فهرس المحتوى
يعتبر شق الشفة والحنك من التشوهات الخلقية الشائعة التي تحدث أثناء المرحلة الجنينية نتيجة لعدم تشكل الفم والشفاه بشكل كامل أثناء الحمل.
ما هو شق الشفة؟
تتشكل الشفة بين الأسبوع الرابع والسابع من الحمل، حيث تتشكل خلايا خاصة من على جانبي الوجه وتنمو باتجاه الوسط، وتندمج مع بعضها البعض مشكلةً الوجه، كما ويشكل هذا الاندماج النسيجي العلامات الوجهية، مثل الشفاه والفم.
يحدث شق الشفة عندما تفشل النسج المشكلة للشفة بالاندماج بشكل كامل قبيل الولادة، مما ينتج عنه شق في الشفة، يمكن أن يكون هذا الشق صغيرًا أو كبيرًا ب
حيث يشمل الأنف، كما وقد يحدث في جانب واحد أو في الجانبين معًا أو في منتصف الشفة.
ما هو شق الحنك؟
تتشكل قبة الحنك بين الأسبوع السادس والأسبوع التاسع من الحمل، ويعرّف شق قبة الحنك بأنه انفصال أو انفتاح يتشكل في قبة الحنك أثناء تشكل الجنين، يمكن أن يشمل الحنك الصلب، وهو الجزء الأمامي العظمي من قبة الحنك أو الحنك الرخو، وهو الجزء الخلفي الرخو من قبة الحنك.
ما هي المشاكل المترافقة مع شق الشفة والحنك؟
قد يكون الطفل مصاب بشق في الشفة وقبة الحنك في جانب واحد أو في جانبي الوجه معًا، أو شق في الشفة يظهر بشكل ثلم صغير أو شق كبير يمتد ليشمل اللثة وقبة الحنك بالإضافة إلى قاعدة الأنف، أو حتى شق في قبة الحنك دون أن يؤثر على مظهر الوجه، لكن تتحسن معظم هذه المشاكل بعد إجراء العلاج الجراحي بالإضافة لعلاج مشاكل النطق.
وعلى العموم يسبب شق الشفة والحنك العديد من المشاكل، خصوصًا خلال الأسابيع الأولى من الولادة، قبيل اجراء العمل الجراحي العلاجي، وتشمل:
صعوبة في التغذية
يعاني الأطفال المصابون بشق الشفة والحنك من صعوبات في الحصول على الغذاء من خلال الرضاعة الطبيعية أو عن طريق زجاجات الحليب، ويعود ذلك لعدم قدرتهم على تأمين الختم الفموي.
مشاكل في السمع
يكون الأطفال المصابون بشق الشفة والحنك أكثر عرضةً للإصابة بالإنتانات الأذنية، بالإضافة لتشكل السوائل في آذانهم.
مشاكل سنية
يسبب شق الشفة والحنك بعض المشاكل السنية، حيث يؤثر على تطور الأسنان، كما وتكون هذه الأسنان أكثر عرضة للنخر السني من الأسنان الطبيعية، بالإضافة لبعض المشاكل الأخرى نذكر منها:
- تغير في محاور الأسنان الدائمة.
- عدم بزوغ الأسنان الدائمة.
- عدم تشكل العظم السنخي.
- خسارة دائمة في القواطع والأنياب.
مشاكل في النطق
قد تحدث بعض المشاكل في النطق في حال لم يتم معالجة شق قبة الحنك، مثل الكلام غير الواضح بالإضافة للأصوات الصادرة من الأنف، ويحدث ذلك عند تقدم الطفل في العمر.
مشاكل اجتماعية وعاطفية
حيث يؤدي هذا التشوّه إلى مشاكل اجتماعية وسلوكية لدى الأطفال المصابين، كما ويؤثر على ثقتهم بأنفسهم.
ما هي الأسباب؟
يعتبر السبب وراء حدوث هذه المشكلة مجهولًا، ولكن تعتقد بعد الدراسات أن شق الشفة والحنك يحدث نتيجةً للتفاعل بين العوامل الجينية والبيئية، كما قد يحدث أيضًا نتيجةً لبعض السلوكيات التي تقوم بها الأم أثناء الحمل نذكر منها:
- التدخين وتناول الكحول خلال فترة الحمل.
- السمنة خلال فترة الحمل.
- عوز في حمض الفوليك خلال فترة الحمل.
- الإصابة ببعض المتلازمات مثل متلازمة بيير روبن.
- تناول بعض الأدوية في الأسابيع الأولى من الحمل، مثل الستيروئيدات والأدوية المستخدمة لعلاج السرطانات والتهاب المفاصل الرثياني وترقق العظام.
هل يعتبر هذا التشوه شائعًا؟
يصنف شق الشفة والحنك على أنه رابع أكثر التشوهات الخلقية شيوعًا في الولايات المتحدة الأميركية، وتشير التقديرات إلى ما يلي:
- يولد طفل من بين 1600 طفل بشق شفة مترافق مع شق حنك في الولايات المتحدة الأميركية.
- يولد طفل من بين 2800 طفل بشق شفة غير مترافق مع شق حنك في الولايات المتحدة الأميركية.
- يولد طفل من بين 1700 طفل بشق حنك في الولايات المتحدة الأميركية.
كما ويعتبر شق الشفة المترافق أو غير المترافق مع شق الحنك أكثر شيوعًا عند الذكور، بينما يعتبر شق الحنك غير المترافق مع شق الشفة أكثر شيوعًا عند الإناث.
كيف يتم التشخيص؟
يتم تشخيص معظم شقوق الشفة قبيل الولادة عن طريق جهاز الأمواج فوق الصوتية عن طريق مراقبة التغيرات الحاصلة في وجه الجنين.
يعتبر من الصعب تشخيص شق الحنك غير المترافق مع شق الشفة عن طريق جهاز الأمواج فوق الصوتية، في حال حدوث ذلك يتم تشخيصه عن طريق الفحص الفيزيائي للفم والأنف وقبة الحنك بعد الولادة.
في بعض الحالات يقوم الطبيب بفحص يدعى بزل السلى، وهو إجراء يقوم فيه بسحب عينة من السائل الأمنيوسي الموجود حول الجنين، حيث يساعد في الكشف عن التشوهات الخلقية أثناء الحمل.
من يقوم بمعالجة شق الشفة والحنك؟
يترافق شق الشفة والحنك مع العديد من المشاكل الفموية والجهازية ويحتاج علاجه إلى مجموعة من الأطباء الذين يعملون معًا لوضع خطة العلاج، وتستمر المعالجة من مرحلة الطفولة المبكرة إلى بداية مرحلة البلوغ، ويشمل الكادر الطبي المسؤول عن علاج شق الشفة والحنك ما يلي:
- طبيب أطفال.
- طبيب تقويم، حيث يقوم بتصحيح تموضع الأسنان.
- طبيب أسنان أو طبيب أسنان أطفال لتطبيق العناية الفموية الروتينية.
- طبيب اختصاصي في التعويضات الثابتة، ويقوم بصناعة تيجان الأسنان والأجهزة السنية.
- طبيب اختصاصي في أمراض النطق، حيث يقوم بتقييم النطق ومشاكل التغذية.
- طبيب أذنية يقوم بفحص ومراقبة السمع.
- جراح فم وفكين لإجراء الجراحات اللازمة.
- طبيب اختصاصي في التجميل.
كيف يتم العلاج؟
يختلف علاج شق الشفة والحنك باختلاف امتداد الشق وعمر الطفل بالإضافة إلى النتائج المطلوبة من الجراحة والحالة الصحية للطفل، ويتم إجراء الجراحة في المشفى تحت تأثير التخدير العام.
حالة شق الشفة
يتطلب علاج شق الشفة إجراء عمل جراحي واحد أو اثنين، تتم العملية الأولى عندما يكون عمر الطفل بين 3 و 6 أشهر، حيث يقوم الطبيب بتسكير شفة الطفل، يتم بعدها إجراء العمل الجراحي الثاني عندما يصبح عمر الطفل 6 أشهر.
يوجد عدة تقنيات تستخدم قبل إجراء الجراحة لتحسين نتائج العملية الجراحية، حيث تساعد بتحسين شكل الشفة والأنف والفم وتشمل:
- رافعة الأنف، حيث تساعد بتصحيح شكل الأنف.
- الجهاز الأنفي السنخي وهو جهاز يساعد في توضّع النسج الشفوية في مكانها الصحيح.
حالة شق قبة الحنك
يتم علاج شق قبة الحنك بعمر الـ 12 شهر، ويهدف العلاج إلى تقليل السوائل المتشكلة في الأذن الوسطى، حيث يقوم الطبيب بوضع أنبوب خاص في طبلة الأذن لتصريف السوائل الموجودة، بالإضافة لإجراء بعض الجراحات لتحسين النطق، كما ويمكن استخدام الطعوم العظمية في حال كان الشق يشمل خط اللثة، حيث تقوم هذه العملية بتأمين الدعم للأسنان الدائمة والثبات للفك العلوي.
بالإضافة لبعض الجراحات الأخرى وتشمل:
- تحسين شكل الأنف والشفة.
- إغلاق الفجوة بين الأنف والفم.
- تثبيت الفك.
ما هي الاختلاطات التي قد تحدث أثناء الجراحة؟
تعتبر جراحة تصحيح شق الشفة والحنك من الجراحات الناجحة بالإضافة إلى أن مخاطرها قليلة، ولكن قد تحدث بعض الاختلاطات نذكر منها:
- النزف.
- الإنتان.
- أذية عصبية أو نسيجية.
في أي عمر يتم إجراء الجراحة؟
معظم الجراحات المستخدمة لتصحيح شق الشفة تتم خلال ال 12 شهرًا الأولى من حياة الطفل، أما بالنسبة لشق الحنك فتتم خلال ال 18 شهرًا الأولى من حياة الطفل، في بعض الحالات قد يحتاج الطفل إلى جراحات أخرى، مثل الجراحات التجميلية، بالإضافة للجراحات المستخدمة لتصحيح السمع ومشاكل الكلام.
كيف تتم الوقاية؟
تعتبر التشوهات الخلقية من المشاكل التي لا يمكن الوقاية منها، ولكن يمكن اتباع بعض التعليمات لتقليل خطورة الإصابة نذكر منها:
- التوقف عن التدخين.
- الامتناع عن تناول الكحول.
- عدم تناول الأدوية دون استشارة طبية.
- مراجعة الطبيب أثناء الحمل بانتظام.
- تناول الفيتامينات أثناء فترة الحمل وخاصةً حمض الفوليك.
المراجع: