عيوب الحاجز بين البطينين ومتى تصبح مهددة للحياة!

الحاجز بين البطينين هو نسيج قوي يفصل بين الدم الذي يمر عبر البطين الأيمن (الغير مؤكسج) والدم الذي يمر عبر البطين الأيسر (المؤكسج) ويمنع اختلاطهما إطلاقًا.

يتألف الحاجز بين البطينين من قسم عضلي وهو القسم الأكبر، وقسم غشائي صغير ويُشكل الجزء العلوي الخلفي من الحاجز. 

يعد الفرع الأمامي النازل من الشريان الإكليلي الأيسر المُغذي الرئيسي للحاجز بين البطينين. 

تعد عيوب الحاجز بين البطينين شائعًة، وتشكل نسبة لا بأس بها من آفات القلب الولادية.

عيوب الحاجز بين البطينين

تعتبر عيوب الحاجز بين البطينين شائعةً جدًا، حيث أنّها تشكّل 30% من آفات القلب الخلقية الولادية، وقد تتواجد في أي مكان على مستوى الحاجز.

قد تكون هذه الآفات معزولة، أو مترافقة مع أمراض قلبية ولادية أُخرى أهمّها رباعي فالو، وتشوهات القناة الأذينية البطينية. 

تصنيف هذه الآفات بحسب موقعها من الحجاب 

  • غشائية وهي الأكثر شيوعًا، تكون قريبة من الصمام ثلاثي الشرف وقاعدة الصمام الأبهري.
  • عضلية (وتكون محاطة بعضلة الحجاب من كل الجهات).
  • القناة الأذينية البطينية (أي تكون بمستوى القناة). 
  • تحت أبهرية.

ما هي الآلية الإمراضية؟

1 – يسبّب عيب الحاجز (الثقب) بين البطينين تحوّل الدم من البطين الأيسر إلى البطين الأيمن فالشريان الرئوي، مما يؤدي إلى زيادة الدم العائد من الرئتين عبر الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيسر، مسببًا توسع في الأجواف القلبية اليسرى.

2 – مع ارتفاع الضغط الرئوي تدريجيًا وحصول التبدلات الغير عكوسة في الشعيرات الرئوية، يخف الشنت (التحويلة) ثم ينعكس وهذا ما يعرف بمتلازمة أيزنمنجر

باختصار يسبّب العيب في الحاجز إلى اختلاط الدمان معًا مع السماح بمرور الدم الغير مؤكسج من البطين الأيمن إلى البطين الأيسر ومن ثم إلى الدوران الجهازي مما يؤدي إلى الزرقة. 

التشخيص التفريقي لعيب الحاجز بين البطينين

من الآفات التي تسبّب التحويلة من الأيسر إلى الأيمن:

  • عيب الحاجز الأذيني.
  • بقاء القناة الشريانيّة. 

تصنيف عيب الحاجز البطيني حسب الحجم

  • صغير الحجم حيث يكون قطره أصغر من قطر الشريان الأبهري، حيث يصل إلى 2 ملم، وغالبًا يكون لا عرضي.
  • كبير الحجم ويكون بحجم الشريان الأبهري أو أكبر، وهو المسؤول عن ظهور الأعراض.  

ما هي الأعراض؟ 

عادةً عندما يكون التشوه كبيرًا يكون مسؤولًا عن الأعراض، من هذه الأعراض:

  • قصور القلب.
  • عسرة تنفسية حادة.
  • فشل في النمو ويكون نتيجة نقص الأكسجة، ويحدث بعد الأسبوع الأول من العمر.
  • انتانات تنفسية متكررة.
  • الشعور بالتعب. 
  • متلازمة أيزمنغجر.

ما هي العلامات السريرية؟

تُكشف العلامات السريرية عند فحص المريض.

في حال كان العيب صغير الحجم يُلاحظ الطبيب ما يلي:

  • نفخة انقباضية عالية شاملة، تسمع أسفل الحافة اليسرى للقص.
  • هرير أو ضربة عالية اللحن يمكن جسّها بسهولة.  

أمّا إذا كان العيب كبير الحجم: 

  • تسرّع تنفس.
  • تسرّع قلب.
  • ضخامة كبد وذلك نتيجة قصور القلب.
  • نفخة ناعمة انقباضية شاملة. 

أسباب وعوامل خطر عيب الحاجز البطيني

إن عيوب القلب الخلقية تنشأ من المشاكل التي تحدث في المراحل الأولى لنمو القلب، ولكن لا يوجد سبب واضح غالبًا. وقد يكون للوراثة والعوامل البيئية دور في ذلك.

تزيد احتمالية الإصابة بعيب الحاجز البطيني عند تعرّض الأم للعوامل التالية:

  • للذيفانات وبعض الأدوية كمضادات الاختلاج. 
  • شرب الكحول ويعد سببًا هامًّا في حدوثه.
  • إصابتها ببعض الأمراض الإنتانية كالحصبة الألمانية.
  • إصابتها بالأمراض المناعية كالذئبة الحمامية الجهازية.

 تزيد احتمالية الإصابة عند الأطفال المصابين بالأمراض الجينيّة كمتلازمة داون، متلازمة مارفان، ومتلازمة دي جورج.  

اختلاطات عيب الحاجز البطيني

إذا كان العيب في الحاجز البطيني صغيرًا لا يسبب أي مشكلات على الإطلاق. بينما العيوب المتوسطة أو الكبيرة يمكن أن تسبب مجموعة من الإعاقات — تتراوح بين خفيفة ومهدِّدة للحياة. من هذه الاختلاطات:

  • فشل القلب نتيجة زيادة الضغط على القلب مما يؤدي إلى فشله. 
  • اضطرابات النبض القلبي.
  • التهاب الشغاف الخمجي ويعد من الاختلاطات النادرة.
  • متلازمة إيزمنغر (ارتفاع الضغط الرئوي).
  • اضطرابات في صمامات القلب. 

كيف يتم التشخيص؟

يعتمد التشخيص على:

الفحص السريري

ويتم بواسطة السماعة، حيث تُسمع النفخات القلبية بشكل واضح.

صورة الصدر الشعاعية البسيطة

إذا كان العيب صغير الحجم، تكون صورة الصدر طبيعية، أمّا إذا كان كبيرًا نلاحظ:

  • ضخامة ظل العضلة القلبية.
  • توسّع الشرايين الرئوية.
  • زيادة الارتسامات الوعائية الرئوية. 
  • نقص التوعية المحيطية عند ارتفاع الضغط الرئوي. 

تخطيط القلب الكهربائي

  • ضخامة البطين الأيسر.
  • نلاحظ موجة p التاجية. 

التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)

يحدد التشريح الدقيق للآفة، كما يقيس الضغط الرئوي الناتج عن زيادة الجريان.

القسطرة القلبية

تمكّن القسطرة القلبية من دراسة الضغط لحجرات القلب، كما أنها تقيس الأكسجة بين البطين الأيمن والأيسر.

 ما هو العلاج؟

يُغلق عيب الحاجز البطيني عفويًا إذا كان صغيرًا وخاصةً في السنوات الخمسة الأولى من العمر، ويتم تأكيد ذلك عن طريق اختفاء النفخة ووجود تخطيط قلب سوي. 

بالنسبة للعيب كبير الحجم، فتتم المعالجة أولًا بمعالجة أعراض قصور القلب (تسرّع قلب، تسرّع تنفس، ضخامة كبد) وذلك عن طريق إعطاء المدرات مشاركةً مع دواء كابتوبريل.

معظم الأطفال الذين لديهم عيب كبير في الحاجز مع تحويلة من الأيسر للأيمن سوف يطوّرون في النهاية أذية غير قابلة للشفاء (متلازمة أيزمنغر). لذلك الجراحة هي الأساس.

متى تستطب الجراحة؟

يستطب التداخل الجراحي بعمر 3-6 أشهر وفي الحالات التالية: 

  • الفتحة الكبيرة مع ارتفاع الضغط الرئوي.
  • تضيق تحت الصمام الرئوي المكتسب أو التضيق الرئوي الوالدي المرافق.
  • قصور الصمام الأبهري المرافق أو المكتسب.
  • قصور القلب.
  • الفتحات الناجمة عن احتشاء العضلة القلبية.
  • التهاب الشغاف والذي يختلط بذات رئة عادةً. 

التكنيك الجراحي

يتم عادةً إما عن طريق الإصلاح الجراحي

  • من خلال عملية قلب مفتوح مع دارة صناعية.
  • يتم الدخول عبر جدار البطين الأيمن، أو عبر الأذينة اليمنى، أو من خلف وريقة الصمام ثلاثي الشرف.
  • يستخدم الطبيب الطعوم الحيوية أو الميكانيكية لإغلاق العيب (الثقب). 

أو عن طريق القسطرة القلبية:

  • من خلال إدخال أنبوب رفيع في أحد الأوعية وتوجيهه نحو القلب.
  • استخدام جهاز لإغلاق العيب (الثقب) دون الحاجة لفتح الصدر. 

الوقاية من عيب الحاجز البطيني

  • مراجعة الطبيب قبل حدوث الحمل، لإعطاء الرعاية الطبية اللازمة.
  • الوقاية من التهاب الشغاف الخمجي، وذلك عن طريق الاعتناء بنظافة الأسنان. 
  • اتباع نظام غذائي متوازن، والحرص على تناول مكملات الفيتامينات بشكل منتظم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  • تجنب التدخين وتناول الكحول خلال فترة الحمل.
  • تجنب الإصابة بالعدوى قدر الإمكان.
  • التحكم بمستويات السكر في الدم خصوصًا إذا كانت الأم تعاني من مرض السكري. 

متى تجب زيارة الطبيب؟

يجب زيارة أقرب مركز صحي إذا عانى الطفل أو الرضيع من الأمور التالية:

  • الشعور بالتعب سريعًا أثناء الأكل أو اللعب.
  • عدم اكتساب أي وزن.
  • الشعور بضيق في التنفس أثناء الأكل أو البكاء.
  • تسرع التنفس.
  • الإرهاق أو التعب عند أقل مجهود.
  • تسرع ضربات القلب أو عدم انتظامها. 

المراجع

Ventricular septal defect definition | Mayo clinic 

ventricular septal defect/symptoms | Cleveland clinic

ventricular septal defect/causes/risk factors | Cleveland clinic    

ventricular septal defect/prevention  | Mayo clinic 

Ventricular septal defect/when to see doctors | Mayo clinic  

Cardiology section | first aid book 

د. روان عرب حمو
د. روان عرب حمو

روان عرب حمو، طالبة طب بشري في جامعة الشام الخاصة السنة الخامسة، أهدف إلى تقديم محتوى هادف وبسيط يتناسب مع جميع القراء.

المقالات: 29

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × أربعة =