
تمثل فترة الحضانة المدة بين التعرّض الأول للمرض وظهور الأعراض السريرية، قد تستمر فترة الحضانة بين 10 إلى 15 يوم، بعد هذه الفترة تبدأ الأعراض بالظهور كالحرارة، والسعال، والسيلان الأنفي، ومن ثم ظهور الطفح المميز للحصبة، يمكن للإنسان أن ينقل المرض خلال أربع أيام قبل ظهور الطفح، وبعد أربع أيام من ظهور الطفح الجلدي.
عوامل الخطر
تزيد احتمالية الإصابة، وشدة الأعراض في الحالات التالية:
- عدم تلقي اللقاح يزيد من احتمالية الإصابة.
- السفر إلى المناطق الموبوءة بمرض الحصبة يزيد من احتمالية الإصابة.
- نقص فيتامين A، حيث أن الوارد الغذائي الفقير بفيتامين A يزيد من شدة الأعراض وظهور الاختلاطات.
ما هي الأعراض؟
تبدأ الأعراض تدريجيًا، وذلك حسب سير الفيروس الذي يبدأ غزوه في الجهاز التنفسي، حسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) فإنّ الأعراض تبدأ بالظهور في اليوم 7 إلى اليوم 14 بعد التعرض للخمج الفيروسي، قد تستمر الأعراض 23 يوم، وتشمل ما يلي:
- الحرارة الشديدة، قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
- السعال والذي يرافق الحرارة ويستمر عادةً 10 أيام.
- التهاب ملتحمة غير قيحي.
- زكام وتشمل أعراضه (سيلان الأنف، العطاس).
- الطفح الجلدي، يظهر بعد يومين من ظهور الأعراض الأولية.
ما هي ميزات طفح مرض الحصبة؟
يبدأ عادةً الطفح من خلف الأذنين وينتشر إلى كافة أنحاء الجسم، يمتاز هذا الطفح كونه على شكل حطاطة، ثم يصبح ممتد، قد يستمر الطفح إلى اليوم السابع من الإصابة.
بالإضافة للطفح تظهر بقع بيضاء اللون على مخاطية الفم تدعى ببقع كوبليك، وهي مشخّصة لمرض الحصبة، إلا أنّه من الصعب رؤيتها بوضوح.
الاختلاطات
ما هي الفئات التي تتعرض للاختلاطات الخطيرة للحصبة؟
- الأطفال الكبار والبالغين، حيث تكون إصابتهم أشد وأكثر عرضة للاختلاطات من الأطفال الصغار.
- الأشخاص المضعفين مناعيًا.
- المرأة الحامل، وخصوصًا النساء غير المتلقّيات للقاح الحصبة.
تشمل اختلاطات الحصبة ما يلي
- الإسهال والإقياء، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى التجفاف.
- زيادة التعرض لعدوى مختلفة ولاسيما التهاب الأذن الوسطى، حيث يعد من أكثر الاختلاطات شيوعًا.
- التهاب القصبات، والتهاب الحنجرة (الخانوق).
- ذات الرئة.
- التهاب الدماغ.
كيف يتظاهر التهاب الدماغ؟
تشمل الأعراض البدئية ما يلي:
- صداع.
- تعب.
- هياج.
- قد تتطور إلى سبات والاختلاجات.
نسبة كبيرة من الأطفال تموت بسبب التهاب الدماغ، ولكن إن بقي الطفل حي فقد يعاني من عقابيل المرض المستقبلية والتي تشمل:
- صمم.
- شلل شقي.
- صعوبات شديدة في التعلم.
التهاب الدماغ المصلّب تحت الحاد
يعتبر من الاختلاطات المزمنة للحصبة، وهو عبارة عن مرض نادر، سببه هو تغيير فيروس الحصبة لشكله وتوضّعه في الجملة العصبية المركزية، يظهر هذا المرض بعد حوالي سبع سنوات من الخمج الأول بالحصبة، يبدأ المرض عادةً بنقص في الوظائف العصبية على مدى عدة سنوات، ثم يصل المريض لمرحلة العته فالوفاة.
الاختلاطات عند المرأة الحامل
وتشمل ما يلي:
- إسقاطات.
- مخاض مبكر.
- موت الجنين داخل الرحم.
- نقص وزن الوليد.
- ذات الرئة.
التشخيص
يعتمد التشخيص بشكل أساسي على الفحص السريري والقصة السريرية للمريض، حيث يمكن بالفحص السريري الكشف عن طفح الحصبة وبقع كوبليك المشخّصة للمرض، كما يقوم الطبيب بسؤال العائلة عن قصة سفر إلى الخارج، أو إذا حدث أي تماس مع شخص مصاب بالحصبة، في حال فشل هذا الإجراء، يقوم الأطباء بأخذ مسحة من البلعوم، أو عينة بول للكشف عن أضداد فيروس الحصبة حيث تكون مرتفعة.
ما هو العلاج؟
لا يوجد علاج نوعي للحصبة، على عكس الأخماج الجرثومية، فإنّ الأخماج الفيروسية لا تستجيب على الصادات الحيوية، تعتمد خطة العلاج على تخفيف شدة الأعراض وتشمل ما يلي:
للأشخاص الذين تعرضوا لعدوى الحصبة، ولم تكن لديهم مناعة مسبقة لابد من اتخاذ الإجراءات التالية:
- إعطاء اللقاح وذلك خلال ثلاث أيام بعد التعرّض.
- إعطاء الغلوبولين المناعي للأمهات الحوامل، والرضع، والمضعفين مناعيًا.
تشمل خطط العلاج الأخرى:
الأدوية
خافضات الحرارة
كالإيبوبروفين والسيتامول، وذلك من أجل تخفيف الحرارة المترافقة مع الحصبة، يجب استشارة طبيب من أجل تحديد الجرعة.
الصادات الحيوية
وذلك من أجل معالجة الاختلاطات الناتجة عن المرض كذات الرئة، والتهاب الأذن الوسطى.
فيتامين A
ضروري جدًا من أجل تخفيف شدة الأعراض وتقليل الاختلاطات، يعطى بجرعات عالية عادةً
كما يُنصح بما يلي:
- الإكثار من السوائل تجنبًا لحدوث التجفاف.
- الراحة وذلك من أجل دعم الجهاز المناعي.
كيف تتم الوقاية؟
هناك عدة أساليب للوقاية من الحصبة، منها:
اللقاح
يعتبر أساس الوقاية من الحصبة، يعطى اللقاح على جرعتين بشكل أساسي، الجرعة الأولى بعمر السنة، والجرعة الثانية بعمر بين 4 إلى 6 سنوات، كما يعطى لقاح الحصبة بشكل مركب كالتالي:
- لقاح MMR ويشمل التمنيع ضد (الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف).
- لقاح MMRV ويشمل التمنيع كما في لقاح MMR، بالإضافة للتمنيع ضد الجدري.
مضادات استطباب استخدام اللقاح
يعد لقاح الحصبة من اللقاحات الحية المضعفة، أي الفيروس ليس مقتولًا تمامًا، لذلك هنالك بعض الحالات لا تستطيع أخذ اللقاح كونه يشكل خطرًا، من هذه الحالات:
- إذا كان الشخص لديه رد فعل تحسسي تجاه اللقاح.
- المرأة الحامل كون اللقاح حي مضعف.
- المضعفين مناعيًا كمرضى عوز المناعة المكتسب (الإيدز).
- الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة، والأشخاص الخاضعين لعلاج السرطان.
ما هي التأثيرات الجانبية اللقاح؟
قد تظهر أعراض خفيفة وتختفي خلال أيام بعد أخذ اللقاح كالحمى الخفيفة، والطفح البسيط، في حالات نادرة جدًا قد يسبب نقص في تعداد الصفيحات الدموية، واختلاجات.
إذًا فاللقاحات أساسية وضرورية ليس فقط لحماية أفراد الأسرة، بل أيضًا حماية جميع الأشخاص غير القادرين على أخذ اللقاح.
وسائل الوقاية الأخرى
إذا كنت عُرضة للإصابة لا بد مما يلي:
- الاهتمام بالنظافة، وغسل اليدين قبل وبعد الطعام، وبعد دخول الحمام، وقبل لمس الوجه، والفم، والأنف.
- عدم مشاركة أدوات شخص مشتبه بالإصابة.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين إلى حين شفائهم.
أما إذا كنت مصابًا بالحصبة، لا بد من التالي:
- البقاء في المنزل إلى حين يصبح المريض غير معدي، وذلك بعد أربع أيام من ظهور الطفح.
- تجنّب التواصل مع الأشخاص غير الممنّعين (غير ملقحين).
- تغطية الأنف والفم عند السعال أو العطاس، والاهتمام بالنظافة الشخصية.
إنذار المرض
يعد إنذار المرض ممتازًا في معظم الحالات، وبمجرد الإصابة والشفاء من المرض، تتشكل مناعة تحمي من الإصابة مرة أخرى، ولكن في حال وجود الاختلاطات، فإنّ الإنذار يعتمد على نوع الاختلاط الحاصل.
متى يجب زيارة الطبيب؟
- عند التماس مع شخص مصاب أو مشتبه بالإصابة، لا بد من زيارة الطبيب.
- إذا كان الطفل مصابًا، وأعراضه لا تتحسن بل أنّها تزداد سوءًا.
هل الحصبة هي نفسها الحصبة الألمانية؟
كلاهما مرضين مستقلين، يتشابهون كونهم ينتقلون بالهواء، ويصيبون الإنسان فقط، ويسببون طفح جلدي، ولكن يكمن الاختلاف بينهما بكون الفيروس المسبب للحصبة الألمانية مختلف عن الفيروس المسبب للحصبة، كما أنّ الحصبة الألمانية تسبب تأثيرات سلبية أكثر بكثير من الحصبة على الجنين.
المراجع