انسداد الشرايين..كل لحظة تمر حاسمة وتنقذك من أهوال المضاعفات

الانسداد الشرياني Arterial occlusion هو انسداد أحد الشرايين الطرفية مما يمنع الدم من التدفق إلى أحد أطرافك، عادةً يكون أكثر شيوعًا في الساقين، وتكون الجلطات الدموية هي المسبب في معظم الحالات.

يعتبر انسداد الشرايين حالة طبية طارئة تحتاج إلى رعاية فورية لإعادة الأوكسجين إلى الطرف المصاب وتحسين فرصك في البقاء على قيد الحياة.

سنتعرف في هذا المقال على هذه الحالة المرضية الهامة، وعلى أعراضها، أسبابها، وأهم الطرق للوقاية منها. 

ما هو انسداد الشرايين؟ 

الانسداد الشرياني هو انسداد مفاجئ أو إغلاق لأحد الشرايين الطرفية مما يعيق تدفق الدم، يُطلق على هذه الحالة أيضًا “إقفار الأطراف الحاد” أي نقص التروية، ويعني ذلك أنَّ جزءًا من جسمك لا يتلقى كمية كافية من الدم الغني بالأوكسجين وعندما يحدث هذا تتلف أنسجتك بسرعة، وقد تتعرض لخطر الوفاة.

حيث يُعرَّف نقص تروية الأطراف أيضًا بأنه فقدان مفاجئ لتروية الأطراف لمدة تصل إلى أسبوعين بعد حدث محرض. 

يمكن أن يحدث انسداد الشرايين الحاد في أي شريان محيطي في أطرافك العلوية أو السفلية (الساقين أو الذراعين)، وغالبًا ما يكون من المضاعفات الشديدة لمرض الشريان المحيطي (PAD).

هذه الحالة وكما ذكرنا أعلاه هي حالة طبية طارئة في الأوعية الدموية تهدد الحياة وتحتاج إلى عناية طبية فورية، وفي حال إهمالها وتركها بدون رعاية فورية، تكون أكثر عرضةً لفقدان طرفك أو الموت.

كيف ينتج مرض انسداد الشرايين الطرفية؟ 

قد ينتج مرض انسداد الشرايين عن:

  • تضيّق تدريجي للشريان.
  • انسداد مفاجئ للشريان.

وفي كلا الحالتين تتلقى أجزاء الجسم التي يغذيها الشريان المتضرر كمية غير كافية من الدم، مما يؤدي إلى خفض مستويات الأوكسجين في الأنسجة، وهو ما يسمى نقص التروية.

تضيق الشريان التدريجي

عادةً ما يكون التضيق التدريجي للشرايين ناتجًا عن تصلب الشرايين، حيث تترسب لويحات الكوليسترول والمواد الدهنية الأخرى وتتراكم في جدران الشريان، كما قد يؤدي التصلب العصيدي إلى تضييق الجزء الداخلي (تجويف) من الشريان تدريجيًا وتقليل تدفق الدم، وأما عن الكالسيوم فقد يتراكم هو الآخر في جدران الأوعية الدموية، مما يجعل الشرايين متيبسة.

وهناك أسباب أقل شيوعًا لتضيّق الشريان التدريجي، ومنها النمو غير الطبيعي للعضلات في جدار الشرايين (خلل التنسج العضلي الليفي)، أو الالتهاب (التهاب الأوعية الدموية)، أو الضغط من خارج الأوعية الدموية على الوعاء بواسطة كتلة متوسعة قريبة، مثل ورم أو كيس مملوء بالسوائل.

انسداد مفاجئ للشريان

قد يحدث انسداد مفاجئ وكامل للشريان عندما تتشكل جلطة دموية (خثرة) في الشريان المتضيق سابقًا، وقد يحدث الانسداد المفاجئ أيضًا عندما تنفصل الجلطة (تتحول إلى صمة) من موقع مثل القلب أو الشريان الأبهر، وتنتقل عبر مجرى الدم، وتستقر في الشرايين. 

تزيد بعض الاضطرابات من خطر تكون جلطة دموية، وتشمل الرجفان الأذيني، واضطرابات القلب الأخرى، واضطرابات التخثر، كما قد يؤدي التهاب الأوعية الدموية، الذي قد يكون ناتجًا عن اضطراب المناعة الذاتية، إلى انسداد مفاجئ للشريان.

في بعض الأحيان، يمكن أن يتمزق التصلب الموجود في الأوعية الدموية ويؤدي إلى تكوين جلطة دموية تسد الشريان فجأة، وفي أحيانٍ أخرى، تنفصل قطعة من مادة دهنية ناتجة عن تصلب الشرايين وتسد أحد الشرايين دون سابق إنذار، كما وقد ينتج الانسداد المفاجئ أيضًا عن تسلخ الأبهر، حيث تتمزق الطبقة الداخلية للشريان الأبهر، مما يسمح للدم بالاندفاع عبر التمزق ويفصل الطبقة الداخلية عن الطبقة الوسطى في الشريان، وعندما يتوسع التسلخ، يمكن أن يسد واحدًا أو أكثر من الشرايين المتصلة بالشريان الأبهر.

ما الفرق بين انسداد الشرايين الحاد وأمراض الشرايين المزمنة؟

يشير انسداد الشرايين الحاد إلى الأعراض التي تبدأ وتزداد سوءًا بسرعة خلال إطار زمني مدته أسبوعين، وغالبًا ما يعاني المصاب من ألم في الطرف لا يزول عند الراحة.

إن كنت تعاني من هذه الشكوى فأنت بحاجة إلى مساعدة طبية وعلاج على الفور.

أمّا المرض الشرياني المزمن (يُسمى أيضًا PAD) فله أعراض تتطور بشكل تدريجي، ويعتبر العرج المتقطع أحد الأعراض النموذجية التي قد تواجهها لفترة من الوقت، وفي هذه الحالة يبدأ الشعور بالتشنج أو الألم في ساقيك عند ممارسة الرياضة ويتوقف بعد الراحة لبضع دقائق. 

ما مدى شيوع انسداد الشرايين؟

يصيب الانسداد الشرياني حوالي 1 من كل 4500 شخص، ولا توجد فروق بين الجنسين، وإنَّ متوسط ​​عمر التشخيص هو 75 عام.

ما هي أعراض الإصابة بانسداد الشرايين؟

تظهر أعراض انسداد الشرايين في الطرف المصاب (والذي عادةً ما يصيب ساقك)، ويطلق الأطباء على هذه الأعراض اسم “العناصر الستة” وهي ما يلي:

الألم

الألم الحاد هو عرض شائع وعادةً ما يكون الأول.

الشحوب

تبدو البشرة شاحبة للغاية.

عجز النبض

نبضك ضعيف أو مفقود.

الإحساس القطبي Poikilothermia

تشعر ببرودة بشرتك عند لمسها.

التنميل

تشعر بوخز “دبابيس وإبر”.

الشلل

لا يمكنك الشعور بأطرافك أو تحريكها.

في بعض الحالات، يسبب الانسداد أعراضًا مفاجئة وشديدة، وأما في حالاتٍ أخرى، قد تظهر الأعراض على مدار عدة ساعات أو أيام.

كلما طالت مدة بقاء طرفك بدون أكسجين، كلما تقدمت الأعراض، وعمومًا، تختلف أعراض مرض الشرايين المحيطية المسدودة تبعًا لِـ:

  • الشريان المصاب.
  • ما مدى انسداد الشريان.
  • ما إذا كان الشريان يضيق تدريجيًا أو يسد فجأة.

عادةً، يجب سد حوالي 70٪ من الجزء الداخلي للشريان قبل ظهور الأعراض، وقد يؤدي الضيق التدريجي للشريان إلى ظهور أعراض أقل حدة، حتى في حال أصبح الشريان مسدودًا تمامًا في النهاية تكون الأعراض أقل حدة في التضيق التدريجي نسبةً للمفاجئ، وذلك لأنَّ التضيق التدريجي للشريان يعطي وقتًا أطول يسمح بتوسيع الأوعية الدموية القريبة أو نمو الأوعية الدموية الجديدة (تسمى الأوعية الجانبية)، وبالتالي، لا يزال من الممكن إمداد الأنسجة المصابة بالدم، أما في حالة انسداد الشريان المفاجئ، لا يوجد وقت لتطور الأوعية الجانبية، لذلك تكون الأعراض شديدة.

وأما عن العرج المتقطع، وهو أكثر أعراض مرض الشرايين المحيطية شيوعًا، ينتج عن التضيّق التدريجي لشريان الساق، حيث يشعر المريض بألم أو تشنج وإرهاق في عضلات الساق وليس في المفاصل، ويحدث العرج المتقطع بانتظام وبشكل متوقع أثناء ممارسة النشاط البدني، ولكن دائمًا ما يتم التخلص منه فورًا بالراحة، ويعاني المريض أيضًا من ألم في العضلات عندما يمشي، ويبدأ الألم بسرعة أكبر ويشتد عندما يمشي الشخص بسرعة أو صعودًا.

عندما ينخفض ​​تدفق الدم بشكل خفيف أو معتدل، قد تبدو الساق أو الذراع طبيعية تقريبًا أما عندما ينخفض ​​تدفق الدم بشدة، يصبح الجزء المصاب باردًا، وقد يحتاج الأطباء إلى معدات خاصة للكشف عن النبض، وقد يكون جلد الذراع أو الساق جافًا أو متقشرًا أو لامعًا أو متشققًا وقد لا تنمو الأظافر بشكل طبيعي، وقد لا ينمو الشعر أيضًا.

عندما يتضيق الشريان أكثر، قد يصاب الشخص بتقرحات لا تلتئم بسهولة، كما أن العدوى تحدث بسهولة وتصبح خطيرة بسرعة، قد تستغرق الجروح في الجلد أسابيع أو شهورًا للشفاء أو قد لا تلتئم عند الأشخاص المصابين بمرض الشريان المحيطي الانسدادي الحاد. عادةً، تتقلص عضلات الساق (تضمر) في الإصابات الشديدة وقد يؤدي الانسداد الكبير إلى الغرغرينا (موت الأنسجة بسبب نقص إمداد الدم).

ما الذي يسبب انسداد الشرايين؟

السبب الأكثر شيوعًا لانسداد الشرايين الحاد هو تجلط الدم في أحد الشرايين (الجلطة).

يمكن أن تتكون الجلطة الدموية في أي مكان في جسمك، ولكنها أكثر شيوعًا في ساقيك وبشكلٍ خاص في الشريان الفخذي السطحي، والذي يمد الجزء السفلي من ساقك بالدم.

من المرجح أن تتشكّل جلطات الدم في منطقة من جسمك فيها أحد الأمور الآتية:

دعامات القلب

جهاز يساعد على تدفق الدم بشكل أفضل ولكنه يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث جلطات.

تمدد الأوعية الدموية

وهو جزء ضعيف ومنتفخ من الشريان.

البلاك

مادة دهنية لزجة تتكوّن من الدهون والكوليسترول والكالسيوم ومواد أخرى موجودة في الدم، تتراكم في الشرايين عند الإصابة بمرض تصلب الشرايين.

الإصابة الرضحية

الضرر المباشر للشريان، مثل الإصابة بطعنة.

الصمات 

قد تتشكل جلطة دموية أيضًا في جزء واحد من جسمك ثم تنتقل عبر مجرى الدم، وهذا ما يسمى الصمة. يمكن أن تعلق الصمة في أحد الشرايين وتمنع تدفق الدم، حيث من المرجح أن تعلق الصمة في الشريان الذي تتراكم فيه الكثير من اللويحات أو عند تقاطع شريانين.

كما قد تنشأ الصمة في العديد من المواقع المختلفة من جسمك، وفي بعض الأحيان، قد تبدأ في قلبك، بما في ذلك:

البطين الأيسر

هذه هي الحجرة السفلية اليسرى لقلبك التي تضخ الدم إلى جسمك عبر الشريان الأبهر، قد تتكون جلطات الدم في البطين الأيسر كمضاعفات لنوبة قلبية (قد تصل المدة التي تتشكل بعدها الجلطة حوالي ثلاثة أشهر بعد النوبة).

الأذين الأيسر أو الأيمن

هاتان هما الحجرتان العلويتان في قلبك.

يتعرض الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني لخطر أكبر لتكوين جلطات الدم هنا.

صمامات القلب الاصطناعية

تتشكل جلطات الدم أحيانًا على الصمامات البديلة في قلبك.

قد تبدأ الصمة أيضًا في شريان آخر، ويدعى هذا انصمام شريان إلى شريان آخر، أي الجلطة الدموية التي تشكلت في أحد الشرايين ثم انتقلت إلى آخر.

ما هي عوامل الخطر لانسداد الشرايين الحاد؟

تزيد بعض الحالات الطبية من خطر الإصابة بانسداد الشرايين، وتشمل ما يلي:

  • الرجفان الأذيني.
  • داء السكري.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • البدانة.
  • مرض الشريان المحيطي (PAD).
  • نوبة قلبية حديثة.
  • فشل القلب الانقباضي.

وتشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:

  • تقدم العمر (50 سنة وما فوق).
  • تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الأوعية الدموية.
  • تعاطي المخدرات عن طريق الوريد.
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • التدخين.

كيف يتم تشخيص انسداد الشرايين؟

يبدأ التشخيص غالبًا في غرفة الطوارئ ويتضمن:

الفحص البدني

يقوم طبيبك بفحص طرفك بعناية، ويشعر بجلدك ويفحص نبضك في عدة نقاط مختلفة، كما أنه يبحث عن علامات واضحة لمرض الشريان المحيطي (PAD)، مثل وجود القرحات على جلدك.

التاريخ الطبي

يقوم طبيبك بطرح الأسئلة عن تاريخك الطبي للمساعدة في العثور على سبب الانسداد، حيث من المهم جدًا أن يتعرف طبيبك على سبب ومصدر الانسداد من أجل معالجته بشكل صحيح. على سبيل المثال، يزيد الرجفان الأذيني من خطر الإصابة بالانسداد، بينما يزيد مرض الشرايين المحيطية من خطر الإصابة بجلطة.

الاختبارات

يقوم طبيبك بإجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية للأوعية الدموية، حيث يستخدم هذا الجهاز لفحص تدفق الدم في طرفك، وقد يقوم أيضًا بإجراء التصوير المقطعي المحوسب (CTA) لتصوير الأوعية الدموية حيث يركز على الطرف المصاب. كما من الممكن أن يستخدم تصوير الأوعية المحيطية، وهو إجراء يستخدم تباين الأشعة السينية لفحص الأوعية الدموية في أطرافك.

استشارة طبيب جراحة الأوعية الدموية

يقوم جراح الأوعية الدموية بتقييم حالتك ويقرر أفضل خطة علاجية.

كيف يتم علاج انسداد الشرايين؟

أهداف العلاج هي ما يلي:

  • منع المرض من التقدم.
  • تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والوفاة بسبب تصلّب الشرايين المنتشر.
  • تجنب بتر الطرف المصاب.
  • تحسين نوعية الحياة عن طريق تخفيف الأعراض (مثل العرج المتقطع).

وتعتمد العلاجات المستخدمة على:

  • إذا ما كان الانسداد قد تطور فجأة أو تدريجيًا.
  • شدة الأعراض.
  • شدة الانسداد.
  • موقع الانسداد.
  • المخاطر المتعلقة بالعلاج (خاصة الجراحة).
  • الصحة العامة للشخص.

بغض النظر عن العلاجات المستخدمة، لا يزال الأشخاص بحاجة إلى علاج الاضطرابات التي تشكل عوامل خطر للإصابة بتصلب الشرايين مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري وارتفاع الكوليسترول كما يجب على المرضى الإقلاع عن التدخين لتحسين الحالة العامة.

إن القسطرة والجراحة هي إجراءات ميكانيكية فقط لتصحيح المشكلة الفورية ولا يعالجان السبب الرئيسي الذي أدى لانسداد الشريان في المقام الأول.

ومن الطرق الأهم والأكثر استخدامًا هي ما يلي:

  • السيطرة على عوامل الخطر.
  • ممارسة الرياضة.
  • استخدام بعض الأدوية.
  • القساطر. 
  • الجراحة لتخفيف الانسداد أو تجاوزه.
  • بتر أحد الأطراف إذا ماتت الأنسجة.

سنلقي الضوء على أهم العلاجات:

ممارسة الرياضة

يمكن أن تساعد التمارين المنتظمة في تخفيف الألم لدى معظم الأشخاص الذين يعانون من العرج المتقطع، حيث تعد التمارين الرياضية العلاج الأكثر فعالية وقد تكون مناسبة للأشخاص الذين بإمكانهم اتباع برنامج تمرين يومي محدد.

لا يُفهم جيدًا كيف تخفف التمارين من العرج، ولكن من المحتمل أن التمارين الرياضية تؤدي إلى تحسين وظيفة العضلات، أو تحسين تدفق الدم، أو نمو الأوعية الدموية (الجانبية) الجديدة. 

يجب على الأشخاص الذين يعانون من العرج المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، وبالنسبة لمعظم الناس، يؤدي اتباع هذا الروتين إلى زيادة المسافة التي يمكنهم المشي فيها بشكل مريح.

إنَّ الشعور بعدم الراحة أثناء المشي ليس خطيرًا ولكن عند الشعور بعدم الراحة، يجب على الشخص التوقف عن المشي حتى يهدأ الألم ويزول الانزعاج ثم المشي مرة أخرى، ويجب ألا يقل إجمالي وقت المشي (باستثناء فترات الراحة) عن 30 دقيقة لتحسين مسافة المشي.

عادةً ما يكون التمرين أكثر فاعلية عندما يشرف عليه معالج في برنامج إعادة التأهيل، وينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من العرج بالخضوع لاختبار الإجهاد قبل بدء برنامج إعادة التأهيل للتأكد من أن إمداد عضلة القلب بالدم كافٍ.

الأدوية

يمكن إعطاء أدوية لعلاج الأمراض التي تسبب انسداد الشرايين الطرفية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول في الدم، كما يمكن إعطاء أدوية أخرى لإذابة جلطات الدم أو منع تكون جلطات جديدة، وأكثر الأدوية شيوعًا هي الأسبرين وكلوبيدوجريل، حيث تساعد هذه الأدوية في منع تكون الجلطة وتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية وتقوم بتعديل الصفائح الدموية بحيث لا تلتصق بجدران الأوعية. 

يتم تناول الأدوية مثل البنتوكسيفيلين أو سيلوستازول عن طريق الفم لعلاج العرج، ومن الممكن أن تزيد هذه الأدوية من تدفق الدم وبالتالي إمداد العضلات بالأوكسجين، يجب تناول أي من العقارين لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر لتحديد مدى فعاليته، ومع ذلك، فإن فائدة البنتوكسيفيلين أصبحت الآن موضع شك، ولم يعد العديد من الخبراء يوصون باستخدامه، في المقابل، قد ينتج عن سيلوستازول زيادة بنسبة 50 إلى 100٪ في المسافة التي يمكن للمريض السير فيها دون ألم، ولكن لا ينبغي أن يُستخدم سيلوستازول من قبل مرضى قصور القلب.

تظهر الدراسات أيضًا أن راميبريل، الذي ينتمي إلى فئة من الأدوية تسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين والتي تساعد الأوعية الدموية على التمدد وتحسين تدفق الدم في بعض الأحيان، يحسّن المسافة التي يمكن للشخص أن يمشيها دون ألم.

القسطرة

أحيانًا يتم إجراء رأب الأوعية الدموية أي إعادة فتح الأوعية وذلك لتوسيع الوعاء المسدود فورًا بعد تصويره.

عندما يحدث الانسداد فجأة، يجب إجراء رأب الوعاء في أسرع وقت ممكن لمنع فقدان وظيفة الأطراف أو لتجنب البتر بشكل لا رجعة فيه.

يمكن إجراء عملية الرأب الوعائي لتخفيف الأعراض وبالتالي تأجيل الجراحة أو تجنبها، وفي بعض الأحيان يتم استخدامه مع الجراحة أو كإجراء لإزالة جلطة دموية.

ويتم في هذا الإجراء إدخال أنبوب رفيع ببالون عند طرفه وذلك في الجزء الضيق من الشريان ثم نفخ البالون لإزالة الانسداد وذلك للحفاظ على الشريان مفتوحًا، قد يُدخل الأطباء شبكة سلكية دائمة (دعامة) في الشريان، تحتوي بعض الدعامات الآن على أدوية يتم إطلاقها ببطء (دعامات مملوءة بالأدوية) وتمنع هذه الدعامات إعادة نمو الانسداد.

نادراً ما تكون عملية الرأب الوعائي مؤلمة، ولكنها قد تكون غير مريحة إلى حد ما لأن الشخص يجب أن يستلقي بثبات على طاولة صلبة، ويتم إعطاء مسكن خفيف، ولكن دون الحاجة لمخدر عام.

يختلف نجاح عملية الرأب الوعائي اعتمادًا على مكان الانسداد وشدته، بعد ذلك، يُعطى الشخص دواءً (مثل الأسبرين أو كلوبيدوجريل) للمساعدة في منع تكون الجلطات في شرايين الطرف ومنع حدوث نوبة قلبية وسكتة دماغية لاحقة، كما يتم إجراء تصوير دوبلر بالموجات فوق الصوتية بانتظام لمراقبة تدفق الدم عبر الشريان، وبالتالي اكتشاف ما إذا كان الشريان يضيق مرة أخرى.

لا يمكن إجراء رأب الوعاء بنجاح في حال تضيق الشريان في العديد من المناطق، أو إذا كان الجزء الضيق طويلًا جدًا، أو إذا كان الشريان متصلبًا بشدة.

بعد الرأب الوعائي، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية إذا:

  • تشكلت جلطة دموية (خثرة) في المنطقة الضيّقة.
  • انفصلت قطعة من الجلطة (الصمة) وسدت الشريان.
  • تسرّب الدم إلى بطانة الشريان مما تسبب في انتفاخ للداخل يمنع تدفق الدم (اضطراب يسمى التسلّخ). 
  • حدوث نزيف حاد.

يمكن استخدام الأجهزة الأخرى، بما في ذلك الليزر، والقواطع الميكانيكية، والقسطرة فوق الصوتية، وأجهزة الصنفرة الدورانية، بدلًا من قسطرة البالون أثناء رأب الوعاء، ولكن لا يبدو أن أيًا منها أكثر فعالية.

الجراحة

يمكن إجراء جراحة لإزالة الانسداد أو جراحة المجازة إذا كانت الأساليب السابقة لا تفيد في علاج الانسداد، عادةً ما يتم إجراء الجراحة لتجنب بتر الطرف المصاب عندما ينخفض ​​تدفق الدم خلاله بشكل كبير أي عندما يُعطل العرج القيام بالأعمال اليومية أو عندما يحدث أثناء الراحة، أو عندما لا تلتئم الجروح، أو عندما تتطور الغرغرينا.

يمكن إجراء عملية جراحية لإزالة الجلطات الدموية (استئصال الخثرة والشريان التاجي) عندما تكون الأدوية الحالة للتخثر غير فعالة أو خطيرة للغاية، يمكن أيضًا إجراء عملية جراحية لإزالة التصلب العصيدي (استئصال باطنة الشريان) أو أنواع انسداد أخرى.

بدلًا من ذلك، يمكن إجراء جراحة المجازة، وهي جراحة يتم فيها أخذ طعم يتكون من أنبوب مصنوع من مادة اصطناعية أو جزء من وريد من الجسم نفسه ووصله بالشريان المسدود أعلى وأسفل الانسداد، وبالتالي، تتم إعادة توجيه الدم، وهناك طريقة أخرى تتمثل في إزالة الجزء الضيق أو المسدود وإدخال طعم في مكانه.

عادةً قبل الجراحة، يقوم الأطباء بتقييم وظائف القلب وتدفق الدم عبر القلب لتحديد الأمان النسبي للجراحة، لأن العديد من الأشخاص المصابين بمرض الشرايين المحيطية المسدودة يعانون أيضًا من مرض الشريان التاجي.

نادرًا ما يلزم البتر، وذلك إذا مات جزء من أحد الأطراف أو إذا لم تكن هناك طريقة جيدة لاستعادة تدفق الدم إلى المنطقة، حيث يتم إجراء البتر لإزالة الأنسجة المصابة أو تخفيف الألم المستمر أو وقف تفاقم الغرغرينا، حيث يقوم الجراحون بإزالة أقل قدر ممكن من الطرف المصاب. 

علاجات أخرى

يجب التقليل من التعرض للبرد، الذي يتسبب في تضييق (انقباض) الأوعية الدموية وزيادة تقييد وصول الدم إلى الأنسجة، ومن المهم أيضًا تجنب الأدوية التي تسبب انقباض الأوعية الدموية، حيث تشمل هذه الأدوية الإيفيدرين، والسودوإيفيدرين، وفينيليفرين، وهي مكونات لبعض علاجات احتقان الجيوب الأنفية ونزلات البرد.

تُجرى حاليًا دراسة حقن الخلايا الجذعية في أطراف الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في تدفق الدم، حيث من الممكن أن تحفز الخلايا الجذعية نمو أوعية دموية جديدة، وبالتالي التقليل من الحاجة إلى البتر.

كيف بإمكاننا تجنب الإصابة بانسداد الشرايين؟

قد لا تتمكن من منع انسداد الشرايين الحاد، لكن هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل المخاطر وتشمل:

  • عدم التدخين وتجنب استخدام أي من منتجات التبغ.
  • ممارسة الرياضة.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • السيطرة على بعض الأمراض، بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • القيام بفحوصات دورية سنوية.
  • إذا كنت تعاني من الرجفان الأذيني أو تاريخ من الإصابة بجلطات الدم، فاسأل طبيبك ما إذا كان يجب أن تستخدم مميعات للدم.

ما الذي يجب أن أتوقعه عندما أتعافى من انسداد الشرايين الحاد؟

إذا أجريت عملية جراحية، فستبدأ في التعافي في وحدة العناية المركزة، سيقوم طبيبك بالتحقيق في السبب الكامن وراء الانسداد للمساعدة في منع حدوثه مرة أخرى، وسيراقبك فريق رعاية خوفًا من المضاعفات، بما في ذلك:

  • متلازمة الحيز.
  • فشل القلب الاحتقاني.
  • نوبة قلبية.
  • فشل كلوي.
  • مشاكل في الجهاز التنفسي.
  • انحلال الربيدات.

سيقدم لك طبيبك أيضًا إرشادات مفصلة حول:

  • كيف تعتني بنفسك في المنزل، بما في ذلك كيفية العناية بالشقوق أو الجروح.
  • كيف تستخدم أدويتك.
  • القيود المتعلقة بالنشاط البدني والقيادة.
  • متى يجب عليك الحصول على رعاية طبية.
  • متى يجب أن تبدأ في ممارسة الرياضة وماذا يجب أن تفعل.

توصيات طبية

وأخيرًا عزيزي القارئ.. الانسداد الشرياني الحاد هو حالة طبية طارئة كما ذكرنا وتحتاج إلى تشخيص سريع ودقيق، كل دقيقة وكل ساعة تمر تحدث فرقًا كبيرًا في حالتك، في النهاية قد يتسبب الانسداد في حدوث ضرر دائم لطرفك في غضون أربع إلى ست ساعات لهذا السبب من المهم طلب الإسعاف فورًا إذا ظهرت عليك أي من الأعراض المذكورة أعلاه.

المراجع: 

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × ثلاثة =