فهرس المحتوى
يحمل اجتماع عامِلا السمنة والحمل لدى الامرأة مخاطرًا كثيرة ومضاعفات منها ما يؤثر على صحة الحامل ذاتها، ومنها ما يؤثر على المولود فيصيبه بالعديد من الحالات الصحية، وغالبًا ما نستطيع إدارة وتقليل هذه المضاعفات من خلال المتابعة مع الطبيب واتباع بعض النصائح المتعلقة بنظام الحياة.
وفي حال كنتِ حامل أو مقبلة على الحمل وتعانين من السمنة أو زيادة الوزن إليكِ هذا المقال ليشمل كافة تساؤلاتك حول السمنة والحمل.
كيف نحدد ما إذا كان لدى الامرأة سمنة أو زيادة في الوزن؟
غالبًا يتم تحديد ما إذا كانت الامرأة زائدة الوزن أو سمينة عبر قياس مؤشر كتلة الجسم BMI الخاص بها عبر القانون التالي:
مؤشر كتلة الجسم = الوزن بالكيلوجرام/مربع الطول بالمتر
فمثلًا إذا كان وزن سيدةٍ ما 85 كغ وطولها 1.65 متر يكون مؤشر كتلة الجسم الخاص بها 31.2 تقريبًا أي أنّها سمينة حيث تفسر النتيجة وفقًا للتالي:
- إذا كان مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 تكون النتيجة نقص وزن.
- إذا كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح ما بين 18.5-24.9 تكون النتيجة طبيعي.
- إذا كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح ما بين 25-29.9 تكون النتيجة زيادة في الوزن.
- إذا كان مؤشر كتلة الجسم يساوي 30 أو أكثر تكون النتيجة سمنة.
ويقوم الطبيب المسؤول عن الحامل بقياس مؤشر كتلة الجسم الخاص بها وتحديد المقدار الصحي والطبيعي لزيادة الوزن خلال فترة الحمل.
مخاطر السمنة والحمل على الأم
في الحقيقة ليست كل النساء اللواتي يعانين من زيادة في الوزن أو السمنة سيُصبنَ بمضاعفات ومخاطر صحية بل النسبة العظمى منهن يتمتعن بحمل صحي وأطفال أصحاء، ولكن تزداد فرص الإصابة بمضاعفات الحمل المختلفة كلما ازدادت قيمة مؤشر كتلة الجسم الخاص بالسيدة، وتشمل أهم المخاطر ما يلي:
- الإجهاض أو الإجهاض المتكرر أو الإملاص (وهي عندما يتوفى الجنين بعد 28 أسبوعًا من الحمل أو أثناء الولادة).
- السكري الحملي Gestational Diabetes.
- تسمم الحمل (الارتعاج) الذي يتمثل بارتفاع ضغط الدم وقصور أعضاء مثل الكلى والكبد.
- آلام الحوض وانخفاض القدرة على الحركة.
- مشاكل قلبية.
- تشكّل جلطات الدم.
- انقطاع التنفس أثناء النوم Sleep Apnea.
- الحاجة إلى ولادة قيصرية بالإضافة لخطر حدوث مضاعفات القيصرية كالتهاب الجرح.
- نزيف أكثر غزارة من المعتاد أثناء الولادة.
- زيادة فرصة حدوث عسر ولادة الكتف Shoulder Dystocia حيث يخرج رأس الجنين وينحشر أحد الكتفين أو كلاهما في الحوض وهي حالة طارئة تؤدي إلى مضاعفات عديدة أو حتى وفاة الجنين مختنقًا بسبب انضغاط أو انعقاد الحبل السري.
- زيادة فرص الإصابة بنقص بعض العناصر مثل نقص فيتامين د أو نقص الحديد مقارنةً بالحوامل غير المصابات بالسمنة.
مخاطر السمنة والحمل على الوليد
تزداد نسبة حدوث كل مما يلي طردًا مع زيادة مؤشر كتلة الجسم الخاص بالأم الحامل:
- الولادة المبكرة (قبل 37 أسبوعًا).
- الإجهاض وولادة جنين ميت.
- الاضطرابات الخلقية والإصابة بعيوب الأنبوب العصبي (مشاكل في نمو الجمجمة والعمود الفقري) مثل السنسنة المشقوقة Spina Bifida.
- الجنين العرطل (عملقة الجنين).
- مشاكل معرفية ومشاكل في النمو.
- ربو الطفولة.
- سمنة الأطفال.
إرشادات ونصائح ضرورية لكل امرأة تعاني من السمنة والحمل
في حال اجتماع السمنة والحمل تزداد فرص الإصابة بمختلف مضاعفات الحمل وبالتالي تتطلب هذه الحالة عناية طبية خاصة بالإضافة لبعض النصائح المنزلية.
العناية الطبية خلال الحمل
يقوم الطبيب المسؤول خلال فترة الحمل بكل مما يلي:
- إجراء اختبار تحمل السكر (اختبار تحمل الغلوكوز) لكشف السكري الحملي.
- متابعة تطور ونمو الجنين بالموجات فوق الصوتية Ultrasound.
- إجراء فحص انقطاع التنفس النومي وهو حالة خطيرة يتوقف فيها التنفس بشكل متكرر أثناء النوم.
- مراقبة الوزن وزيادته خلال الحمل لضمان بقائه ضمن الحدود الصحية والطبيعية بالإضافة لوصف المكمّلات الغذائية حسب حاجة الحالة.
- إعطاء لقاحات الإنفلونزا وكوفيد-19.
- تقييم التخدير في حال كانت الحامل ستخضع لولادة قيصرية.
إرشادات ونصائح منزلية
يمكن للخطوات التالية أن تضمن حمل صحي للحامل وطفلها:
- اتباع نظام غذائي صحي وسليم
إن الالتزام بنظام غذائي صحي مفيد للأم وطفلها أثناء الحمل وحتى بعده، ويقتضي ذلك تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم واللحوم مع شرب كمية كافية من الماء تقدر بحوالي 6 إلى 8 أكواب يوميًا للحامل.
كما يجب مراعاة زيادة حاجة الجسم لبعض العناصر مثل حمض الفوليك (يسهم حمض الفوليك في تقليل خطر إصابة الطفل بتشوهات الأنبوب العصبي) والكالسيوم والحديد وغيرهم.
- ممارسة الرياضة
يجب استشارة الطبيب فيما يتعلق بالرياضات المسموحة خلال الحمل ولكن على العموم يجب على جميع النساء ممارسة النشاط البدني، وأفضل الرياضات للحوامل هي السباحة والمشي.
وإذا كنتِ لا تمارسين الرياضة بشكل منتظم قبل الحمل ابدئي بممارستها لمدة 15 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع مع زيادة المدة تدريجيًا حتى تصل إلى 30 دقيقة يوميًا.
أسئلة شائعة جدًا حول موضوع السمنة والحمل
ما هو المقدار الطبيعي لزيادة الوزن خلال الحمل؟
يجب مراعاة مؤشر كتلة الجسم الخاص بالامرأة قبل تحديد مقدار الوزن الذي سيتم اكتسابه ولكن بشكلٍ عام إذا كانت الحامل سمينة أي مؤشر كتلة الجسم الخاص بها يساوي 30 أو أكثر وحامل بطفل واحد فإن زيادة الوزن المُوصى بها هي حوالي 5 إلى 9 كغ، أما في حال كانت الامرأة سمينة ولكن حامل بأكثر من طفل (توأمين أو أكثر) فإن الزيادة المُوصى بها هي حوالي 11 إلى 19 كغ.
وإجمالًا يجب على الحامل تجنّب زيادة الوزن المفرطة أثناء الحمل وفق تعليمات الطبيب.
هل زيادة الوزن والسمنة تمنع حدوث الحمل لدى الامرأة؟
نعم! ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يؤثر سلبًا على الخصوبة ويؤخر من حدوث الحمل عن طريق إحداث خلل في الهرمونات وتثبيط عملية الإباضة، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن ارتفاع قيمة مؤشر الجسم مرتبط بزيادة مخاطر عدم نجاح الإخصاب المخبري (الصناعي) IVF.
لذا ينصح بتخفيف الوزن للنساء اللواتي يعانين من مشاكل في الخصوبة وعدم حدوث حمل، كما ينصح بتخفيفه قبل حدوث الحمل تجنبًا لمضاعفات السمنة والحمل وحفاظًا على صحة الأم والطفل.
هل يمكن للحامل أن تتبع حمية غذائية لتخفيف الوزن والتنحيف؟
لا! إن زيادة الوزن ضمن الحدود خلال الحمل أمر طبيعي وصحي، ولا ينصح بفقدان الوزن خلال الحمل لأنه لن يقلل من مضاعفات السمنة والحمل بالإضافة لكونه غير آمن، وسبب ضرورة الالتزام بنظام غذائي صحي هو الحد من زيادة الوزن المفرطة وليس إنقاص الوزن، وفي حالة امرأة زائدة الوزن تكون زيادة الوزن المُوصى بها خلال الحمل هي حوالي 6.8 إلى 11.3 كغ، أما الامرأة السمينة فالزيادة المُوصى بها هي حوالي 5 إلى 9 كغ.
في حالات السمنة المرضيّة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم 50 أو أكثر يوصى بعدم زيادة الوزن أو زيادة الوزن إلى الحد الأدنى، أي في جميع الحالات لا ينصح بإنقاص الوزن!
انتبهي! لا ينصح بأي أدوية لإنقاص الوزن أثناء الحمل بما فيها الأدوية الموصوفة والعشبية.
هل ينحسر خطر الإصابة بمضاعفات السمنة والحمل بعد الولادة؟
بعد الولادة يبقى احتمال الإصابة ببعض المضاعفات واردًا ولذلك نقوم بكل مما يلي تجنبًا للمخاطر:
- مراقبة ضغط الدم.
- الوقاية من تجلّط الدم باعتبار أن خطر الإصابة بالخثار الوريدي يزداد بعد الولادة لبضعة أسابيع، وتكون الوقاية عبر الحركة والنشاط وتجنّب الجلوس لفترات طويلة، وفي بعض حالات السمنة المرضيّة يتم إعطاء الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي لمدة 10 أيام على الأقل بعد الولادة.
- الحفاظ على النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني بعد الولادة بالإضافة لمناقشة موضوع تخفيف الوزن مع الطبيب المختص تخطيطًا للحمل المستقبلي.
حقائق وخرافات حول السمنة والحمل
- “معدلات الرضاعة الطبيعية أعلى عند الحوامل البدينات”
خرافة! معدلات الرضاعة الطبيعية قليلة عند النساء البدينات لعدة أسباب منها قلّة إنتاج الحليب وحدوث ولادة مبكرة والإصابة بمضاعفات عملية القيصرية.
- “العديد من النساء البدينات يعانين من نقص الفيتامينات”
حقيقة! قد تثير المعلومة السابقة الاستغراب لكنّها حقيقية لأن نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية مرتبط بنوعية وجودة النظام الغذائي وليس كمية الطعام.
المصادر
- Obesity and pregnancy | NHS
- Pregnancy and obesity: Know the risks | Mayo Clinic
- Being overweight during pregnancy | Pregnancy, Birth & Baby
- Being overweight in pregnancy and after birth patient information leaflet | Royal College of Obstetricians & Gynaecologists
- Myths and Truths of Obesity and Pregnancy | URMC