فهرس المحتوى
فشل القلب الاحتقاني هو مشكلة قلبية يكون فيها القلب متضرر لدرجة أنه لا يستطيع ضخ الدم بكميات تكفي حاجة الجسم، مما يؤدي إلى نقص كمية الأكسجين التي تحتاجها أعضاء الجسم كي تعمل، فهو حالة مرضية خطيرة تؤثر سلبًا على كامل الجسم.
تعريف فشل القلب الاحتقاني
فشل القلب الاحتقاني أو فشل القلب هو حالة مرضية طويلة الأمد وتزداد سوءًا مع مرور الوقت، ويكون فيها القلب ضعيف وغير قادر على ضخ الدم بشكل يكفي حاجات الجسم.
على الرغم من تسميته بالفشل القلبي فهو لا يعني فشل القلب تمامًا وتوقفه عن ضخ الدم، ولكن تصبح كميات الدم التي يضخها قليلة جدًا مقارنةً بحاجات الجسم، مما يؤدي إلى عودة الدم سريعًا إلى القلب فيصبح القلب محتقنًا ومليئًا بالدم.
من الممكن أن تقوم حجرات القلب بالمعاوضة والتمدد لاستيعاب المزيد من الدم وضخّه بشكل فعّال أكثر، ولكن في النهاية تضعف عضلات القلب وتصبح غير قادرة على التمدد أو الضخ.
يعتبر فشل القلب الاحتقاني السبب الرئيسي لإسعاف الأشخاص ذوي الأعمار التي تزيد عن الـ65 عامًا في المستشفى، ومن أصل 9 حالات وفاة يوجد على الأقل حالة واحدة تحدث بسبب فشل القلب الاحتقاني.
أنواع فشل القلب الاحتقاني
فشل القلب الأيسر مع تراجع وظيفة البطين
تتضخم فيها الحجرة اليسرى السفلية من القلب (البطين الأيسر) وتفقد قدرتها على التقلص بشكل كافي لضخ الكمية المناسبة من الدم الغني بالأكسجين.
فشل القلب الأيسر مع الحفاظ على وظيفة البطين الأيسر
يحتفظ فيها القلب بقدرته على ضخ الدم بشكل جيد، ولكن تصبح الحجرات السفلية من القلب (البطينات) أكثر سمكًا وصلابةً من الطبيعي، وبالتالي يقل الزمن الذي تسترخي فيه البطينات وتمتلئ بالدم، فيقل حجم الدم الموجود في البطينات وبالتالي تقل كمية الدم الواصلة من البطينات للجسم.
فشل القلب الأيمن
قد يحدث فشل القلب الأيمن كنتيجة عن حدوث الفشل القلبي الأيسر، كما قد يحدث نتيجة مشاكل رئوية أو مشاكل في أعضاء أخرى، ويتسبب بتراكم السوائل في البطن والقدمين والساقين مسببًا انتفاخات (وذمات).
مراحل فشل القلب الاحتقاني
تم تصنيف فشل القلب الاحتقاني إلى أربع مراحل، ولذلك أهمية كبيرة في اختيار العلاج المناسب حسب مرحلة المرض، ويتضمن هذا التصنيف:
المرحلة أ
وهي مرحلة قبيل فشل القلب الاحتقاني، يكون فيها الشخص معرضًا للإصابة بشكل كبير للإصابة نتيجة قصة عائلية للإصابة أو وجود حالات صحية معيّنة كارتفاع ضغط الدم أو السكري أو المتلازمة الاستقلابية أو إصابة سابقة بالحمى الرثوية.
المرحلة ب
وتُعتبر أيضًا مرحلة قبيل فشل القلب الاحتقاني، يكون فيها المريض مصابًا بالمرض ولكنه لم يُظهر أي أعراض.
المرحلة ج
في هذه المرحلة يكون المريض مصابًا بالمرض وظهرت لديه الأعراض مسبقًا أو تظهر حاليًا في الوقت الحاضر.
المرحلة د
المصابين في هذه المرحلة تكون لديهم الأعراض متقدمة جدًا ولا يمكن أن تتحسن بالعلاج، وهي المرحلة الأخيرة من فشل القلب الاحتقاني.
أسباب فشل القلب الاحتقاني
يحدث فشل القلب الاحتقاني بعد حدوث حالة مرضية أخرى أضعفت أو سببت أذية في القلب، وقد يحدث أيضًا نتيجة زيادة سماكة جدران العضلة القلبية.
نذكر من الحالات المرضية التي تسبب أذية في القلب وقد تسبب فشل القلب الاحتقاني:
أمراض الشريان التاجي
يغذّي الشريان التاجي العضلة القلبية، حيث من الممكن أن ينسد الشريان التاجي أو يتضيق لدرجة يصبح فيها القلب متعطشًا للأكسجين مما قد يلحق الضرر به.
النوبة القلبية
وتحدث عندما تتوقف تروية العضلة القلبية نتيجة انغلاق الشريان التاجي، مما يؤدي إلى أذية في القلب.
اعتلال العضلة القلبية
يحدث نتيجة الالتهابات (كالتهاب العضلة القلبية) أو الكحول أو تعاطي المخدرات.
مشاكل قلبية ولادية
كنقص تشكل الصمامات أو الحجرات الخاصة بالقلب، وما يترتب على ذلك من جهد زائد على القلب.
ارتفاع ضغط الدم
في حال وجود ارتفاع ضغط الدم فيكون على القلب بذل جهد أكبر لضخ الدم في الشرايين المتضيقة.
اضطراب نُظم القلب
فعلى سبيل المثال إن الاضطراب في نُظم القلب قد يسبب تسرّع القلب، مما يزيد من الجهد الذي تبذله العضلة القلبية.
أمراض صمامات القلب
تقوم صمامات القلب بالحفاظ على جريان الدم باتجاه واحد، فإن حدوث مشكلة ما في الصمامات يسبب جهد إضافي على القلب كي يحافظ على الجريان الدموي بالاتجاه الصحيح.
حالات مرضية أخرى طويلة الأمد
كالسكري أو عوز المناعة المكتسب أو أمراض الدرق أو أمراض الكلية أو تراكم بعض المواد كالبروتين أو الحديد.
عوامل خطر فشل القلب الاحتقاني
- السكري.
- التدخين.
- البدانة.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- شرب الكحول.
أعراض فشل القلب الاحتقاني
تتضمن أعراض الإصابة بفشل القلب الاحتقاني:
- صعوبة التنفس عند الاستلقاء أو عند ممارسة النشاطات.
- الشعور بالتعب ولا سيّما في الساقين عند القيام بنشاط ما.
- انتفاخ في الكاحلين والساقين والبطن.
- زيادة الوزن.
- الحاجة للتبول عندما يكون المريض بوضع الراحة ليلًا.
- نبض سريع أو غير منتظم.
- سعال جاف.
- انتفاخ المعدة أو صلابتها، وفقدان الشهية والغثيان.
- صعوبة التركيز أو نقص الانتباه.
- ألم في الصدر إذا كان الفشل القلبي ناجمًا عن نوبة قلبية.
من الممكن أن تكون الأعراض متوسطة الشدة أو من الممكن ألّا تظهر نهائيًا، وهذا لا يعني أن الشخص لا يعاني من فشل القلب الاحتقاني ولكن الأعراض تتباين بين الأشخاص من معدومة إلى متوسطة إلى شديدة.
ولسوء الحظ فإن فشل القلب الاحتقاني يزداد سوءًا مع مرور الوقت، ومع ازدياد سوئها قد يطوّر الشخص أعراض جديدة أو أعراض قديمة أكثر شدةً.
مضاعفات فشل القلب الاحتقاني
تعتمد مضاعفات فشل القلب الاحتقاني على شدة المرض والحالة العامة للمريض وعوامل أخرى كعمر المريض.
تتضمن المضاعفات المحتملة لفشل القلب الاحتقاني:
أذية الكلية أو الفشل الكلوي
تقل تروية الكلية عند عدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كافي مما يؤدي للقصور الكلوي ومن ثم الفشل الكلوي.
من الممكن أن تتطلب أذية الكلية الناجمة عن قصور القلب غسيل الكلى لتلقي العلاج.
مشاكل في صمامات القلب
قد لا تعمل الصمامات بشكل جيد في حال وجود تضخم في القلب أو ارتفاع الضغط فيه.
الأذية الكبدية
إن فشل القلب الاحتقاني يسبب تراكم السوائل في الجسم، مما يسبب ضغطًا كبيرًا على الكبد، مما يؤدي إلى تندّب الكبد فيزيد ذلك من صعوبة عمله بشكل جيد.
كيف يتم تشخيص فشل القلب الاحتقاني؟
يبدأ الفحص بسؤال الطبيب للمريض عن أعراضه وسوابقه المرضية، وبالأخص عن أي حالة قد تسبب فشل القلب الاحتقاني كالأمراض التاجية وارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها، بالإضافة إلى الاستفسار عن عادات المريض كالتدخين وشرب الكحول وغيره، ثم يقوم الطبيب بالإصغاء لأصوات القلب باستخدام السماعة الطبية.
من الممكن أن يطلب الطبيب بعض الفحوصات الإضافية لتأكيد الإصابة بفشل القلب الاحتقاني، ونذكر منها:
اختبارات الدم
تستعمل الاختبارات الدموية لاختبار الوظائف الكلوية والدرقية وللكشف عن كميات الكولسترول في الدم ووجود فقر دم.
اختبار الببتيد المدر للصوديوم من النمط B
الببتيد المدر للصوديوم من النمط B هو مادة تُفرز من القلب نتيجة التغيّرات التي تحدث في ضغط الدم عند حدوث فشل القلب الاحتقاني.
صورة الأشعة السينية للصدر
تُستعمل هذه الصورة لتقدير حجم القلب ولكشف وجود أي سائل متراكم حول القلب والرئتين.
مخطط صدى القلب
وهو اختبار يستعمل الأمواج فوق الصوتية ليُظهر حركة القلب وبنيته ووظيفته.
الكسر القذفي
الكسر القذفي Ejection Fraction هو اختبار لقياس مدى جودة ضخ القلب للدم مع كل نبضة، ولتحديد وجود خلل وظيفي انقباضي أو فشل قلبي مع الحفاظ على وظيفة البطين الأيسر.
تخطيط القلب الكهربائي
وهو اختبار يسّجل الإشارات الكهربائية الخاصة بالعضلة القلبية لكشف أي خلل في نُظم القلب.
القسطرة القلبية
وهو إجراء باضع يُستعمل للمساعدة في تحديد فيما إذا كان المرض الشرياني التاجي هو سبب فشل القلب الاحتقاني.
اختبار الجهد
وهو اختبار غير باضع يستخدم لفحص الوظائف القلبية عند تعريض المريض للجهد.
أساليب علاج فشل القلب الاحتقاني
تختلف أساليب علاج فشل القلب الاحتقاني حسب مرحلة المرض، فكما ذكرنا سابقًا يوجد 4 مراحل أ، ب، ج، د:
علاج المرحلة أ
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم، والمشي كل يوم.
- الإقلاع عن التدخين.
- علاج ارتفاع ضغط الدم وارتفاع كوليسترول الدم.
- عدم شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
- أخذ مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين أو حاصرات قنوات الأنجيوتنسين عند المرضى المصابين بالأمراض الشريانية التاجية أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- حاصرات بيتا.
علاج المرجلة ب
- أساليب العلاج لدى مرضى الحالة (أ) نفسها.
- أخذ مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين أو حاصرات قنوات الأنجيوتنسين.
- أخذ حاصرات بيتا إذا كان لدى المريض نوبة قلبية والكسر القذفي لديه 40% أو أقل.
- مناهضات الألدوستيرون إذا كان لدى المريض نوبة قلبية أو مرض السكري ولديه كسر قذفي معدله 35% أو أقل.
- من الممكن إجراء عملية جراحة في حال وجود انسداد بالشريان التاجي أو نوبة قلبية أو لتصحيح خلل ما في الصمامات أو لتصحيح خلل خُلقي في القلب.
علاج المرحلة ج
- أساليب العلاج لدى مرضى المرحلة (أ) والمرحلة (ب).
- تركيبة الهيدرالازين والنترات إذا لم تنفع العلاجات الأخرى، كما يجب على المرضى ذوي البشرة السوداء تناول هذا الدواء (حتى لو كانوا يتناولون أدوية أخرى موسعة للأوعية) إذا كانت لديهم أعراض متوسطة إلى شديدة.
- أدوية تقلل من سرعة القلب إذا كانت سرعة قلب المريض أكثر من 70 نبضة بالدقيقة والأعراض واضحة لديه.
- من الممكن أخذ دواء مدر للبول في حال استمرار ظهور الأعراض.
- تقييد المريض من تناول ملح الطعام.
- تقييد كميات السوائل التي يتناولها المريض.
- من الممكن زرع جهاز ناظم الخطى لتنظيم ضربات القلب البطينية.
- زرع جهاز إزالة رجفان القلب ICD.
علاج المرحلة د
- العلاجات المتضمنة لدى المرضى في جميع المراحل السابقة.
- زرع قلب جديد من مُتبرع.
- أجهزة المساعدة البطينية.
- الجراحة القلبية.
- التسريب المستمر عبر الوريد للأدوية التي تؤثر في التقلص العضلي للقلب.
- الرعاية التلطيفية لتخفيف الأعراض لدى المريض.
- العلاجات البحثية.
كيف نقي أنفسنا من المرض؟
مفتاح الوقاية من فشل القلب الاحتقاني هو تجنّب عوامل الخطر والمسببات، حيث يمكن ذلك عن طريق بعض التغييرات في نظام الحياة والالتزام بالأدوية التي يقوم الطبيب بوصفها للمريض.
تتضمن بعض التغييرات في نظام الحياة:
- عدم التدخين.
- التقليل من ملح الطعام.
- السيطرة على بعض الحالات المرضية كارتفاع ضغط الدم والسكري.
- المواظبة على ممارسة الرياضة والنشاطات الفيزيائية.
- تناول الطعام الصحي.
- الحفاظ على وزن صحي.
- تخفيف التوتر والقلق.
المراجع:
- Congestive Heart Failure: Prevention, Treatment and Research | Hopkins Medicine
- Heart Failure | Mayo Clinic
- Congestive Heart Failure and Heart Disease | WebMD
- Heart Failure (Congestive Heart Failure) | Cleveland Clinic