سرطان المعدة – أحد أكثر السرطانات شيوعًا حول العالم!

ينتج سرطان المعدة  عن تكاثر وانقسام غير طبيعي للخلايا الموجودة في أي مكان في المعدة مسببًا أعراضًا وعلاماتٍ كثيرة.

لسرطان المعدة عدة أنواع، تختلف باختلاف  مكان  الورم، في معظم الأحيان ينشأ الورم الخبيث على حساب خلايا الغشاء المخاطي المعدي (الغدي) ويعد الأكثر شيوعًا من بين الأنواع ويدعى بالسرطان الغدي المعدي Adenocarcinoma gastric. 

ما مدى شيوع المرض؟

يعتبر سرطان المعدة من السرطانات الشائعة، حيث يعد خامس أنواع السرطانات انتشارًا حول العالم، والرابع عند الرجال، والسابع عند النساء. 

أنواع سرطان المعدة

تقسم سرطانات المعدة حسب المكان الذي بدأت فيه إلى سرطانات أولية أي تحدث في المعدة وتقسم إلى:

  • السرطان الغدي Adenocarcinoma ويعد الأكثر شيوعًا من بين الأنواع.
  • السرطان المعدي اللمفاوي Lymphoma gastric ينشأ على حساب الخلايا اللمفاوية المرتبطة بالغشاء المخاطي للمعدة.
  • السرطان الذي ينشأ على حساب النسيج الضام sarcomas (عضلات، نسيج شحمي، أوعية دموية) ويسمى أيضًا بأورام اللحمة الضامة GIST
  • سرطانات أخرى كسرطان صغير الخلاياSmall cell carcinoma، والكارسينوئيد Carcinoid، وسرطان الخلايا الحرشفية (الشائكة) squamous cell carcinoma.

أما بالنسبة للنقائل الثانوية فهي عبارة عن السرطانات التي أصابت عضو ما في جسم الإنسان غير المعدة وانتقل جزء من خلاياها السرطانية للمعدة عن طريق المجرى الدموي واللمفاوي. 

أكثر الأعضاء التي تسبب نقائل سرطانية للمعدة هي الثدي (سرطان الثدي)، الجلد (سرطان الجلد).

عوامل الخطر

تزيد نسبة حدوث المرض عند الفئات التالية:

  • الأعمار فوق الخمسين سنة.
  • الرجال أكثر من النساء.
  • يعد سرطان المعدة أكثر انتشارًا في دول شرق آسيا وشرق أوروبا. 
  • وجود تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان المعدة (أحد الأفراد لديه المرض).
  • تزيد في حال الإصابة المزمنة بالتهاب جرثومة الملوية البابية.
  • الإصابة بأحد الأمراض المعدية كالقلس المريئي المعدي، التهاب المعدة أو الإصابة بفقر الدم الخبيث، حيث يؤهب لحدوث سرطان المعدة. 

ما هي الأسباب؟

يعد السبب وراء حدوث سرطان المعدة غير معروف تمامًا، ولكن يوجد العديد من العوامل التي تساهم في حدوث المرض، من هذه العوامل:

  • التهاب المعدة المسبب بجرثومية الملوية البابية والتي تعد أحد أهم أسباب القرحة الهضمية.
  • التهاب المعدة.
  • فقر الدم الخبيث.
  • السلائل المعدية polyps وهي عبارة عن أورام صغيرة معظمها حميد.
  • التدخين وشرب الكحول بشكل دائم ومنتظم (ليس فقط بالمناسبات).
  • السمنة.
  • النظام الغذائي الغني بالأطعمة المالحة والمدخنة.
  • الجراحة  المعدية لاستئصال القرحة الهضمية.
  • العدوى بفيروس أيبستين بار (EBV).
  • قد يكون للزمرة الدموية A دورًا في حدوثه.
  • تلعب الوراثة دورًا في حدوثه.
  • العمل في المناجم أو في صناعة المعادن والمطاط قد يزيد من فرصة حدوثه.
  • التعرض لمادة الأسبستوس.
  • يمكن لبعض الأمراض الوراثية كداء السلائل الغدي العائلي، ومتلازمة لينش (سرطان الكولون والمستقيم الوراثي اللاسليلي)، ومتلازمة بوتس ييغير PJS)) أن تلعب دورًا في حدوث سرطان المعدة. 

ما هي الأعراض؟

وفقًا لجمعية السرطان الأميركية فإن أعراض سرطان المعدة تكون غير نوعية (أي أعراض عامة ولا تُشّخص المرض بدقة) وتتشابه مع أعراض العديد من الأمراض الأخرى كالقرحة الهضمية أو التهابات المعدة، ولذلك فإن تشخصيه يكون غالبًا في مراحل متقدمة منه، ولذلك إذا شعرت بهذه الأعراض واستمرت لفترة دون تحسن فلا بد من زيارة الطبيب.

من أهم الأعراض التي يعاني منها المرضى:

  • الشعور المتكرر بحرقة في المعدة.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور الدائم بالنفخة.
  • عسرة هضم والتجشؤ المتكرر.
  • الشبع المبكر.
  • التعب الشديد.
  • الشعور بالألم البطني الشرسوفي المستمر.

في المراحل المتقدمة من المرض أو في حال انتشاره فإن المريض سوف يتظاهر بالأعراض التالية:

  • براز مدمى.
  • غثيان وإقياء.
  • يرقان في حال انتقل السرطان إلى الكبد.
  • فقدان وزن دون سبب واضح.
  • الإحساس بضخامة (كتلة) في الجزء العلوي من البطن. 

مراحل سرطان المعدة 

يجب معرفة مراحل سرطان المعدة لمعرفة مدى انتشار المرض والذي بدوره يفيد في وضع العلاج المناسب للمريض وتحديد الإنذار. 

ولتحديد مدى انتشار السرطان وفي أي مرحلة تم وضع نظام يدعى TNM من قبل اللجنة الأميركية المشتركة للسرطان حيث أن:

  • T: يدل على حجم الورم ومدى غزوه في طبقات المعدة.
  • N: مدى انتشار السرطان للعقد اللمفاوية.
  • M: مدى انتشار السرطان للمناطق البعيدة عن المعدة (نقائل بعيدة).

يتم جمع الموجودات من كل فئة لتحديد مرحلة الورم (مرحلة 0 – 1 – 2 – 3 – 4)، تعتبر المرحلة 0 هي الأفضل إنذارًا، والمرحلة 4 هي الأسوأ بسبب غزو الورم لكامل طبقات المعدة وحدوث نقائل للعقد اللمفاوية ونقائل بعيدة. 

ما هو التشخيص؟

يعتمد تشخيص سرطان المعدة بدايةً على القصة والفحص السريري، حيث يتم سؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها، وعما إذا كان المرض موجود في العائلة أم لا، ومن ثم يقوم الطبيب بالفحص السريري لكامل الجسم ويتحرى عن الكتل إن وجدت في الجزء العلوي من البطن، بعد ذلك يتم إجراء عدة استقصاءات لتشخيص المرض وتحديد مرحلة الورم لإعطاء العلاج المناسب.

 من هذه الاستقصاءات:

التنظير الهضمي العلوي والخزعة

يعد الفحص المعياري لتشخيص سرطان المعدة، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع (منظار) مزود بكاميرا عبر الفم وصولًا للمعدة، أثناء هذه الإجراء يقوم الطبيب بأخذ خزعة من النسيج المعدي للتحري عن وجود الخلايا السرطانية.

تنطير المعدة
إجراء تنظير هضمي علوي للمعدة

التصوير بالأمواج فوق الصوتية عبر التنظير (إيكو عبر التنظير)

نوع خاص من أنواع التنطير، يفيد في تحديد مرحلة الورم، حيث يتم بهذا الإجراء أخذ عدة صور للمعدة.

التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي

تفيد هذه الإجراءات في تحديد حجم وتوضع الورم بدقة، بالإضافة إلى دورها في تحديد الشذوذات المرافقة للورم.

يمكن استخدام التصوير المقطعي البوزتيروني PET SCAN لتحديد وجود النقائل الورمية بدقة. 

الاختبارات الدموية 

تفيد في تقييم وظائف الأعضاء، والكشف عن وجود فقر الدم.

ما هو العلاج؟

اختيار العلاج المناسب في سرطان المعدة يعتمد على ما يلي:

  • نوع وحجم الورم.
  • مكان توضع الورم.
  • وجود النقائل.
  • الحالة العامة للمريض هل تسمح بإجراء جراحة أم لا. 

تشمل معالجة سرطان المعدة بشكل أساسي (الجراحة، العلاج الكيميائي، والعلاج الشعاعي).

الجراحة

تعتبر الجراحة من أهم الوسائل للوصول لمرحلة الشفاء من الورم، حيث للجراحة دور في استئصال الورم في حال كان قابل للاستئصال، ولها دور تلطيفي (أي التخفيف من الأعراض) في حال كان الورم غير قابل للاستئصال.

شروط إجراء الجراحة 

  • حالة المريض العامة جيدة.
  • تشخيص المرض في المراحل المبكرة.
  • عدم وجود نقائل أو وجود نقائل ولكن قريبة وقابلة للاستئصال. 

تتم الجراحة عادةً باستئصال المعدة التام أو جزء منها، مع استئصال الأنسجة المحيطة بالورم والعقد اللمفاوية المجاورة. 

العلاج الكيميائي 

يتم استخدام أدوية لقتل الخلايا السرطانية على رأسها دواء (فلوروراسيل، لوكوفورين)، كما ويتم اللجوء للعلاج الكيميائي فيما يلي:

  • لجعل الورم أصغر حجمًا وذلك من خلال إعطاء العلاج الكيميائي قبل وبعد العمل الجراحي.
  • للوقاية من النكس (عودة الورم)، لذلك يعطى بعد الجراحة.
  • للسيطرة والتحسين من الأعراض وذلك في الحالات المتقدمة التي لا يمكن إجراء الجراحة لها. 

العلاج الشعاعي

يتم استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، ويتم استخدام العلاج الشعاعي مع العلاج الكيميائي عادةً للوقاية من النكس، ولتحسين الأعراض السريرية. 

الأدوية المناعية 

تستخدم هذه الأدوية لتعزيز جهاز المناعة لملاحقة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، كما ويعطى عادةً العلاج المناعي بالاشتراك مع العلاج الكيميائي لمعالجة المراحل المتقدمة من السرطان.

هل يمكن الوقاية من سرطان المعدة؟

لا يمكن الوقاية من سرطان المعدة، ولكن يمكن التقليل من عوامل خطر الاصابة به من خلال ما يلي:

  • علاج جرثومة الملوية البابية والتي تعد من أهم الأسباب لتطور سرطان المعدة.
  • في حال وجود بعض الأمراض الهضمية كالقرحات المعدية، والتهابات المعدة، وداء السلائل المعدي فيجب علاجها على الفور لأنها تزيد من نسبة الإصابة.
  • اعتماد نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات، والتقليل من الأطعمة المعلبة والمالحة واللحوم الحمراء تقلل من نسبة الإصابة. 
  • الابتعاد عن التدخين وكافة منتجات التبغ.
  • المحافظة على وزن صحي للجسم، لأن السمنة تعد أحد عوامل الخطر للإصابة بالمرض.

ما هو إنذار المرض؟

يعتمد إنذار المرض على النوع والمرحلة التي وصل إليها السرطان، كما ويعتمد على عمر المريض وحالته الصحية العامة، في كل الحالات يمكن الشفاء من سرطان المعدة في حال تم الاستئصال التام للورم دون وجود نقائل بعيدة، ولكن نظرًا للأعراض الغامضة واللا نوعية التي يسببها سرطان المعدة فإن تشخصيه بمراحله المبكرة قليلة جدًا، في معظم حالاته يشخص في مراحل متقدمة منه. 

المراجع

Stomach cancer world cancer research fund international

د. روان عرب حمو
د. روان عرب حمو

روان عرب حمو، طالبة طب بشري في جامعة الشام الخاصة السنة الخامسة، أهدف إلى تقديم محتوى هادف وبسيط يتناسب مع جميع القراء.

المقالات: 29

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − ثلاثة =