علاج رائحة الفم بالطرق الطبيعية

يعتبر بخر الفم أو ما يعرف برائحة الفم الكريهة من أكثر الحالات الشائعة التي تدفع المرضى لزيارة أطباء الأسنان بعد تسوس الأسنان وأمراض اللثة، فهي تؤدي لنقص الثقة في النفس بالإضافة للمشاكل الاجتماعية.

ما هي رائحة الفم؟

رائحة الفم الكريهة أو ما يعرف بالنَفَس الكريه، هي الرائحة المزعجة المتكررة أو المستمرة التي تصدر من الفم مع هواء الزفير، كما وتعتبر من الحالات الشائعة، حيث تصيب شخصًا واحدًا من بين كل أربع أشخاص، وتعتبر سوء العناية الفموية من أكثر الأسباب الشائعة المسببة لهذه الحالة.

ما هي الأسباب المؤدية لرائحة الفم؟

الطعام

بعد تناول الطعام تبقى بعض جزيئات الطعام عالقة بين الأسنان، مما يؤدي لزبادة البكتيريا الفموية مسببةً رائحةً كريهة، بالإضافة لتناول بعض أنواع الأطعمة ذات الرائحة الكريهة مثل الثوم والبصل، حيث تدخل هذه الأطعمة بعد هضمها إلى الدورة الدموية وتخرج رائحتها من الرئتين عن طريق هواء الزفير.

التبغ

حيث يسبّب التبغ ومشتقاته رائحة فم كريهة مميزة، بالإضافة لكونه عامل من العوامل المسببة لأمراض اللثة التي تعد سببًا من أسباب رائحة الفم.

العناية الفموية السيئة

حيث تبقى جزيئات الطعام بين الأسنان مسببًة رائحة كريهة، بالإضافة لتشكل طبقة القلح على الأسنان وتحت خط اللثة نتيجةً لسوء العناية الفموية وعدم تنظيف الأسنان بشكل دوري، فتقوم هذه الطبقة بتخريش اللثة وتسبب رائحة فم كريهة.

جفاف الفم

يساعد اللعاب بتنظيف بقايا الطعام المسببة لرائحة الفم، في حالة جفاف الفم تصدر الرائحة الكريهة نتيجة لقلة إنتاج اللعاب، كما يحدث جفاف الفم بشكل طبيعي أثناء النوم وهذا ما يفسر رائحة الفم الكريهة في الصباح عند بعض الأشخاص.

الأدوية

قد تساهم بعض أنواع الأدوية بحدوث جفاف في الفم، وبالتالي حدوث رائحة فم كريهة، وبعضها الآخر يتكسر في الجسم ويحرر بعض المواد الكيميائية التي تنتقل عن طريق التنفس مع هواء الزفير.

الإنتانات الفموية

قد تكون رائحة الفم الكريهة ناتجة عن بعض العمليات الجراحية مثل قلع الأسنان الجراحي، أو قد تكون ناتجة عن بعض الحالات الإنتانية، مثل النخر السني أو أمراض اللثة.

البكتيريا الموجودة على اللسان

حيث تتفاعل البكتيريا الموجودة على اللسان مع الأحماض الأمينية الموجودة في الطعام، فتؤدي لرائحة فم كريهة.

تنظيف الأجهزة المتحركة بشكل غير جيد

حيث تتراكم البكتيريا والفطريات وبقايا الطعام على الأجهزة المتحركة بسبب عدم تنظيفها مما يسبب الرائحة الكريهة.

إنتانات الجيب الفكي

حيث تنحصر السوائل في الجيب الفكي وتنمو البكتيريا مسببًة إنتانًا، يؤدي تراكم البكتيريا والمخاط إلى ظهور رائحة فم كريهة.

الخراجات السنية

وتحدث عند إصابة اللب السني بالجراثيم مسببةً ألم، انتباج ورائحة كريهة تحدث بسبب وجود القيح.

الأجسام الغريبة 

قد تكون رائحة الفم ناتجة عن وجود جسم غريب محشور في الحجرة الأنفية، غالبًا ما نرى هذه الحالة عند الأطفال.

الأمراض الجهازية 

حيث تتسبب بعض الأمراض الجهازية مثل السرطان، أمراض الكبد والأمراض الاستقلابية برائحة فم كريهة نتيجةً لبعض المواد الكيميائية الناتجة عن هذه الأمراض.

ما هي الأعراض؟ 

رائحة فم كريهة تختلف باختلاف العامل المسبب، يجب عليك أن تسأل أصدقائك المقربين لمعرفة إذا ما كان لديك رائحة فم أم لا، لأنه من الصعب أن تقيمها  بنفسك.

كما يمكن تقييمها عن طريق لعق رسغ اليد، حيث يتم تركه قليلًا حتى يجف وبعد ذلك يتم شم هذه المنطقة.

بعض الأشخاص لديهم مخاوف من رائحة فمهم على الرغم من كونها خفيفة أو معدومة، تدعى هذه الحالة بفوبيا رائحة الفم.

كيف تحدث الرائحة الكريهة؟

تحدث رائحة الفم عن طريق تشكل عدة جزيئات متطايرة، مثل السلفر (sulfur) الذي يعتبر من أكثر الجزيئات المسؤولة عن الرائحة داخل الفم، بالإضافة إلى الأرومات النايتروجين، الأمينات، الأحماض الدهنية، الكحول والكيتونات، حيث تتشكل هذه الجزيئات لأسباب مرضية أو غير مرضية كما قد يكون منشؤها فمويًا أو غير فمويًا.

كيف يتم التشخيص؟

يتم تشخيص بالاعتماد على القصة السريرية والسنية للمريض، بالإضافة للفحص السني، حيث يقوم الطبيب بفحص شامل للفم والأسنان لمعرفة الأسباب مثل وجود الإنتان، قد يقوم الطبيب بأخذ مسحة من قاعدة اللسان ويقوم بشمها، غالبًا ما تكون قاعدة اللسان مسؤولة عن مصدر هذه الرائحة.

كما ويمكن استخدام بعد المشعرات لقياس رائحة الفم نذكر منها:

اختبار الهاليمتر (halimeter)

يقوم هذا المشعر بقياس المستويات المنخفضة من السلفر المسبب لرائحة الفم.

الاستشراب الغازي (gas chromatography)

يقوم هذا المشعر بقياس ثلاثة من مكونات السولفر المتطايرة وهي الهيدروجين سولفايد, الميتيل ميركابتان وثنائي الميتيل السولفايدي المسببين لرائحة الفم.

اختبار قياس بنزويل أرجنين نفثالاميد (BANA test)

يقوم هذا المشعر بقياس مستوى أنزيمات خاصة ناتجة عن البكتيريا المسببة للرائحة الكريهة.

اختبار بيتا غالاكتوزيداز (Beta galactosidase test)

يقوم بقياس نسبة أنزيم البيتا غالاكتوزيداز، حيث أثبتت الدراسات أن هناك علاقة بين هذا الأنزيم والرائحة الكريهة.

ما هو العلاج؟

تعتمد معالجة رائحة الفم بالدرجة الأولى على إزالة العامل المسبب، بالإضافة لتحسين الصحة الفموية.

كيف يمكن التخلص من رائحة الفم في المنزل؟

الماء

يعد جفاف الفم من العوامل المسببة لرائحة الفم الكريهة، حيث يحدث بسبب العديد من العوامل أهمها التجفاف الذي يعد من العوامل الأكثر شيوعًا لحدوث هذه الظاهرة، يساعد شرب الماء بكميات كافية على التخلص من التجفاف المسؤول عن جفاف الفم، وبالتالي التخلص من رائحة الفم الكريهة.  

الشاي الأخضر

يعتبر الشاي الأخضر من المواد الغنية بمضادات الأكسدة التي لها فوائد عديدة على الفم واللثة، كما ويحرّض الشاي الأخضر الخلايا الموجودة في اللثة على إفراز مواد كيميائية مضادة للبكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة.

الغسولات الفموية الطبيعية

حيث تؤثر هذه الغسولات تأثيرًا إيجابيًا ضد أمراض اللثة، القلح وكمية البكتيريا الفموية، وتتكون هذه الغسولات من عدة مواد مثل الشاي، الزيت، القرنفل، والريحان، حيث تمتلك هذه المواد خصائص مضادة للبكتيريا والالتهاب، والتي بدورها تساعد على التخلص من رائحة الفم.

زيت القرفة 

حيث يمتلك زيت القرفة تأثيرًا فعالًا ضد جراثيم (S moorei)، بالإضافة لأنه يقلل من كميات السولفور المسببة لرائحة الفم.

ما هي العادات التي يجب اتباعها للتخلص من رائحة الفم؟

تنظيف الأسنان

يجب على المريض تنظيف أسنانه مرتين يوميًا على الأقل. 

استخدام الخيوط بين السنية 

تساعد هذه العملية على إزالة جزيئات الطعام والقلح الموجود بين الأسنان. 

تنظيف التعويضات المتحركة (البدلات)

يجب على المريض تنظيف الأجهزة المتحركة مثل البدلات والواقية الليلية، حيث تساعد هذه العملية على منع تراكم البكتيريا على هذه الأجهزة وانتقالها إلى الفم، كما ويجب على المريض تغيير فرشاة أسنانه كل شهرين أو ثلاثة أشهر لنفس السبب.

تنظيف اللسان 

حيث تتراكم البكتيريا، بقايا الطعام، والخلايا الميتة على اللسان، يحدث ذلك بشكل خاص عند المدخنين بسبب جفاف الفم، ويعتبر استخدام كاشط اللسان مفيدًا في هذه الحالة.

الوقاية من جفاف الفم 

ويتم ذلك عن طريق شرب كميات كافية من الماء والابتعاد عن التبغ والكحول، كما ويمكن مضغ العلكة الخالية من السكر، حيث تقوم بتحفيز الغدد اللعابية على إفراز اللعاب.

الحمية 

الابتعاد عن الأطعمة المسببة لرائحة الفم مثل البصل والثوم والأطعمة الحارة بالإضافة للتقليل من شرب القهوة والكحول.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب على المريض زيارة الطبيب في حال استمرار الرائحة الكريهة بعد إزالة العوامل الفموية، حيث يمكن أن تكون رائحة الفم عرضًا من الأعراض الجانبية لمشاكل مهددة للحياة نذكر منها:

  1. التهاب الجيب الفكي.
  2. إصابة رئوية مزمنة. 
  3. مشاكل في الجهاز الهضمي.
  4. أمراض الكلية.
  5. أمراض الكبد.
  6. مرض السكري.

المراجع:

د. عمر عرب حمو
د. عمر عرب حمو

طبيب أسنان ممارس للمهنة حاصل على إجازة في طب الأسنان، كاتب محتوى طبي وهدفي هو تبسيط المواضيع الطبية المعقدة ليتم فهمها من قبل الجميع.

المقالات: 35

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 16 =