داء أوزغود (شلاتر) قد يكون سبب ألم ركبة طفلك! تعرف عليه

داء أوزغود (شلاتر) Osgood-Schlatter Disease هو أحد الأسباب الشائعة لألم وتورّم الركبة عند الأطفال والمراهقين أثناء فترة النمو، حيث يُؤثر بشكلٍ أساسي على المراهقين الرياضيين خاصةً الذين يمارسون رياضاتٍ تشمل الجري والركض، لذلك تسمى هذه الحالة أيضًا بركبة القافزين. 

كما يعتبر أنه ناتج عن فرط استخدام الساق، فهو يحدث نتيجة الشد المتكرر والمفرط لوتر الرضفة، وتبعًا لذلك يرتكز العلاج على الراحة واستخدام الثلج إضافةً إلى العديد من الأساليب الأخرى، أما العلاج الجراحي فنادرًا ما يتم اللجوء إليه.

ما هو داء أوزغود (شلاتر)؟

داء أوزغود (شلاتر) والذي يعرف أيضًا بـ “التنكس العظمي الغضروفي” و”التهاب نتوء الأحدوبة الظنبوبية الشَّدّي” هو حالة مرضية تسبب ألمًا وتورّمًا أسفل مفصل الركبة في بقعةٍ تسمى الأحدوبة الظنبوبية وهي مكان اتصال الوتر الرضفي بأعلى عظم الساق (عظم الظنبوب).

كما قد يترافق المرض مع التهاب الوتر الرضفي الذي يمتد فوق الرضفة.

ما هو سبب داء أوزغود (شلاتر)؟

يحدث داء أوزغود (شلاتر) نتيجةً لتهيّج صفيحة النمو، وقبل الحديث عن سبب هذا التهيج لا بدَّ من تسليط الضوء على بعض البنى التشريحية في الركبة وآلية نمو العظام.

الوتر الرضفي

إن الأوتار بشكل عام هي بنى نسيجية مسؤولة عن ربط العضلات بالعظام، فالوتر الرضفي هو صلة الوصل ما بين عضلات الفخذ الأربعة (العضلة المستقيمة، العضلة المتسعة الوحشية، العضلة المتسعة الأنسية، العضلة المتسعة الوسطى) والوجه الأمامي للساق، إذ يعبر الركبة ليصل إلى وجهها الأمامي ويلتصق بعظم الرضفة وأحدوبة الظنبوب حيث تقع صفيحة النمو.

وتبعًا لما سبق فهو يعمل على تثبيت الرضفة وعظم الظنبوب معًا، كما قد يكون سبب ألم الطفل أثناء فترة النمو.

داء أوزغود (شلاتر) قد يكون سبب ألم ركبة طفلك! تعرف عليه

الآلية المرضية لداء أوزغود (شلاتر)

يترافق نمو العظام مع معدلات مختلفة من نمو العضلات والأوتار، ففي بعض فترات النمو يكون معدل نمو العظام أسرع من نمو العضلات والأوتار مما يدفع كلًا من العضلات والأوتار إلى الشد.

يحدث نمو العظام في المناطق الطرفية القريبة من المفاصل، حيث تتكوّن هذه الأماكن من غضاريف بدلًا من عظام تدعى بـ “صفيحة النمو” أو “الغضروف المشاشي”.

لا تكون هذه الغضاريف قوية مثل العظام، لذلك من الممكن للمستويات العالية من الإجهاد الناتج عن عملية الشد المستمرة أن تسبب إصابة صفيحة النمو وتضخمها.

ما مدى انتشار داء أوزغود (شلاتر)؟

يعد داء أوزغود (شلاتر) من الأمراض الشائعة بشكل كبير، فهو السبب الأكثر شيوعًا لآلام الركبة عند الأطفال والمراهقين.

من يُصاب بداء أوزغود (شلاتر)؟

غالبًا ما يُصيب داء أوزغود (شلاتر) الأطفال والمراهقين بعمر 10-15 سنة بالنسبة للذكور و 8-13 عامًا بالنسبة للإناث أثناء فترة نموهم، وخاصةً من يمارس منهم أنشطة متكررة من القفز والركض.

كما يُلاحَظ أنه يُصيب الذكور أكثر من الإناث، إلا أن هذه الفجوة بين الجنسين تضيق نتيجة مشاركة المزيد من الفتيات في البرامج الرياضية.

ما هي أعراض الإصابة بداء أوزغود (شلاتر) وعلاماته؟

تشمل أعراض وعلامات الإصابة ما يلي:

  • ألم في الركبة.
  • تورّم وانتفاخ حول الركبة.
  • مضض وإيلام (أي الشعور بألم عند لمس منطقة الركبة أسفل عظم الرضفة مباشرةً).

كما يجب الإشارة إلى أن داء أوزغود (شلاتر) غالبًا ما يصيب ركبة واحدة فقط، إلا أنه من الممكن أن يصيب كلا الركبتين في بعض الحالات.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب زيارة الطبيب في حال كان الطفل يعاني من ألمٍ في الركبة وخاصةً بعد ممارسة الرياضة، إذ من المهم فحص الطفل من قِبل الطبيب المختص لنفي الحالات الأكثر خطورة، ولتخفيف ألمه والعناية به بالشكل السليم.

كيف يتم تشخيص داء أوزغود (شلاتر)؟

يتم تشخيص داء أوزغود (شلاتر) بناءً على الأعراض والفحص السريري، كما أن لبعض المعلومات حول المريض دور في الوصول إلى التشخيص، لذلك من الممكن أن يقوم الطبيب بالسؤال عن عمر الطفل والرياضات والأنشطة التي يمارسها الطفل.

إضافةً إلى ذلك قد يقوم بطلب بعض الفحوص لاستبعاد المشاكل الأخرى التي من الممكن أن تصيب الركبة، وأحد هذه الفحوص هو القيام بصورة شعاعية للركبة، حيث يتم استخدام الأشعة السينية التي تُظهر ضخامة في الأحدوبة الظنبوبية أو تشظّيها.

كما يمكن في بعض الحالات القيام بمسح عظام أو تصوير بالرنين المغناطيسي MRI.

كيف يتم علاج داء أوزغود (شلاتر)؟

يعتمد العلاج المتبع على عدة أمور، منها عمر وصحة الطفل العامة، مدى سوء حالة المرض والألم، تحمل جسم الطفل للأدوية أو العلاج المتبع.

ويهدف العلاج بشكل أساسي إلى السيطرة على الألم ومنع تفاقم الحالة، لذلك تشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

  • الأدوية غير الستيروئيدية المضادة للالتهاب NSAID.
  • وضع الثلج على الركبة المصابة لتخفيف الألم.
  • معالجة فيزيائية تتضمن بعض تمارين التمدد.
  • كما من الممكن أن يساعد تجنّب التمارين المفرطة على تقليل الألم، إلا أن الأطباء تسمح للأطفال المصابين بداء أوزغود (شلاتر) بالاستمرار في ممارسة الرياضة على الرغم من ذلك.  
  • استخدام حزام الوتر الرضفي والذي هو عبارة عن حزام رفيع مناسب للوضع حول الركبة تحت الرضفة ليساعد في تخفيف بعض الضغط عن الوتر الرضفي.

عادةً ما تختفي أعراض المرض بعد عدة أسابيع أو أشهر، إلا أنه في بعض الحالات النادرة قد يحتاج إلى ما يلي:

  • تثبيت الساق باستخدام جبيرة جبسية.
  • حقن الكوتيكوستيروئيدات (الكورتيزون) أسفل الجلد.
  • جراحة، والتي تتضمن إزالة جزء من العظم والحفر ووضع طعوم.

بعض الأسئلة الشائعة حول العلاج

هل يمكن للأطفال المصابين بداء أوزغود (شلاتر) ممارسة الرياضة؟

يمكن للأطفال المصابين بداء أوزغود (شلاتر) القيام بأنشطتهم العادية وممارسة الرياضة وذلك بشرط ألا يكون الألم شديد لدرجة منع الطفل من الاستمرار بنشاطه، وأن يتحسن الألم في غصون يوم واحد من الراحة.

ما هي الإجراءات المساعدة للأطفال المصابين بداء أوزغود (شلاتر) والمستمرين بممارسة الرياضة؟

من الممكن أن تساعدهم هذه النصائح:

  • القيام بتمارين التمدد قبل وبعد ممارسة الرياضة.
  • ارتداء نعالًا ماصًّا للصدمات في أحذيتهم الرياضية.
  • وضع منشفة دافئة على الركبة لمدة 15 دقيقة قبل ممارسة الرياضة.
  • وضع الثلج على الركبة لمدة 15 دقيقة بعد ممارسة الرياضة.
  • ارتداء واقيات الركبة.

هل هناك حاجة لإجراء جراحة في حالة الإصابة بداء أوزغود (شلاتر)؟

في معظم الحالات لا يكون هناك حاجة للقيام بعملية جراحية، إذ أن المرض غالبًا ما يُشفى عند توقف صفيحة النمو عن النمو وتحولها إلى عظم الذي يكون أقوى وأقل عرضةً للتهيج.

إلا أنه في بعض الحالات النادرة قد يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي وذلك فقط في حال استمرار الألم ووجود أجزاء عظمية لم تلتئم.

ويجدر الإشارة إلى أنه لا يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي في حالة الرياضيين في طور النمو؛ لأن ذلك قد يؤذي صفيحة النمو. 

ما هي أساليب الوقاية من داء أوزغود (شلاتر)؟

لا يمكن الوقاية من المرض إلا أنه من الممكن تقليل خطر الإصابة به عن طريق اتباع النصائح التالية:

  • المشاركة في الرياضات التي لا تسبب الضغط على الركبتين مثل السباحة.
  • الحصول على قسط من الراحة عند ممارسة الرياضة والشعور بالألم.
  • القيام بتمارين التمدد.
  • ارتداء الأحذية الرياضية الداعمة ذات الامتصاص الجيد للصدمات.

المراجع

د. ريم الشطة
د. ريم الشطة

ريم الشطة، طالبة في كلية الطب البشري جامعة دمشق ومتطوعة في قسم السوشيال ميديا لفريق الكريات الحمراء ومهتمة بكل ما هو جديد وله علاقة بالطب.

المقالات: 46

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × واحد =