فهرس المحتوى
إن حجم الرأس هو مقياس مهم لدرجة نمو وتطوّر الدماغ، ويولد الأطفال في حالات نادرة برأس حجمه أصغر من بقية الأطفال المماثلين له بالعمر والجنس، ولعلّ ذلك يكون واضحًا للأهل ويسبب لهم قلقًا على الطفل ومستقبله ومستواه العقلي، نكون هنا أمام حالة مرضية تدعى صغر الرأس Microcephaly.
ما هو صغر الرأس؟
صغر الرأس هو حالة مرضية عصبية نادرة الحدوث؛ حيث تتواجد بشكل عام عند 2-12 طفل من أصل 10000 ولادة، ويكون فيها رأس الرضيع أصغر بكثير من الطبيعي.
في بعض الأحيان يتم اكتشافها عند الولادة، وغالبًا ما تحدث عندما تكون هناك مشكلة في نمو الدماغ أثناء تشكّل الجنين في رحم أمّه، و في أحيان أخرى يتطور صغر الرأس بعد الولادة نتيجة توقّف دماغ الطفل عن النمو.
يمكن أن يحدث صغر الرأس نتيجة مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.
غالبًا ما يعاني الأطفال المصابين بصغر الرأس من مشاكل في النمو، ولا يوجد علاج واضح لصغر الرأس، ولكن التدخل المبكر بالكلام والعلاجات المهنية وغيرها من العلاجات الداعمة قد يعزز نمو الطفل ويحسّن نوعية حياته.
ما هي أسباب صغر الرأس؟
يحدث صغر الرأس كما ذكرنا نتيجة مشكلة في نمو الدماغ، وممكن أن تحدث في الرحم أو بعد الولادة أو أثناء فترة الرضاعة، وقد يكون صغر الرأس وراثيًا، وقد تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:
تعظّم دروز العظام الباكر
دروز العظام هي عبارة عن مفاصل تربط عظام الرأس مع بعضها، وتكون عادةً هذه الدروز غير ملتحمة بشكل كامل عند ولادة الرضيع، وذلك لتسمح لدماغ الطفل بالنمو.
إن التعظّم المبكر لهذه الدروز يمنع الدماغ من النمو، وحينها قد يحتاج الطفل إلى جراحة لفصل العظام الملتصقة، وتساعد هذه الجراحة على تخفيف الضغط على الدماغ، مما يمنحه مساحة كافية للنمو والتطور.
التغيرات الجينية
قد تؤدي متلازمة داون وغيرها من المتلازمات ذات الأساس الجيني إلى صغر الرأس.
نقص الأكسجين في دماغ الجنين
أثناء الولادة أو الحمل قد تحدث مضاعفات معيّنة تؤدي إلى إعاقة وصول الأكسجين إلى دماغ الطفل، مما يعرّض الدماغ لحالة من نقص الأكسجة تؤثر على نموّه.
العدوى المنتقلة للجنين
تنتقل بعض الأخماج من الأم إلى الجنين أثناء الحمل أو الولادة، ومن هذه الأخماج نذكر:
- داء المقوسات.
- الفيروس مضخم الخلايا.
- الحصبة الألمانية.
- جدري الماء (الحماق).
- فيروس زيكا.
التعرّض لمواد ضارة
إن استخدام الأم للمخدرات أو الكحول أو التدخين أو بعض المواد الكيميائية السامة قد يعرّض جنينها إلى خطر حدوث صغر الرأس؛ لأن هذه المواد تضر بالدماغ.
كما إن التعرّض للمعادن الثقيلة كالنحاس والزرنيخ يضر بالدماغ.
سوء التغذية الحاد
قد يؤدي عدم حصول الجنين على العناصر الغذائية الكافية أثناء الحمل إلى الضرر بنمو دماغ الجنين.
بيلة الفينيل كيتون غير الخاضعة للرقابة
إن إصابة الأم بهذه المتلازمة يعيق قدرتها على تحطيم الحمض الأميني “فينيل ألانين” وقد يؤثر ذلك على نمو دماغ الجنين أثناء الحمل.
ما هي أعراض صغر الرأس؟
يتمثل العرض الأساسي لصغر الرأس بوجود رأس صغير أصغر بكثير من حجم رؤوس الأطفال الآخرين من نفس العمر والجنس.
يُقاس حجم الرأس عبر قياس المسافة حول الجزء العلوي من رأس الطفل (المحيط) باستخدام مخططات النمو الموحدة، ويقارن الأطباء قياس الطفل بقياسات الأطفال الآخرين.
عندما يكبر الطفل يستمر وجهه في النمو ولكن لا تنمو جمجمته؛ مما يؤدي لامتلاك الطفل لوجه كبير وجبهة متراجعة وفروة رأس فضفاضة وغالبًا ما تكون مجعدة
تشمل الأعراض الأخرى التي قد تظهر على الطفل:
- بكاء عالي النبرة.
- مشاكل في التغذية.
- مشاكل في السمع والبصر.
- نوبات تشنجية.
- زيادة حركة الذراعين والساقين.
- تأخيرات في النمو، أو مشاكل في تعلم الكلام والوقوف والمشي.
- الإعاقات الذهنية (مشاكل في التعلّم).
- نقص الوزن.
لا يعاني بعض الأطفال من أعراض ظاهرة أو ملحوظة، ويتطور بعض الأطفال المصابين بشكل طبيعي.
ما هي المضاعفات التي قد تحدث عند الأطفال المصابين؟
وفقًا لسبب صغر الرأس وشدته، قد تشمل المضاعفات ما يلي:
- تأخر في النمو والحركة والكلام.
- صعوبات في التنسيق والتوازن.
- القزامة أو قصر القامة.
- تشوهات الوجه.
- فرط النشاط.
- النوبات العصبية.
- الشلل الدماغي.
- صعوبات التعلّم.
كيف يتم تشخيص صغر الرأس؟
لتحديد فيما إذا كان طفلك لديه صغر رأس سيقوم الأطباء بإجراء فحص بدني شامل للطفل وأخذ تاريخ العائلة المرضي، وسيقومون أيضًا بقياس محيط رأس طفلك بغية مقارنته بمخططات النمو، ويُعاد قياس محيط الرأس مع كل زيارة للطبيب لتحديد تطور الدماغ.
يمكن أيضًا قياس أحجام رأس الوالدين لتحديد فيما إذا كانت الرؤوس الصغيرة هي حالة موروثة في العائلة.
في بعض الحالات لا سيّما إذا تأخر نمو طفلك قد يطلب الطبيب فحص الرأس باستخدام الأشعة المقطعية المحوسبة أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو اختبارات الدم للمساعدة في تحديد السبب الكامن وراء الحالة.
يمكن في بعض الأحيان تشخيص صغر الرأس قبل الولادة، وذلك باستخدام الأمواج فوق الصوتية، ويجب إجراءها في أواخر الثلث الثاني من الحمل أو في الثلث الثالث من الحمل.
كيف أعالج طفلي؟
لا يوجد علاج بشكل عام لتكبير رأس الطفل أو عكس مضاعفات صغر الرأس؛ باستثناء جراحة تعظّم الدروز المبكر.
يركز العلاج على طرق إدارة حالة الطفل، حيث من الممكن أن تساعد برامج النطق والعلاج الطبيعي والمهني على زيادة قدرات الطفل العقلية لأبعد حد.
قد يوصي الأطباء بأدوية لعلاج بعض المضاعفات س مثل النوبات العصبية أو فرط النشاط.
كيف أقوم بوقاية طفلي؟
لسوء الحظ لا يوجد طرق محددة للوقاية، ولكن إذا سبق وكان لديك طفل مصابًا حينها يمكن التحدث مع مستشار في علم الوراثة حول الإصابة بصغر الرأس في حالات الحمل المستقبلية.
ما هو مصير الأشخاص المصابين بصغر الرأس؟
يعتمد مصير الأطفال المصابين بصغر الرأس على الحالات الطبية الأخرى التي يعاني منها الطفل، ولكن بشكل عام ينخفض متوسط العمر المتوقع للأطفال المصابين، كما تكون احتمالات الوصول إلى قدرات المخ الطبيعية قليلة.
المراجع:
- Microcephaly | Cleveland Clinic
- Microcephaly | Mayo Clinic
- Microcephaly | WHO