قصور الغدة الدرقية أحد أكثر الأمراض الدرقية شيوعًا

يعد قصور الغدة الدرقية أحد أكثر الأمراض انتشارًا حول العالم، حيث يعاني المصاب من خلل في الوظيفة الإفرازية للغدة الدرقية وبالتالي لا تفرز الهرمون الدرقي كما يجب، الأمر الذي يؤدي إلى نقص في هذا الهرمون في الدم، وبالتالي ظهور الأعراض المرضية. 

ما مدى انتشار المرض؟

يعد قصور الدرق من الأمراض الشائعة، حيث يصيب 5% من سكان العالم، كما ويوجد أكثر من 5% من السكان يعانون من مرض الغدة ولكنهم غير مشخصين طبيًّا. 

أنواع قصور الدرق

يوجد نوعان أساسين من قصور الدرق:

  • قصور الدرق الأولي، وهنا المشكلة تكون في الغدة الدرقية نفسها، ويعد هذا النوع الأكثر انتشارًا، حيث وُجد عند أكثر من 99% من المرضى الذين يعانون من قصور الدرق.
  • قصور الدرق الثانوي، وهنا تكون المشكلة في الأعضاء المنظمة للغدة الدرقية وهما الغدة النخامية، والوطاء. 

أسباب قصور الغدة الدرقية

يحدث نقص في الهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية نتيجةً لعدة عوامل، نذكر منها:

  • مرض هاشيموتو وهو مرض مناعي ذاتي يصيب الغدة الدرقية، حيث تهاجم أضداد الجسم  الأنسجة الدرقية السليمة، ويعد هذا المسبب الأول لقصور الغدة.
  • جراحة الدرق أي عند استئصال جزء أو كامل الغدة فإنها ستفقد وظيفتها الإفرازية وبالتالي سينقص الهرمون الدرقي، الأمر الذي يؤدي إلى قصور درق.
  • المعالجة باليود المشع: تستخدم هذه الطريقة لمعالجة فرط نشاط الدرق، ولكن عند التعرض المديد للأشعة سوف تتخرب الأنسجة الدرقية، الأمر الذي يؤدي إلى قصور غدة درقية.
  • التهاب الغدة الدرقية ويكون إما بسبب عدوى فيروسية (حاد)، أو في سياق مرض هاشيموتو.
  • بعض الأدوية قد تؤدي إلى قصور درق كدواء الليثيوم الذي يستخدم عادةً لعلاج بعض الأمراض النفسية.
  • العيوب الولادية للغدة الدرقية حيث قد يلد بعض الأطفال بمشكلة قصور في الغدة الدرقية.
  • عوز اليود الشديد يحدث نتيجةً للنظام الغذائي الفقير باليود، حيث يعد اليود ضروريًا لعمل الغدة الدرقية.
  • مشاكل في الغدة النخامية حيث قد يسبب ورم النخامى أو استئصال الغدة النخامية قصورًا ثانويًا في الغدة الدرقية.

عوامل الخطر 

تزيد نسبة حدوث قصور الغدة الدرقية في الحالات التالية:

  • النساء أكثر من الرجال.
  • تصيب كافة الأعمار ولكنها تزداد الإصابة بها بعد عمر الخمسين.
  • وجود أمراض درقية وراثية تزيد من الإصابة.
  • وجود بعض الأمراض المناعية الذاتية كالداء الزلاقي، والسكري نمط 1 يزيد من نسبة الإصابة.
  • المعالجة الشعاعية للرقبة والصدر قد يؤثر سلبًا على الغدة الدرقية كونها تتوضع في العنق.
  • في حال وجود جراحة على الغدة الدرقية. 
  • متلازمة داون.

ما هي الأعراض؟

يتطور مرض قصور الغدة الدرقية عادةً ببطء وبالتالي قد لا يُحدث أي أعراض سريرية في المراحل الأولى، كما أن أعراض هذا المرض تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، من أهم هذه الأعراض:

  • الإمساك.
  • الاكتئاب.
  • جفاف وخشونة الشعر والجلد.
  • عدم تحمل البرد.
  • بطء ضربات القلب.
  • بحة صوت.
  • زيادة الوزن.
  • الشعور بالتعب.
  • مشاكل في الذاكرة قد تصل للخرف.
  • آلام مفصلية وعضلية، وقد يعاني المريض من تيبس العضلات.
  • الاكتئاب.
  • متلازمة نفق الرسغ.
  • السلعة الدرقية.
  • ارتفاع نسبة كوليسترول الدم نتيجة نقص الاستقلاب. 

تشخيص قصور الدرق

لا يمكن الاعتماد على الأعراض السريرية فقط لتشخيص قصور الغدة الدرقية كونها تتشابه مع عدة أعراض لأمراض أخرى، وبالتالي يتم التشخيص كالتالي:

القصة والفحص السريري للمريض

يتم عن طريق سؤال الطبيب للمريض عن الأعراض التي يعاني منها، بالإضافة للأمراض الوراثية الموجودة في العائلة، ويتم بعدها بفحص العنق للتحري عن السلعة الدرقية (وهي ضخامة في الغدة الدرقية).

الفحوصات الدموية

تعد الاختبار المشخص لقصور الغدة الدرقية، حيث يتم معايرة الهرمونات الدرقية (الثايروكسين T4، وثلاثي يود الثيرونين T3)، ومعايرة الهرمون المنشط للغدة الدرقية الذي تفرزه الغدة النخامية (TSH)، ويعد هذا الاختبار الأكثر أهمية. 

نتيجة الاختبار: إن ارتفاع الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH)، مع انخفاض مستويات الهرمونات الدرقية قد يشير إلى الإصابة بقصور الغدة الدرقية.

علاج قصور الغدة الدرقية

يبدأ العلاج مباشرةً عند وضع التشخيص، ويعتمد بشكل أساسي على تعويض الهرمونات الدرقية المنخفضة.

الأدوية

يعتبر دواء ليفوثايروكسين الخط العلاجي الأول في علاج قصور الدرق، وتعتمد جرعته على حسب شدة الحالة ومدى انخفاض الهرمونات الدرقية.

يجب القيام بالفحوصات الدموية باستمرار ولا سيما قياس الهرمون المنشط للغدة الدرقية TSH)) والذي يفيد في تقدير الجرعة الصحيحة من الدواء، كما يفيد في مراقبة مستويات الهرمونات الدرقية.

عند الوصول إلى الجرعة العلاجية الثابتة فإنه يتحتم على المريض متابعة العلاج وأخذ الدواء مدى الحياة.

اختلاطات العلاج

في حال كانت الجرعة التي يأخذها المريض عالية، فإنه قد يعاني من الأمور التالية:

  • زيادة في الشهية.
  • صعوبة في النوم.
  • خفقان القلب.
  • رجفان في اليدين.

اختلاطات قصور الدرق

تنجم الاختلاطات في حال عدم معالجة مرض قصور الغدة فقط، ومن هذه الاختلاطات:

  • مشاكل في التوازن.
  • السلعة الدرقية، حيث تحاول الغدة أن تعوّض النقص في الهرمونات والذي يظهر على شكل ضخامة غدة درقية.
  • مشاكل قلبية، حيث يزداد الكولسترول السيء في الجسم نتيجةً لنقص الاستقلاب، كما ويعاني مرضى القصور من بطء في ضربات القلب.
  • تدني الخصوبة.
  • الآلام المفصلية.
  • اضطرابات عقلية.
  • السمنة وذلك بسبب نقص استقلاب الشحوم الناتج عن نقص في وظيفة الغدة الدرقية.
  • اعتلال أعصاب محيطي، حيث إن نقص الهرمونات الدرقية على المدى الطويل قد يخرّب الأعصاب المحيطية. 

أسئلة شائعة

هل يمكن الوقاية من قصور الغدة؟

لا يمكن الوقاية من قصور الغدة، ولكن بالإمكان منع حدوث الاختلاطات أو الأعراض الشديدة التي تؤثر على حياة المريض، وذلك من خلال مراقبة الهرمونات الدرقية باستمرار والتواصل مع الطبيب المشرف على الحالة.

هل يعد قصور الدرق ذو إنذار سيء؟

لا، في حال تم اكتشافه وعلاجه مبكرًا فإنه إنذاره يصبح جيد جدًا.

هل هنالك بعض الأغذية التي تفيد في حالات قصور الدرق؟

نعم، حيث قد تفيد بعض الأغذية الغنية بعنصر اليود في رفع مستويات الهرمونات الدرقية في بعض الحالات.

 ومن الأغذية الغنية باليود:

  • البيض.
  • منتجات الألبان.
  • اللحوم والمأكولات البحرية.
  • الأعشاب البحرية القابلة للأكل.
  • ملح الطعام الميودن. 

المراجع

د. روان عرب حمو
د. روان عرب حمو

روان عرب حمو، طالبة طب بشري في جامعة الشام الخاصة السنة الخامسة، أهدف إلى تقديم محتوى هادف وبسيط يتناسب مع جميع القراء.

المقالات: 29

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة − خمسة =