فهرس المحتوى
طنين الأذن هو عرض مزعج قد يكون دلالة على تواجد مرض آخر مسببًّا له، ويتطلب هذا العرض مراجعة الطبيب للتأكد من عدم خطورته، ومعرفة كيفية علاج أسبابه، وتجنّبه لتفادي مضاعفاته من اضطرابات نفسية وجسدية.
بشكل عام تتكون الأذن من ثلاث أقسام وهي الأذن الداخلية، والأذن الوسطى، والأذن الخارجية، وغالبًا ما يكون الطنين ناتجًا عن وجود مشكلة في الأذن الداخلية ولا سيّما في الأعصاب، ولكنه قد يكون أيضًا ناجمًا عن مشكلة في الأقسام الأخرى أو حتّى عن مشكلة في الدماغ.
ما هو طنين الأذن؟
طنين الأذن هو شعور المريض برنين أو أصوات في إحدى الأذنين أو كلتيهما.
إن الضوضاء الناتجة عن طنين الأذن لا تنتج عن صوت خارجي، ولا يستطيع الأشخاص الجالسين بجانب المريض سماع هذه الضوضاء إلا في حالات نادرة، لأنها تنتج عن ترددات تحدث داخل الأذن.
طنين الأذن مشكلة شائعة وتصيب حوالي 15-20% من الأشخاص، وهي أكثر شيوعًا عند كبار السن.
بالنسبة للعديد من المرضى فإن طنين الأذن يتحسّن مع علاج السبب أو مع المعالجات الأخرى التي تقلل الضوضاء أو تخفيها، مما يجعل طنين الأذن أقل وضوحًا.
ما هي أنواع طنين الأذن؟
يمكن أن يكون طنين الأذن موضوعيًا أو شخصيًا.
إذا كان بإمكان الأشخاص الآخرين سماع الأصوات الصادرة عن أذنيك؛ فهذا يعني أن لديك طنين موضوعي، وهو نادر الحدوث.
الطنين الذاتي أكثر شيوعًا، وعند الإصابة به تكون الشخص الوحيد القادر على سماع طنين أذنيك.
الطنين النابض هو أحد أشكال الطنين الذاتي، فقد ينتج عن الأوعية الدموية غير الطبيعية في الأذنين وحولهما، وقد يكون للأصوات الصادرة عن الأذن نفس إيقاع ضربات القلب.
ما هي أسباب طنين الأذن؟
تنقسم أسباب طنين الأذن إلى فئتين؛ فئة الأسباب الشائعة وفئة الأسباب غير الشائعة:
الأسباب الشائعة
فقدان السمع
في الأذن الداخلية يوجد خلايا مشعرّة صغيرة تتحرك وتنحني عندما تستقبل الأذن أصواتًا، وهذه الحركة تحرّض توليد إشارة كهربائية تنتقل عبر العصب السمعي من الأذن إلى الدماغ، وحينها يقوم الدماغ بتفسير الإحساس بالصوت.
إذا تأذّت هذه الخلايا المشعرّة أو انحنت بشكل زائد – ويحدث ذلك مع التقدم بالعمر أو التعرّض لأصوات عالية لفترة طويلة – فإن هذه الخلايا ستقوم بتسريب إشارات كهربائية إلى الدماغ بشكل عشوائي، مما يؤدي لحدوث الطنين.
التهاب الأذن أو انسداد القناة الأذنية
قد تنسد الأذن بسبب تراكم السوائل (كما في حالة التهاب الأذن) أو بسبب الصملاخ أو الأوساخ أو غيرها من المواد الغريبة.
يؤدي هذا الانسداد إلى تغيير الضغط الموجود في الأذن؛ مسببًا الطنين.
إصابات الرأس أو الرقبة
إن أذيات الرأس والرقبة قد تؤثر على قدرة الأذن الداخلية أو الأعصاب السمعية أو الدماغ.
عادةً ما تسبب هذه الإصابات الطنين في أذن واحدة (حسب الطرف المصاب).
الأدوية
قد يتسبب عدد من الأدوية في إحداث طنين الأذن أو تفاقمه، وكلما زادت جرعة هذه الأدوية تفاقمت حالة الطنين.
غالبًا ما تتوقف حالة الضوضاء الداخلية عند التوقف عن أخذ هذه الأدوية.
تشمل الأدوية المعروف المسببة للطنين ما يلي:
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
- بعض المضادات الحيوية.
- أدوية السرطان.
- مدرّات البول.
- الأدوية المضادة للملاريا.
- مضادات الاكتئاب.
الأسباب غير الشائعة
داء منيير Meniere’s Disease
قد يكون طنين الأذن مؤشرًا على الإصابة بداء منيير، وهو اضطراب في الأذن الداخلية بسبب تغيّرات غير طبيعية في الضغط داخلها.
اضطراب نفير أوستاش
نفير أوستاش هو أنبوب يصل الأذن الوسطى بالقسم العلوي من البلعوم، يقوم بالمحافظة على الضغط متساوي بين طرفي غشاء الطبل، وذلك عن طريق تصريف السوائل.
في حالات اضطراب نفير أوستاش؛ يتوسّع هذا الأنبوب مما يضعف قدرته على تصريف السوائل.
التغيّرات في عظام الأذن
قد يؤثر تصلّب عظام الأذن الوسطى على السمع ويسبب طنين في الأذن.
تميل هذه الحالة إلى الانتشار في العائلات، وهي ناتجة عن نمو غير طبيعي للعظام.
تشنجات عضلية في الأذن الداخلية
يمكن أن تتوتر عضلات الأذن الداخلية (تشنّج) مما يؤدي إلى طنين الأذن وفقدان السمع والشعور بامتلاء الأذن.
يحدث ذلك أحيانًا بدون سبب واضح، ولكن يمكن أن يكون أحيانًا ناتجًا عن أمراض عصبية بما في ذلك التصلّب المتعدد.
اضطراب المفصل الفكي الصدغي
وهو المفصل الموجود على كل جانب من الرأس أمام الأذنين، حيث يلتقي عظم الفك السفلي بالجمجمة.
قد تسبب المشاكل في هذا المفصل طنين الأذن وغالبًا ما يترافق ذلك مع ألم في منطقة المفصل.
ورم العصب السمعي أو أورام الرأس والعنق الأخرى
ورم العصب السمعي هو ورم غير سرطاني (حميد) يتطور على العصب القحفي الممتد من الدماغ إلى الأذن الداخلية ويتحكم بالتوازن والسمع.
كما يمكن أن تسبب أورام الرأس أو الرقبة أو المخ الأخرى طنين الأذن.
اضطرابات الأوعية الدموية
يمكن أن تؤدي اضطرابات الأوعية الدموية إلى تحرّك الدم عبر الأوردة والشرايين بقوة أكبر، فتؤدي هذه التغيّرات في تدفق الدم إلى الطنين، أو تجعل طنين الأذن أكثر وضوحًا، ومن هذه الاضطرابات نذكر:
- ارتفاع ضغط الدم.
- الأوعية الدموية الملتوية أو المشوّهة.
- تصلّب الشرايين.
حالات مزمنة أخرى
ارتبطت جميع الحالات المزمنة تقريبًا بطنين الأذن، ونذكر من هذه الحالات:
- داء السكري.
- مشاكل الغدة الدرقية.
- الصداع النصفي.
- فقر الدم.
- اضطرابات المناعة الذاتية كالذئبة الحمامية أو التهاب المفاصل الروماتيدي.
- ارتفاع الكوليسترول.
الحساسية
يمكن أن يؤدي الاحتقان الناجم عن التحسس إلى انسداد قناة نفير أوستاش.
عوامل الخطر
يمكن أن يظهر طنين الأذن عند أي شخص، ولكن تزيد هذه العوامل من فرص الإصابة:
- العمر: مع التقدم بالعمر تتراجع ألياف الأعصاب السمعية، مما يؤدي لمشاكل سمعية.
- الجنس: ينتشر الطنين عند الذكور بشكل أكبر من الإناث.
- شرب الكحول ومنتجات التبغ: لوحظ أن أعداد المصابين من فئة المدخنين أو شاربي الكحول أكثر من الأشخاص الذين لا يشربون الكحول ولا يدخنون.
- التعرّض للضجيج (الأصوات العالية): كالأصوات الناتجة عن المعدات الثقيلة أو المنشار أو الأسلحة النارية أو المشغلات الصوتية عند زيادة صوتها لأعلى حد، ويكون الأشخاص المعرّضين لهذه الأصوات نتيجة عملهم كالجنود أو العمّال أو الموسيقيين معرضين بشكل أكبر للإصابة.
- مشاكل صحية أخرى: كالبدانة أو المشاكل القلبية الوعائية أو التهابات المفاصل أو إصابات الرأس.
ما هي أعراض طنين الأذن؟
من الممكن أن يتظاهر طنين الأذن بأصوات أخرى غير الطنين مثل:
- الرنين.
- الأزيز.
- الهسهسة.
- الخفقان.
- الموسيقى.
ما هي مضاعفات طنين الأذن؟
يؤثر طنين الأذن على المرضى بشكل مختلف، فعند بعض الأشخاص قد يؤثر الطنين بشكل كبير على نوعية حياتهم، ومع تطوّر الحالة وعدم علاجها فقد تظهر المضاعفات التالية:
- التعب.
- التوتر والقلق.
- مشاكل في النوم.
- مشاكل في التركيز.
- اضطراب الذاكرة.
- الاكتئاب.
- الهياج.
- الصداع.
- مشاكل في العمل.
- مشاكل عائلية.
كيف يتم التشخيص؟
عادةً ما يقوم الأطباء بتشخيص طنين الأذن عن طريق معرفة الأعراض فقط، ولكن قد يقوم الأطباء بإجراء بعض الاختبارات التشخيصية لتحديد فيما إذا كان الطنين ناتجًا عن مرض آخر، وتحديد هذا المرض.
تتضمن الاختبارات الشائعة:
اختبار السمع
سوف تجلس خلال هذا الاختبار في غرفة معزولة الصوت مرتديًا سماعات تنقل لك أصواتًا معيّنة في أذنٍ تلو الأخرى، ثم تقوم بإعطاء الطبيب إشارة في كل مرة تسمع فيها صوتًا، وبعدها سيتم مقارنة نتائجك بالنتائج التي تعتبر طبيعية بالنسبة لعمرك.
اختبار الحركة
قد يطلب منك طبيبك تحريك عينيك أو ضغط فكك أو تحريك رقبتك وذراعيك وساقيك، فإذا تغيّر طنين الأذن أو ازداد سوءًا فقد يساعد ذلك في تحديد الاضطراب الأساسي المسبب له ومعالجته.
اختبارات التصوير
وذلك اعتمادًا على السبب المشتبه به لطنين الأذن لديك، فقد تحتاج إلى إجراء تصوير مقطعي محوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
الفحوصات المخبرية
قد يقوم طبيبك بأخذ عيّنة من الدم للتحقق من فقر الدم، أو مشاكل الغدة الدرقية أو أمراض القلب أو نقص الفيتامينات.
الاستدلال من نوع الصوت المسموع
قد يساعد الطبيب معرفة نوع الصوت الذي تسمعه أثناء حدوث الطنين، حيث أن لكل صوتٍ دلالة:
- النقر: يشير الصوت الأشبه بالنقر إلى التقلصات العضلية في أذنك، فقد تكون هذه التقلصات هي سبب الطنين.
- النبض: هذه الأصوات تنتج عن التغيّرات في الأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم، وقد تلاحظها بشكل أكبر أثناء التمارين الرياضية أو عندما تقوم بتغيير وضعيتك (من الجلوس للوقوف مثلًا).
- الطنين منخفض الحدة: هذا النوع من الأصوات يشير إلى انسدادات في الأذن، حينها قد يكون داء منيير أو تصلّب عظام الأذن أسباب مرشحة لطنين الأذن.
- الطنين مرتفع الحدة: وهو الحالة الأكثر شيوعًا، وتشمل الأسباب المحتملة له التعرّض لأصوات عالية أو فقدان السمع أو أخذ أدوية مسببة للطنين، كما قد يسبب الورم العصبي السمعي صوت حاد مستمر عالي الحدة في أذن واحدة.
كيف يتم علاج طنين الأذن؟
سيقوم الطبيب بمعالجة أي مرض قد يسبب طنين الأذن، وإذا كان ناتجًا عن تناول أدوية معيّنة فقد يطلب منك تغييرها، سيقوم أيضًا بتنظيف الأذن من أي أوساخ صملاخية.
يوجد عدة أساليب علاجية أخرى، نذكر الشائع منها:
العلاج القائم على الصوت
يمكن أن تساعد بعض الأدوات أو الآلات في تخفيف حدة الرنين أو الأزيز من خلال توفير أصوات مريحة لإخفاء أصوات أذنك.
يمكن أيضًا تجربة جهاز إخفاء يتم إدخاله في الأذن ويعمل بشكل مشابه لجهاز السمع.
تغيير نمط الحياة
يمكن أن يساعد تقليل التوتر والتعب على التحكم في طنين الأذن حيث إن الإجهاد لا يسبب طنينًا، ولكنّه قد يزيد الأمر سوءًا.
إن الانخراط في هواية أو التحدث مع صديق موثوق أو أحد أفراد الأسرة هي من الطرق التي تساعد في تقليل التوتر.
الأدوية
يمكن أن تساعد الأدوية في تقليل الأصوات المزعجة في الأذنين.
في بعض الحالات قد تساعد الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة في تقليل الأصوات، وذلك لأن هذه الأدوية تغيّر إشارات الجهاز العصبي والدماغ مما يؤثر على السمع، كما يمكنها مساعدتك على إدارة التأُثيرات الأخرى للطنين كالأرق والمشاكل العاطفية.
من أمثلة هذه الأدوية ما يلي:
- ألبرازولام (زاناكس).
- أميتريبتلين.
- نورتريبتلين (باميلور).
عادةً ما يتم وصف هذه الأدوية للأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة تؤثر على نمط حياتهم، ولكن لا يستجيب الجميع عمومًا إلى الأدوية، وبالعكس قد تسبب لهم آثار جانبية مزعجة مثل:
- الغثيان.
- الإقياء.
- الإمساك.
- رؤية ضبابية.
- مشاكل في القلب (نادرًا).
مساعدات السمع
يستخدمها الأشخاص الذين يعانون من ضعف في السمع مترافق مع طنين، حيث يمكن أن يساعدهم تضخيم الأصوات إذا كانوا يواجهون مشكلة في سماع الأصوات العادية.
الطب البديل
قد يساعد الطب البديل في علاج بعض الحالات، على الرغم من أنه يفتقر للدليل العلمي المثبت والكافي لفعاليته.
تشمل بعض الخيارات المستخدمة في الطب البديل:
- العلاج بالإبر.
- الميلاتونين.
- مكملات الزنك.
- عشبة الجنكو بيلوبا.
كيف يمكنني وقاية نفسي من الطنين؟
في عدة حالات يكون الطنين ناتجًا عن سبب لا يمكن تجنّبه، ولكن يوجد بعض الإجراءات التي من شأنها أن تقلل فرص الإصابة:
استعمال أدوات واقية للأذن من الأصوات العالية
يمكن أن يؤدي التعرّض للأصوات العالية بمرور الوقت إلى فقدان السمع وطنين في الأذن.
حاول الحد من التعرّض للأصوات العالية، وإذا لم تتمكن من تجنبها فاستخدم واقي للأذن للمساعدة في حماية أذنك من تلك الأصوات، ولا سيّما إذا كنت تعمل كموسيقي أو تستخدم الأسلحة النارية (المسدسات والبنادق) أو الآلات الصاخبة، حينها من الأفضل ارتداء أداة حامية للأذن بشكل دائم.
أخفِض الصوت
إن إطالة الاستماع للأغاني الصاخبة عبر سماعات الأذن قد تؤدي لحدوث الطنين، أو فقدان السمع التدريجي.
اعتني بصحة جهازك القلبي الوعائي
تمرّن بشكل منتظم، تناول غذاء صحي ومتوازن، وذلك لتجنّب الطنين المتعلّق بالبدانة واضطرابات الأوعية الدموية.
قلل من شرب الكحول والكافيين والنيكوتين
هذه المواد قد تؤثر على جريان الدم وتسبب الطنين، ولا سيّما بكميات كبيرة.
تجنّب الأدوية التي تسبب الطنين
تختلف هذه الأدوية من شخص لآخر، لذلك لا يمكن حصرها ضمن فئة معيّنة، ولكن ذكرنا بعض الأمثلة سابقًا في المقال.
زيارة الطبيب دوريًا
وذلك لإجراء فحوصات سمعية لكشف أي مشكلة أذنية قد تسبب الطنين مبكرًا.
المراجع:
- Tinnitus | Mayo Clinic
- Tinnitus | Cleveland Clinic
- What You Need to Know About Tinnitus (Ringing in the Ears) | Healthline
- Tinnitus | NHS