فهرس المحتوى
عند اشتباه أي شخص بالإصابة بمرض السكري، أول ما يقوم بفعله هو تحليل السكر! فهذا التحليل بأنواعه وطرق تطبيقه المختلفة (سواءً في العيادة، أو باستخدام جهاز منزلي) هو أول خطوة في تشخيص مرض السكري، كما يتمّ استخدام هذا التحليل أيضًا لدى مرضى السكري في متابعة الحالة ومعرفة سير المرض.
سنتعرّف في مقالنا على الأنواع المختلفة من تحاليل سكر الدم، وسنجيبكم على أهم الأسئلة الشائعة التي قد تتراود لأذهانكم.
ما هو تحليل السكر؟
يقيس تحليل سكر الدم كمية السكر (الغلوكوز) في الدم، فعندما نتناول الطعام الذي يحوي على كربوهيدرات، يقوم الجسم بهضمها واستقلابها وتحويلها إلى سكر الغلوكوز، وذلك ليتمّ استخدامها كعنصر طاقة.
وكما نعلم، فالتوازن في الجسم أساسي للحفاظ على الحياة! فإن ارتفاع سكر الغلوكوز في الدم أو انخفاضه بنسبةٍ كبيرة قد يشير إلى اختلالٍ في توازن الجسم ووجود حالة مرضيّة تتطلّب الكشف والعلاج بشكل سريع.
كيف يتمّ تحليل السكر؟
لقياس مستويات سكر الغلوكوز في الدم يقوم الطبيب بجمع عيّنة من دمك، وهناك طريقتان للقيام بهذا الإجراء:
فحص غلوكوز الدم الشعري
سمّي هذا الفحص بالشعري لأن الطبيب يقوم بوخز الإصبع وجمع قطرة دم من الأوعية الشعرية الموجودة في رأس الإصبع، ويعدّ هذا الفحص معروفاً فيتضمن شريط الاختبار وجهاز قياس السكر الذي يُظهر مستوى سكّر الدم خلال ثوان.
يقوم معظم مرضى السكري باستخدام هذه الطريقة لفحص سكر الدم، فهذا الجهاز متوافر في المنازل.
فحص غلوكوز الدم الوريدي (في بلازما الدم)
يقوم الطبيب يسحب وجمع عيّنة من الدم من الوريد، ثم يرسل العيّنة إلى المختبر لمعرفة نسبة سكر الدم في بلازما الدم.
وتعد تحاليل سكر الدم الوريدية أكثر دقّةً بشكل عام من سكر الدم الشعري.
ما هي الاختبارات المُستخدمة لتحليل السكر؟
حسب جمعية السكري الأمريكية، هناك أربع اختبارات أساسية تُستخدم لتحليل غلوكوز الدم، حيث يقوم الطبيب بالقيام بأكثر من اختبار لوضع تشخيص.
عند وجود شك بمرض السكّري، يقوم الطبيب بإعادة الاختبار في اليوم التالي للتأكّد القاطع بوجود المرض.
لكن إذا تأكّد الطبيب من ارتفاع سكر الدم بشكل كبير جدًا في التحليل الأول، أو إذا كنت تعاني من أعراض كلاسيكية لمرض السكّري، حينها قد يكتفي الطبيب بالتحليل الأول ولا يقوم بإعادته في اليوم التالي.
أما عن الاختبارات الأربعة المُستخدمة في تحليل السكر، فهي:
الاختبار الأول: تحليل السكر التراكمي A1C Test
يدعى هذا الاختبار بالتراكمي لأنه يقيس مقدار السكر في الدم خلال الشهرين لثلاث أشهر الماضية، وعادةً ما يتمّ تشخيص مرض السكري باستخدام هذا الاختبار.
يتمّ تفسير نتائج الاختبار على النحو التالي:
- النسبة أقل من 5.7% طبيعية وتعني أنك في حالة سليمة
- النسبة بين 5.7% و 6.4% تعني أنك في مُقدّمات السكري.
- النسبة 6.5% أو أكثر (في اختبارين متتاليين كما ذكرنا) تعني أنك مصاب بمرض السكّري.
الاختبار الثاني: تحليل سكر الدم الصيامي Fasting Blood Sugar – FBS
يتمّ في هذا الاختبار أخذ عيّنة دم بعد الصيام طوال الليل (لمدة 8 ساعات على الأقل، وعن كل شيء عدا الماء)، ويتم تفسير النتائج على النحو التالي:
- السكر أقل من 100 ملغ/دل يعني أنك في حالة سليمة.
- السكر بين 100 – 125 ملغ/دل يعني أنك في مُقدّمات السكري
- السكر 126 ملغ/دل أو أعلى (في اختبارين متتاليين كما ذكرنا) يعني أنك مصاب بمرض السكري.
الاختبار الثالث: تحليل سكر الدم العشوائي Random Blood Sugar Test
يعدّ هذا الاختبار أقل دقّة من الاختبارات السابقة، حيث يتمّ التعبير عن قيم السكر في الدم بغض النظر عن آخر مرة تناولتَ الطعام فيها،
يشير مستوى 200 ملغ/دل أو أعلى إلى الإصابة بمرض السكري، خاصةً إذا كنت تعاني أيضًا من علامات وأعراض مرض السكري مثل كثرة التبول والعطش الشديد.
الاختبار الرابع: اختبار تحمّل الغلوكوز الفموي OGTT
يعدّ هذا الاختبار أقل شيوعًا من بقية الاختبارات، ويشيع استخدامه لدى الحوامل للكشف عن السكر الحملي.
تقوم بالصيام طوال الليل ثم تذهب لعيادة الطبيب حيث سيقوم بأخذ عينة من دمك لقياس السكر الصيامي، ثم يطلب الطبيب منك شرب محلول سكّري في العيادة، وذلك ليتمّ اختبار مستويات السكر في الدم بشكل دوري بعد ساعتين من تناولك لهذا المحلول أيضًا.
يتم تفسير النتائج على النحو التالي:
- السكر أقل من 140 ملغ/دل طبيعي ويعني أنك في حالة سليمة.
- السكر بين 140 – 199 ملغ/دل يعني أنك في مُقدّمات السكري.
- السكر 200 ملغ/دل أو أعلى بعد ساعتين يشير إلى الإصابة بمرض السكري.
أسئلة شائعة حول تحليل السكر
كيف أستعد لتحليل السكر؟
إذا طلب الطبيب بإجراء التحليل الصيامي، فسيتعيّن عليك عدم تناول أو شرب أي شيء باستثناء الماء لمدة 8-10 ساعات قبل الاختبار، أما إذا كنت ستقوم بتحليل السكّر التراكمي، فلا داعي للصيام.
وفي جميع الأحوال، سيخبرك الطبيب بتعليمات الاختبار الذي ستخضع له.
ما هو أفضل وقت للقيام بتحليل السكر؟
يختلف ذلك تبعًا للاختبار الذي ستقوم به، فالاختبارات التي تتطلّب صيامًا يفضّل أن تقوم بها في الصباح.
أما الاختبارات التي لا تحتاج لصيام يمكنك القيام بها بأي وقت تحت إشراف الطبيب.
ما هي مخاطر تحليل السكر في الدم؟
تعد اختبارات الدم جزءًا شائعًا جدًا وأساسيًا من الاختبارات والفحوصات الطبية.
يكمن الخطر الضئيل للغاية لإجراء أي نوع من اختبار الغلوكوز في الدم بأنه قد يترك ألمًا طفيفًا أو كدمةً في مكان سحب الدم أو وخز الإصبع، ولكن هذا عادةً ما يتحسّن ويختفي بسرعة.
كيف أقوم بتحليل السكر في المنزل؟
إذا كنت مريض سكّر، أو كنت تحتاج لمتابعة نسبة الغلوكوز في دمك، عليك أن تشتري جهاز قياس السكر (مقياس السكر)، ومن ثمّ عليك اتّباع الخطوات التالية:
- اغسل وجفف يديك جيدًا.
- أدخل شريط الاختبار في جهاز القياس الخاص بك Glucometer.
- قم بوخز رأس إصبعك بالإبرة.
- اعصر إصبعك أو دلّكه برفق حتى تتكون قطرة دم.
- المس مع الاستمرار حافّة شريط الاختبار على قطرة الدم.
- سيعرض جهاز القياس مستوى غلوكوز الدم لديك على شاشة بعد بضع ثوانٍ.
إذا كنتُ مريض سكّري، ماذا يجب أن يكون سكر دمي عندما أحلله في المنزل؟
توصي جمعية السكري الأمريكية بنطاق سكر الدم لدى مرضى السكري:
- من 80 إلى 130 قبل الوجبات (صيامي).
- أقل من 180 بعد حوالي ساعتين من تناول الوجبة.
ما الذي قد يرفع سكر الدم الخاص بي وما الذي يخفضه؟
بالتأكيد قد تكون سألت نفسك السؤال السابق! فهل كل ارتفاع في غلوكوز الدم يعني السكّري؟ وهل كل انخفاض يشير إلى حالة خطيرة؟
بالطبع لا، لذلك سنشارك أكثر الأسباب المؤدية لتغيّرات سكر الدم.
ارتفاع السكر في الدم
تحدث هذه الحالة عندما يملك الجسم القليل من الأنسولين أو عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بشكل صحيح.
فيما يلي بعض الأسباب:
- تناول الكثير من الطعام، كوجبة تحتوي على كربوهيدرات أكثر من المعتاد.
- الجفاف.
- عدم القيام بنشاطات.
- عدم الاكتفاء بالأنسولين أو أدوية السكّري عن طريق الفم.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل المنشّطات أو الأدوية المضادة للذهان.
- المرض أو الإجهاد أو فترات الحيض أو الألم (قصير أو طويل الأمد)، كل ذلك يتسبب في إفراز جسمك للهرمونات التي يمكن أن ترفع مستويات السكر في الدم.
يمكنك تجنّب ارتفاع سكر الدم، ويُمكن عكس معظم الحالات السابقة
انخفاض السكر في الدم
تحدث هذه الحالة عندما تنخفض مستويات الغلوكوز في الدم لديك بدرجة كبيرة، تحتاج إلى اتخاذ إجراء لإعادتها إلى النطاق الطبيعي.
فيما يلي بعض الأسباب:
- عدم كفاية الطعام، كوجبة تحتوي على كربوهيدرات أقل من المعتاد.
- الكحول، وخاصّةً على معدة فارغة.
- الكثير من الأنسولين أو أدوية السكري عن طريق الفم.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
- زيادة النشاط البدني أو ممارسة الرياضة أكثر من المعتاد.
هناك أمور يمكنك القيام بها لتجنّب انخفاض السكر أيضًا، لكن من المهم أن تتأكد من معرفة أعراض انخفاض سكر الدم وكيفية تدبيرها عند الإصابة بها.
وبذلك تكون قد تعرّفت على كل ما تحتاج معرفته عن تحليل السكر، فريق طب بيديا يتمنّى لكم دوام الصحة والعافية.
المراجع
- What Is a Blood Glucose Test? | Healthline
- Blood glucose can make all the difference | American Diabetes Association
- Home Blood Sugar Testing | WebMD
- DIABETES – FREQUENTLY ASKED QUESTIONS | Maury Regional Health
- Blood Glucose (Sugar) Test | Cleveland Clinic
- Diagnosis of Diabetes | WebMD
- Diabetes | Cleveland Clinic
- Diabetes Diagnosis | American Diabetes Association
- Diabetes Tests | CDC
