فهرس المحتوى
النكاف Mumps أو ما يُعرف بـ “أبو كعب” هو مرضٌ فيروسيٌ حادٌ معدٍ، إذ ينتج عن الإصابة بفيروس النكاف الذي ينتمي لعائلة من الفيروسات تسمى الفيروسات المخاطانية، يعاني المصاب به من تورم واحدة أو أكثر من غدده اللعابية والتي غالبًا ما تكون الغدة النكفية.
كان النّكاف من الأمراض الأكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة، إلا أن عدد الإصابات قد تراجع بشكل ملحوظ بعد اكتشاف لقاح النكاف.
من هي الفئات المعرضة للإصابة بمرض النّكاف؟
يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2 و 12 عامًا والذين لم يتلقوا لقاح النكاف، كما من الممكن أن يصيب المراهقين والبالغين على الرغم من أنهم ملقحين ضده وهذا بسبب تراجع مناعة اللقاح بعد عدة سنوات، ومع ذلك يبقى اللقاح ضد النّكاف أفضل طرق الوقاية.
كيف يصاب الأطفال والرضع بالنّكاف؟
ينتشر فيروس النكاف عن طريق الرذاذ عند سعال أو عطاس الشخص المصاب، كما من الممكن أن ينتشر من خلال ملامسة الأشياء التي لامسها المصاب كالأسطح، بالإضافة إلى انتقاله من خلال مشاركة الطعام والشراب.
متى يكون الشخص المصاب بالنّكاف مُعديًا؟
يكون الشخص المصاب بالنكاف معديًا من اليوم 7 قبل ظهور الأعراض وحتى حوالي اليوم 9 بعد ظهور الأعراض.
ومن الجدير بالذكر معرفة أن حتى الأشخاص المصابين الذين لا يعانون من أي عرض من الممكن أن يساهموا في نشر المرض.
خلال هذا الوقت من المهم منع انتشار العدوى للآخرين، وخاصةً للمراهقين والشباب غير المطعمين (الذين لم يتلقوا لقاح النّكاف).
ما هي أعراض النّكاف؟
يتميز الطفل المصاب بمرض النكاف بخدوده المنتفخة وفكّه المتورم، ويحدث ذلك نتيجة لتورّم الغدد اللعابية الموجودة أمام الأذن والتي تعرف بالغدد اللعابية النكفية، لذلك قد يشار إلى المرض في بعض الأحيان باسم التهاب الغدة النكفية.
عادةً ما تتأثر كلتا الغدتين بالانتفاخ، على الرغم من إصابة غدة واحدة منهما في معظم الأحيان، كما يمكن أن يترافق هذا التورم بألم وصعوبة في البلع.
كما قد يعاني الطفل المصاب قبل بضعة أيام من تورّم الغدة النكفية من أعراض أخرى مثل:
- حُمى.
- صداع (ألم في الرأس).
- آلام عضلية.
- آلام مفصلية.
- جفاف الفم.
- ألم خفيف في البطن.
- تعب.
- فقدان الشهية.
عادةً ما تظهر الأعراض بعد 16 – 18 يومًا من الإصابة، إلا أن مدة الحضانة قد تتراوح من 12 إلى 25 يومًا بعد الإصابة، كما من الممكن أن يعاني بعض المصابين بالنّكاف من أعراض خفيفة جدًا (مثل الزكام)، أو لا يعانون من أي عرض على الإطلاق، فقد لا يسبب النّكاف أي عرض ملحوظ بنسبة ما يقارب حالة من كل 6 حالات.
ما هي مضاعفات النّكاف؟
في حالات نادرة (حوالي 1 من 200) قد يعاني المصابين من بعض المضاعفات، والتي قد تكون خطيرة، كما تعد هذه المضاعفات أكثر شيوعًا عند البالغين والمراهقين مقارنةً بالأطفال الصغار.
من المضاعفات التي من الممكن أن تتطور عند مرضى النكاف في حالات نادرة فقدان السمع والتهاب الدماغ والتهاب السحايا.
كما تتضمن مضاعفات النكاف في الغالب التهابًا أو تورمًا في مكان ما من الجسم فقد يعاني المريض من:
- التهاب في الخصيتين: تلاحظ في 20 – 50% من الحالات إذا أصابت الذكور بعد البلوغ، والذي قد يسبب مشاكل في الخصوبة في المستقبل.
- التهاب المبيضين: إذا أصاب الإناث بعد البلوغ.
- التهاب البنكرياس.
- التهاب الكبد.
- التهاب عضلة القلب.
- التهاب الغدة الدرقية.
- التهاب الثديين.
إضافةً إلى أن إصابة المرأة الحامل بالنّكاف قد تسبب الإجهاض وخاصة في حال الإصابة في وقت مبكر من الحمل.
متى يجب طلب المشورة الطبية؟
يجب زيارة الطبيب في حال الشك بإصابة الطفل أو أحد أفراد العائلة بالنكاف، أي في حال ظهور أعراض وعلامات النكاف.
كما يجب مراقبة الطفل والاتصال بالطبيب في حال:
- وجود حمّى تصل إلى 39 درجة مئوية أو أكثر.
- وجود مشاكل في تناول الطعام والشراب.
- الإحساس بالارتباك أو عدم التركيز.
- الشعور بألم في البطن.
كيف يتم تشخيص النّكاف؟
قد يقوم الطبيب بطلب فحص دم للطفل المصاب للمساعدة في تشخيص النكاف أو لاستبعاد الحالات والفيروسات الأخرى التي يمكن أن تسبب التهاب الغدة النكفية.
كما قد يطلب اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) لتشخيص النكاف، حيث يتم مسح الجزء الداخلي من خد الطفل أو حلقه لجمع عينة من المخاط وإرسالها ليتم فحصها من قبل اختصاصي علم الأمراض للبحث عن فيروس النكاف فيها.
كيف يتم علاج مرض النكاف؟
لا يوجد علاج محدد للنكاف وغالبًا ما يشفى الطفل بشكل عفوي، إلا أنه قد يتم اللجوء إلى علاج الأعراض المرافقة لذلك من الممكن القيام بما يلي:
- كمادات باردة لعلاج الحمى ولتخفيف الألم.
- التأكد من شرب الطفل لكميات كافية من الماء (خصوصًا في حال معاناته من صعوبة في البلع)، وتجنب المشروبات الحمضية لأنها من الممكن أن تهيج الغدة النكفية.
- إعداد الأطعمة التي لا تحتاج الكثير من المضغ كالحساء.
- من الممكن أن يساعد الباراسيتامول في تخفيف الأعراض، ولكن من المهم مراجعة تعليمات استخدام الدواء والجرعة المناسبة لحالة الطفل، واستشارة الطبيب.
كيف نستطيع منع انتشار مرض النّكاف؟
في حال إصابة الطفل بالنكاف يجب عزل المصاب وإبعاده عن التجمعات مثل المدارس والحدائق والأماكن العامة الأخرى وذلك حتى 5 أيام على الأقل من ظهور الأعراض.
كما تساعد بعض الممارسات مثل عدم مشاركة الطعام والشراب واستخدام منديل لتغطية الفم والأنف عند السعال والعطاس لمنع انتشار المرض.
غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام خصيصًا بعد استخدام المرحاض أو بعد تغيير حفاض الطفل لأن النكاف قد يكون معديًا عن طريق البول.
ما هي سبل الوقاية من النّكاف؟
إن أفضل طريقة لوقاية الطفل من النكاف هي إعطاءه لقاح النكاف، والذي عادةً ما يعطى كجزء من لقاح مركب يسمى MMR والذي يقي من ثلاثة أمراض هي: الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
يُعطي هذا اللقاح الثلاثي على جرعتين، تعطى الجرعة الأولى في عمر 12 لـ 15 شهرًا، بينما تعطى الجرعة الثانية في سن 4 لـ 6 سنوات، وهو لقاح آمن وفعّال لا يسبب للطفل آثار جانبية إلا في حالات قليلة والتي قد تشمل حمى وطفح جلدي.
أسئلة شائعة حول لقاح النكاف
من هذه الأسئلة:
هل أخذ لقاح الفيروسات (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) كل على حدى يقلل من الآثار الجانبية؟
لا، إذ لا توجد أضرار جانبية ناتجة عن دمج اللقاحات سالفة الذكر معًا.
هل الإصابة بالمرض أكثر أمانًا من أخذ اللقاح؟
لا على العكس، يقلل أخذ اللقاح من حدوث المضاعفات في حال الإصابة.
المراجع: