تقع الغدة الدرقية في العنق أمام الرغامى، وتتألف من فصين أيمن وأيسر يفصل بينهما برزخ، وتتغذى الغدة الدرقية بشكل أساسي من الشريان الدرقي العلوي والشريان الدرقي السفلي.
تعتبر الفدامة من أكثر اضطرابات الغدة الدرقية انتشارًا.
ما هي الهرمونات الدرقية؟
تتألف الغدة الدرقية من أجربة تحوي بداخلها مواد بروتينية، تُحاط الأجربة بطبقة من الخلايا الجرابية وهي المسؤولة عن تصنيع الهرمونات الدرقية، تحتاج الهرمونات الدرقية لتتصنّع بشكل جيد عنصرين رئيسيين هما اليود، والتيروزين (حمض أميني).
تشمل الهرمونات الدرقية:
- T3: ويحوي على ثلاث جزيئات من اليود، ويعد أكثر فعالية من الثيروكسين (T4).
- T4: ويحوي على أربع جزيئات من اليود، ويعد الهرمون الأكثر إنتاجًا من الغدة الدرقية.
يتم تنظيم إفراز الهرمونات الدرقية من خلال الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH) المُفرز من الغدة النخامية، والذي يتم التحكم به من خلال الهرمون المفرز للهرمونات الدرقية (TRH) المُفرز من الوطاء.
وظائف الهرمونات الدرقية
تعتبر الهرمونات الدرقية من الهرمونات المنظمة الرئيسية للفعاليات الاستقلابية، ولعمليات النمو، حيث تكمن وظائفها في:
- استقلاب الشحوم والسكريات.
- عمل العضلة القلبية.
- لها دور في نمو العظام.
- لها دور في تطور الجملة العصبية المركزية.
تعريف الفدامة
تعرف أيضًا بقصور نشاط الغدة الدرقية الولادي، وهو مرض يصيب الأطفال حديثي الولادة، يحدث فيها فقدان جزئي أو كلي في عمل الغدة الدرقية، الأمر الذي يؤدي إلى نقص في تصنيع الهرمونات الدرقية، وبالتالي حدوث اضطرابات عصبية ومشاكل في النمو وتشوهات هيكلية.
ما مدى انتشار المرض؟
يعتبر من الاضطرابات الشائعة، حيث يصيب بشكل تقريبي حوالي 1 من أصل 2000 طفل مولود.
عوامل خطر الإصابة بالفدامة
لأسبابٍ غير معروفة فإن الفئات التالية تكون أكثر عُرضةً للإصابة بقصور الدرق الولادي:
- الإناث أكثر من الذكور بضعفين.
- العرق الآسيوي.
- الأطفال ذو البشرة البيضاء أكثر من السوداء.
- التوأم حيث تكون نسبة حدوث قصور الدرق الولادي للتوأم أكثر بـ 12 مرة من الجنين الوحيد.
العوامل المسببة لقصور الدرق الولادي
شذوذات الغدة الدرقية
تكون المشكلة في بنية الغدة الدرقية أو مراحل تطورها، وتشكل حوالي 80% من الحالات، غالبًا تحدث بشكل معزول، ولا تنتقل وراثيًا من الآباء إلى الأبناء، ورغم ذلك وجد العلماء أن حوالي 2-5% من شذوذات الغدة الدرقية سببها طفرات جينية.
تشمل أنواع شذوذات الغدة الدرقية ما يلي:
- الغدة الدرقية الهاجرة: أي تكون الغدة بغير مكانها الطبيعي في العنق.
- نقص تنسج الغدة الدرقية: تكون الغدة غير متطورة بشكل كامل.
- غياب الغدة الدرقية.
اضطرابات على مستوى الهرمونات الدرقية
يؤدي سوء تصنيع الهرمونات الدرقية، أو وجود مشكلة في مستقبلات الهرمونات الدرقية إلى قصور الدرق الولادي، وتعد هذه الاضطرابات من الأسباب النادرة لحدوث الفدامة.
عوز اليود
يعتبر اليود من العناصر الأساسية في تصنيع الهرمونات الدرقية، ويتميز بأنه لا يتم تصنيعه في جسم الإنسان بل يُؤخذ من المواد الغذائية، ونتيجة لذلك عانت معظم الناس ولا سيّما دول العالم الثالث من نقص في مستوياته بسبب نقص الوارد الغذائي منه، الأمر الذي أدى إلى زيادة حالات قصور الدرق الولادي.
بعد إدخال عنصر اليود إلى ملح الطعام أصبح عوز اليود من الأسباب النادرة لقصور الدرق الولادي.
الحمل وقصور الدرق الولادي
تؤدي العوامل التالية عند المرأة الحامل إلى ولادة طفل مصاب بقصور الدرق الولادي:
- عدم استهلاك المرأة الحامل كميات كافية من اليود.
- المعالجة من سرطان الغدة الدرقية باليود المشع، أو الأدوية المضادة للدرق خلال فترة الحمل.
- استخدام الأدوية التي تؤدي إلى اضطراب (نقص) إنتاج الهرمونات الدرقية خلال الحمل.
الأعراض والعلامات السريرية
معظم الأطفال عند ولادتهم لا يبدون أيّ أعراض، وذلك لأن الهرمونات الدرقية مازالت سوية لديهم، ويحدث ذلك نتيجة عبور هذه الهرمونات من جسم الأم عبر المشيمة إلى الجنين، ولكن بعد ذلك تبدأ مستويات الهرمونات الدرقية (T3,T4) بالانخفاض وتظهر الأعراض السريرية، والتي تتميز بما يلي:
- تخلف عقلي.
- ملامح وجه خشنة.
- قصر قامة، ومشاكل في نمو العظام.
- ضخامة اللسان.
- فتق سرّي.
- تأخر نمو، وعدم كسب وزن.
- تعب.
- كثرة نوم الطفل وقلة بكائه.
- إمساك.
- يرقان (يصبح لون الجلد مائلًا للون الأصفر).
الاختلاطات الناجمة عن الفدامة (قصور الدرق الولادي)
إن الإصابة الشديدة بقصور الدرق الولادي مع تأخر العلاج تؤدي إلى إعاقات ذهنية ومشاكل في النمو، كما تتضمن بقية الاختلاطات ما يلي:
- اضطراب المشي.
- تشنج العضلات.
- الخرس (عدم القدرة على الكلام).
- سلوك توحدي.
- اضطرابات الرؤية ومشاكل في السمع.
- اضطرابات في الذاكرة والانتباه.
كيف يتم التشخيص؟
يتم فحص الأطفال خلال يوم أو يومين بعد الولادة للكشف عن قصور الدرق الولادي، من خلال ما يلي:
الفحوصات الدموية
تُؤخذ عينة الدم من كعب الرضيع، وتعد أهم وسيلة لسحب الدم من الرضّع، ليتم الكشف عن الهرمونات الدرقية (T3,T4) وهرمون (TSH).
النتيجة: إن ارتفاع الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH)، مع انخفاض مستويات الهرمونات الدرقية قد يشير إلى الإصابة بقصور الدرق الولادي.
التصوير بالأمواج فوق الصوتية والتصوير الومضاني
يستخدمان للكشف عن أي مشكلة في بنية أو تشريح أو وظيفة الغدة الدرقية، كما يفيدان في تحديد السبب الذي أدى إلى قصور الدرق الولادي.
كيف يتم العلاج؟
يُعتبر قصور الدرق الولادي من أكثر الأمراض المسببة للإعاقات الذهنية القابلة للعلاج انتشارًا، ومع العلاج المبكر فإن الطفل يعود طبيعيًّا تمامًا.
يبدأ العلاج مباشرةً عند وضع التشخيص، ويعتمد بشكل أساسي على تعويض الهرمونات الدرقية المنخفضة.
الأدوية
يعتبر دواء ليفوثيروكسين الخط العلاجي الأول في علاج قصور الدرق الولادي، تعتمد جرعته على حسب شدة الحالة، ومدى انخفاض الهرمونات الدرقية، عادةً ما يبدأ الأطباء بإعطاء جرعة 10-15 ميكروغرام يوميًا.
إذا تم علاج المرض خلال أسبوع إلى أسبوعين من الحياة، فمن النادر أن يطوّر الطفل إعاقات ذهنية.
يحتاج الأطفال المصابون بقصور الدرق الولادي إلى فحص دوري من أجل الكشف عن مستويات الهرمونات الدرقية، وتعتمد عدد مرات الفحص على مدى استجابة الطفل للعلاج.
هل يمكن الوقاية من قصور الدرق الولادي؟
يمكن الوقاية من قصور الدرق الولادي الناجم عن عوز اليود من خلال تناول الأطعمة الغنية باليود، كما يفيد ضبط جرعات الأدوية المضادة للدرق خلال فترة الحمل من تقليل الإصابات، بينما الإصابات المعزولة فغالبًا لا يمكن الوقاية منها.
ما هي النظرة المستقبلية بالنسبة لمريض الفدامة (قصور الدرق الولادي)؟
إن التشخيص والعلاج المبكرين للمرض (خلال الأسابيع الأولى من الحياة) جعل إنذار المرض ممتازًا، حيث يصبح الطفل طبيعي لا يعاني من أيّ إعاقات، بينما أدى التأخر في العلاج إلى تدني في مستويات الذكاء، والحركة الجسدية للطفل مقارنةً مع الأطفال المعالجين باكرًا.
المراجع:
- Congenital Hypothyroidism | Healthline
- Congenital Hypothyroidism | Medline plus
- Congenital Hypothyroidism | Medical news today
Congenital Hypothyroidism | Med scape
