انخفاض الحرارة – حالة خطيرة قد تؤدي إلى توقّف القلب!

كثيرًا ما نسمع عن العرض الشائع “ارتفاع الحرارة”، ولكن هل سبق وسمعت يومًا أو عانيت من انخفاض الحرارة؟ هذا العرض غير شائع كما هو حال ارتفاع الحرارة، ولكن ذلك لا يقلل من أهميته وخطورته.

انخفاض الحرارة هو حالة قابلة للعلاج، وهو ليس مرضًا بحد ذاته وإنما هو تظاهر لمرض آخر، وإذا تم إهماله فإنه قد يؤدي لتوقف القلب ومن ثم الوفاة.

ما هو انخفاض الحرارة؟

انخفاض الحرارة هو انخفاض درجة حرارة الجسم إلى مادون الـ95 درجة على مقياس فهرنهايت أو ما دون الـ35 درجة على مقياس سيليزيوس (المقياسين يستخدمان لقياس الحرارة وكلاهما صحيحين، ويختلف استخدام المقياس حسب الدول).

عندما تنخفض درجة الحرارة فإن الدماغ بشكل خاص وبقية أعضاء الجسم بشكل عام لا تستطيع العمل بالشكل الأمثل، وإذا تم إهمال الحالة فإنها ستؤدي إلى سكتة قلبية في النهاية.

يتوفّى حوالي 700-1500 شخص سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب انخفاض درجة الحرارة.

ما هي أسباب انخفاض الحرارة؟

يحدث انخفاض الحرارة عند التعرّض للجو البارد أو الرطب أو الرياح القوية لفترة طويلة، مما يؤدي لفقدان قدرة الجسم على تعديل حرارته إلى القيم الطبيعية.

ما هي عوامل خطر الإصابة بانخفاض الحرارة

جميع الناس معرضين للإصابة بانخفاض الحرارة، ولكن يوجد بعض الفئات التي تكون معرضة للخطر بشكل أكبر:

  • الكبار في السن: تقل قدرة الجسم على تحمّل انخفاض الحرارة مع تقدّم العمر، لأن الكبار في السن ينتجون كميات أقل من الطاقة التي تتحول لطاقة حرارية تدفئ الجسم.
  • الأطفال الصغار: يصرف الأطفال الصغار كميات أكبر من السعيرات الحرارية (الطاقة)
  • حديثي الولادة: يخسر حديثي الولادة الطاقة والحرارة بشكل أسهل من كبار السن، كما أنهم لا يمتلكون الطاقة الكافية التي تمكنهم من الرجفان الذي يساعد على إنتاج الحرارة.
  • مدمني الكحول: تكون أوعية مدمني الكحول متوسعة أكثر من الأشخاص الطبيعيين، وبالتالي من السهل أن يخسروا حرارة جسمهم.
  • المتشردين: الأشخاص المتشردين الذين لا يمتلكون منزلًا يكونون معرضين بشكل أكبر لفقدان حرارة أجسامهم.
  • الأشخاص الذين لديهم حالات طبية معينة: كقصور الدرق ونقص سكر الدم والصدمة والتسمم ومرض باركنسون.

ما هي أعراض انخفاض الحرارة؟

تتنوع الأعراض حسب درجة الحالة:

الحالة الخفيفة

تكون درجة الحرارة بين الـ95-89.6 على مقياس فهرنهايت أو 35-32 على مقياس سيليزيوس، وتكون الأعراض كالتالي:

  • الرجفان وتكزز الأسنان.
  • التعب وضعف الحركة والتعابير.
  • النعاس الشديد.
  • ضعف قوة النبض وزيادة سرعة القلب.
  • زيادة سرعة التنفس.
  • لون الوجه شاحب.
  • الهذيان (يكون المريض غير واعي تمامًا).
  • زيادة عدد مرات التبول.
  • عدم القدرة على الكلام بشكل جيد.

الحالة المعتدلة

تكون حرارة الجسم بين 89.6-82.4 على مقياس فهرنهايت أو 32-28 على مقياس سيليزيوس، والأعراض على الشكل التالي:

  • انخفاض في سرعة القلب ومعدل التنفس.
  • كلام غير واضح.
  • تدني في القدرات العقلية.
  • الهلوسة.
  • تحوّل لون الجلد إلى الأزرق.
  • زيادة في قساوة العضلات.
  • توسّع الحدقة في العين.
  • نظم قلب غير طبيعي.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • ضعف في المنعكسات.
  • فقدان الوعي.
  • رجفان خفيف.

الحالة الشديدة

انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون 82.4 درجة على مقياس فهرنهايت أو ما دون 28 درجة على مقياس سيليزيوس، وتشمل الأعراض:

  • عدم القدرة على الرجفان.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • وجود سوائل في الرئة.
  • غياب المنعكسات.
  • صلابة العضلات.
  • خسارة القدرة على الحركة الإرادية.
  • نقص كمية البول.
  • توقّف القلب.
  • الغيبوبة.

ما هي اختلاطات انخفاض درجة الحرارة؟

  • السكتة القلبية.
  • أذية كبدية.
  • قصور كلوي.
  • غيبوبة.
  • الموت.

كيف يتم تشخيص انخفاض الحرارة؟

يتم التشخيص عن طريق قياس الحرارة باستخدام الميزان، فإذا قلّت درجة الحرراة عن 95 درجة على مقياس فهرنهايت أو 35 درجة على مقياس سيليزيوس فيتم تأكيد تشخيص الحالة.

كيف يتم علاج انخفاض الحرارة؟

يتضمن علاج انخفاض الحرارة منع فقدان المزيد من حرارة الجسم، إذا كان أحد الأشخاص حواليك مصابًا بانخفاض الحرارة فاتبع الخطوات التالية:

  • انقل الشخص إلى مكان دافئ وناشف.
  • استبدل ملابسه الرطبة بملابس ناشفة.
  • قم بتغطيته بمعطف وقبعة وبطانية.

عندما يكون شديد جدًا:

  • يجب نقله للمشفى وتركيب قسطرة وريدية لتمرير سوائل دافئة لجسمه.
  • تمرير الأكسجين عبر أنبوب أو قناع تنفس.
  • استخدام آلة لتدفئة الدم وإعادة ضخّه إلى الجسم.

كيف يتم الوقاية من انخفاض الحرارة؟

عندما يكون الجو باردًا يجب أن ترتدي قبعة تغطّي أذنيك وترتدي ملابس ناشفة ودافئة.

بالنسبة لكبار السن أو صغار السن فيجب اتخاذ بعض الخطوات الإضافية:

  • ارتداء عدة طبقات من الألبسة الدافئة.
  • الحفاظ على درجة حرارة المنزل فوق الـ20 درجة على مقياس سيليزيوس أو 68 درجة على مقياس فهرنهايت.
  • التحرك والمشي عند الشعور بالبرد لإنتاج طاقة تدفئ الجسم.
  • شرب سوائل دافئة كالشاي أو الزهورات وتناول الأطعمة الساخنة.
  • تجنّب البقاء لفترات طويلة خارج المنزل عندما يكون الجو باردًا.
  • تجنّب المواد التي تُعرف بانها تبرّد الجسم.

أسئلة شائعة

هل انخفاض الحرارة يسبب الوفاة؟

من الممكن أن يسبب انخفاض درجة الحرارة غير المُعالج السكتة القلبية ومن ثم الوفاة.

هل انخفاض الحرارة يستدعي الذهاب للمستشفى؟

إذا كان شديدًا جدًا فإن الذهاب للمستشفى هو أمر ضروري، أما إذا كان خفيف أو متوسط الشدة فيمكن علاجه في المنزل أو في عيادة الطبيب.

المصادر

د. محمد فؤاد شكري
د. محمد فؤاد شكري

محمد فؤاد شكري، طالب طب بشري، وكاتب محاضرات علمية في فريق الكريات الحمر التطوعي بجامعة دمشق. مهتم للغاية بنشر المعلومات الصحيحة والدقيقة بأبسط وأفضل طريقة ممكنة.

المقالات: 64

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 1 =