فهرس المحتوى
- ما هي الرفرفة الأذينية؟
- ما هي أنواع الرفرفة الأذينية؟
- ما هي أسباب حدوث الرفرفة الأذينية؟
- عوامل خطر الإصابة
- أعراض الرفرفة الأذينية
- المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالرفرفة الأذينية
- كيف يتم تشخيص الرفرفة الأذينية؟
- كيف يتم علاج الرفرفة الأذينية؟
- كيفية تقليل المخاطر والتأقلم مع الرفرفة الأذينية
- أهم الأسئلة المتداولة حول الرفرفة الأذينية
- المصادر
تُعرف الرفرفة الأذينية Atrial Flutter بأنّها إحدى اضطرابات نظم القلب الناتجة عن مشاكل في النظام الكهربائي القلبي، وتعتبر حالة مرضيّة هامة ليس فقط بسبب أعراضها، وإنّما بسبب مضاعفاتها الخطيرة من مشاكل قلبية وسكتة دماغية قد تؤدي إلى إعاقة دائمة أو حتى الوفاة.
وفي وقتنا الحالي تتوفر خيارات علاجية واسعة لهذه الحالة، ويمكن بمساعدة الأدوية والإجراءات الأخرى استعادة نظم قلب المريض إلى طبيعته.
وسنتناول في هذه المقالة الرفرفة الأذينية بشكلٍ شامل، شارحين الآلية المرضية والطبيعية للقلب بشكل مُبسّط وشامل.
ما هي الرفرفة الأذينية؟
قبل الحديث عن الرفرفة الأذينية وشرح آليتها المرضية سنتحدث عن القلب وكيفية عمله بشكل مختصر وبسيط.
آلية عمل القلب الطبيعي
القلب هو عضلة مسؤولة عن ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ويتألف بشكل أساسي من أربع حجرات وهي الأذينان (الحجرتان العلويتان)، والبطينان (الحجرتان السفليتان)، ويتم تنظيم عمل ضخ الدم من خلال نظام توصيل كهربائي مسؤول عن تنسيق انقباض حجرات القلب المختلفة.
يوجد في الأذين الأيمن كتلة من نسيج متخصص تدعى بالعقدة الجيبية الأذينية Sinoatrial node أو SA Node، تُعرَف هذه العقدة باسم ناظمة الخطا باعتبارها مسؤولة عن توليد النبضات الكهربائية في القلب، تبدأ الإشارة الكهربائية من هذه العقدة ثم تنتقل إلى العقدة الأذينية البطينية AV Node الموجودة في المنطقة السفلية من الحاجز بين الأذينين بالقرب من الجيب التاجي حيث يتم إبطاء النبضات لفترة قصيرة قبل انتقالها مجددًا عبر حزمة هيس إلى البطينين.
ينقبض الأذينان قبل البطينان بجزء من الثانية وذلك لإتاحة الفرصة لتفريغ الدم في البطينين قبل انقباضهما، ويمثّل كل انقباض في البطينين نبضة قلب واحدة.
تعريف الرفرفة الأذينية
الرفرفة الأذينية هي نوع من عدم انتظام ضربات القلب فوق البطيني (اضطراب في الحجرتين العلويتين)، حيث ينبض القلب بشكل سريع لكن منتظم.
يكون معدل ضربات القلب الطبيعي عند شخص سليم في حالة الراحة حوالي 60 إلى 100 ضربة في الدقيقة، أمّا في حالة الرفرفة الأذينية، فمن الممكن أن ينبض الأذينان حوالي 250 إلى 350 نبضة في الدقيقة، مما يجبر البطينان على النبض حوالي 150 نبضة في الدقيقة أو أكثر ردًا على تسرّع الأذينين.
بالنتيجة لن تمتلئ حجرات القلب بالدم كما يجب بسبب الانقباضات المتكررة والسريعة، ولن يكون هناك وقت كافٍ للأذينين لإفراغ كل الدم في البطينين، مما سيجعل القلب عاجز عن ضخ كمية الدم المناسبة والكافية إلى مختلف أنحاء الجسم.
ما هي أنواع الرفرفة الأذينية؟
تُصنف الرفرفة الأذينية إلى نوعين اعتمادًا على المسار الذي يسمح للإشارة الكهربائية بالتحرّك بسرعة حول القلب، وفي حين أنّ الأعراض متشابهة إلا أنّ العلاجات قد تختلف، ويستطيع الطبيب تحديد نوع الرفرفة من خلال مخطط كهربائية القلب ECG، وهذان النوعان هما:
الرفرفة الأذينية النموذجية Typical Flutter
الرفرفة النموذجية تنشأ في الأذين الأيمن، ويتم علاجها من خلال إجراء قصير يدعى بالجذ القثطاري أو الاستئصال القسطري.
الرفرفة الأذينية غير النموذجية Atypical Flutter
الرفرفة غير النموذجية تنشأ من الأذين الأيسر، ويمكن علاجها أيضًا من خلال إجراء الجذ القثطاري ولكنّه في هذه الحالة أطول وأكثر تعقيدًا.
من الممكن أيضًا تصنيف الرفرفة الأذينية إلى نوعين انتيابي يستمر لساعات أو أيام ويختفي، ومستمر بشكل دائم أو شبه دائم.
ما هي أسباب حدوث الرفرفة الأذينية؟
لا يستطيع الأطباء دائمًا معرفة سبب الإصابة بالرفرفة الأذينية، ولكنّها عادةً ما تنتج بسبب المشاكل القلبية المختلفة، المشاكل الصحيّة التي تؤثّر على القلب، أو المواد التي تغيّر من طريقة نقل القلب للإشارة الكهربائية.
وبناءً على ذلك تشمل أسباب الرفرفة الأذينية ما يلي:
مشكلات قلبية
- نقص التروية، وهو انخفاض تدفّق الدم إلى القلب بسبب أمراض القلب التاجية، تصلّب الشرايين، أو بسبب جلطة دموية ما.
- ارتفاع ضغط الدم.
- اعتلال عضلة القلب.
- صمامات القلب غير الطبيعية، خاصةً الصمام التاجي.
- تضخّم إحدى حجرات القلب.
- عمليات القلب المفتوح.
مشكلات خارج قلبية تؤثّر على القلب
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الانصمام الرئوي، وهو وجود جلطة دموية في أحد الأوعية الدموية في الرئتين.
- داء الانسداد الرئوي المزمن COPD.
مواد تؤثّر على القلب
- الكحول بجميع أشكاله.
- المنشّطات والعقاقير الترويحية مثل الكوكايين والأمفيتامين، حبوب التخسيس (التنحيف)، أدوية البرد، وحتى الكافيين.
عوامل خطر الإصابة
تزداد فرصة الإصابة بالرفرفة الأذينية في كل من الحالات التالية:
- التقدم بالعمر.
- جنس الذكور.
- قصور القلب.
- النوبة القلبية.
- السكري.
- البدانة.
- الإدمان على الكحول.
- توقّف التنفس أثناء النوم.
- أمراض الغدة الدرقية.
- الأمراض الرئوية المزمنة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشاكل صمامات القلب.
أعراض الرفرفة الأذينية
لا يعاني بعض المصابين من أي أعراض، أمّا بالنسبة للآخرين فتشمل أعراض الإصابة ما يلي:
- ضيق في التنفس.
- دوخة.
- خفّة في الرأس ودوار.
- خفقان القلب (الإحساس بضربات القلب المتسارعة أو الرفرفة في الصدر).
- تسرع النبض.
- ألم في الصدر.
- فقدان الوعي.
- الإعياء ونقصان الطاقة.
- القلق والتوتر.
المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالرفرفة الأذينية
يكمن الخطر الرئيسي للرفرفة الأذينية بأنّ القلب سيكون غير قادر على ضخ الدم بشكل جيّد بسبب التسرع الحاصل، وبالتالي لن تحصل الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ على كمية كافية من الدم مما قد يؤدي إلى فشلها.
تشمل مضاعفات الإصابة بالرفرفة الأذينية ما يلي:
- سرعة ضربات القلب.
- اعتلال عضلة القلب نتيجة نبضه بسرعة كبيرة لمدة طويلة من الزمن.
- تشكّل جلطات دموية بسبب بقاء الدم في الأذينين، وقد تنتقل هذه الجلطات إلى الدم وتستقر في أحد الشرايين مسببةً نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- فشل القلب الاحتقاني.
كيف يتم تشخيص الرفرفة الأذينية؟
تشابه أعراض الإصابة بالرفرفة الأذينية الكثير من الحالات الصحية الأخرى، لذا وبعد استجواب الطبيب للمريض ومعرفة أعراضه، سيبدأ باستبعاد أخطر الأسباب، ولا يمكن الحصول على العلاج إلا بعد معرفة نوع اضطراب نظم القلب عند المريض، وتتضمن الاختبارات التشخيصية المطلوبة ما يلي:
- مخطط كهربية القلب ECG أو EKG: يقوم هذا الاختبار بتسجيل النشاط الكهربائي في القلب، حيث يتم كشف المشاكل في النبضات أو التشوّهات في القلب، كما يُساعد هذا الاختبار الطبيب على تحديد نوع عدم انتظام ضربات القلب ومكانه، ويظهر علامات دالة على وجود إصابة بنوبة قلبية، نقص تروية عضلة القلب، مشاكل التوصيل، تضخّم القلب، ومشاكل في مستويات الشوارد كالبوتاسيوم والكالسيوم في أنسجة القلب.
- فحص هولتر (جهاز تخطيط القلب الكهربائي المتنقل): يُطلب هذا الفحص في حال كان المريض يعاني من أعراض رفرفة أذينية واختبار كهربية القلب ECG لديه طبيعي، ويحدث ما سبق نتيجة تناوب حدوث عدم انتظام ضربات القلب، أو لأنّ المريض لديه ضربات قلب مُبكرة وهي حالة غير خطيرة، يسجل هذا الجهاز نظم القلب بشكل مستمر لمدة 24 إلى 72 ساعة، ويساعد الطبيب على كشف الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب ونوعها.
- جهاز تسجيل الأحداث القلبية: وهو جهاز صغير يُستخدم لفترة طويلة تصل لعدة أسابيع أو أشهر، ويمكن تشغيله عند إحساس المريض بشيء غير طبيعي.
- مخطط صدى القلب Echocardiogram: يستخدم هذا الاختبار الموجات فوق الصوتية لإعطاء صورة متحرّكة للقلب النابض، مما يسمح للأطباء باكتشاف مشاكل تدفّق الدم، تلف عضلة القلب، مشاكل الصمامات، بالإضافة لفحص جودة عمل البطينين، والبحث عن جلطات دموية في الأذينين.
- تحاليل الدم.
- اختبارات وظائف الرئة PFTs.
كيف يتم علاج الرفرفة الأذينية؟
قد تختفي مشكلة الرفرفة الأذينية من تلقاء نفسها ودون أي علاج عند بعض المرضى، أمّا في حال استمرار المشكلة، فمن الممكن تطبيق أيًا مما يلي:
1-الأدوية
تتميز الأدوية الموصوفة لمرضى الرفرفة الأذينية بنتائج جيدة رغم وجود بعض الآثار الجانبية، وتشمل ما يلي:
- أدوية لإبطاء معدل ضربات القلب، مثل حاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم والديجوكسين.
- الأدوية المضادة لاضطراب النظم (تقويم النظم)، مثل حاصرات قنوات الصوديوم وحاصرات قنوات البوتاسيوم.
- مضادات التخثر، وتُستخدم هذه الأدوية لتقليل فرصة تشكّل جلطات دموية قد تؤدي إلى سكتة دماغية.
2-إجراءات أخرى
وتشمل ما يلي:
- تقويم نظم القلب عن طريق الصدمة الكهربائية.
- الجذ القثطاري (الاستئصال بالقسطرة)، ويستخدم لإزالة وتدمير الأنسجة المسؤولة عن الإشارات الكهربائية غير الطبيعية.
ما هي الأهداف المرجوّة من العلاج؟
- التحكّم في معدل ضربات القلب.
- استعادة النبض الجيبي الطبيعي للقلب.
- منع تكرار الحالة في المستقبل.
- منع حدوث المضاعفات مثل السكتة الدماغية.
ما هي المضاعفات التي قد تنتج عن العلاج؟
في حالات نادرة يمكن أن يُصاب المريض بمضاعفات ناتجة عن إجراء الاستئصال، وتشمل العدوى، النزيف، أو إصابة أحد الأوعية الدموية.
كيفية تقليل المخاطر والتأقلم مع الرفرفة الأذينية
على الرغم من أنّه لا يمكن للفرد التحكّم في جميع عوامل الخطر، إلا أنّ بعض الخطوات والعادات قد تساعد في عملية التحكّم بالمرض، ومنها ما يلي:
- الحد من تناول الكحول.
- تجنّب تناول المنبهات.
- استشارة الطبيب لحل المشكلات الصحية المسببة للرفرفة الأذينية.
- استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أو أعشاب أو مكملات جديدة.
- تناول طعام صحي والحفاظ على وزن مناسب.
- ممارسة الرياضة بشكل مناسب يحدده الطبيب تبعًا لكل حالة.
أهم الأسئلة المتداولة حول الرفرفة الأذينية
ما هي التوقعات المستقبلية بالنسبة لمريض الرفرفة الأذينية؟
تشير التقديرات إلى وجود فرصة بنسبة أقل من 5% لتكرار الإصابة بالرفرفة الأذينية عند بعض الأشخاص بعد إجراء الجذ القثطاري (الاستئصال بالقسطرة).
يؤثر نوع الرفرفة الأذينية بشكل مباشر على نسبة نجاح الاستئصال، حيث تصل نسبة نجاح الإجراء عند المرضى الذين يعانون من حالات معقّدة وغير نمطية من الرفرفة الأذينية إلى حوالي 70% فقط، وقد يتسبب الاستئصال في حدوث مضاعفات منها السكتة الدماغية، حتى في حال نجاحه سيُصاب حوالي 25% إلى 80% من المرضى بالرجفان الأذيني.
إلى متى تستمر الإصابة بالحالة؟
نظرًا إلى عدم وجود علاج نهائي للرفرفة الأذينية، يجب على المريض الالتزام بمواعيد متابعة مع الطبيب طوال حياته وبشكل منتظم ودوري، وذلك لتجنّب مخاطر الإصابة بسكتة دماغية، ولمراقبة تكرار الإصابة بالحالة.
ما هو الفرق بين الرفرفة الأذينية والرجفان الأذيني AFib؟
ترتبط الرفرفة ارتباطًا وثيقًا بالرجفان الأذيني وهو أيضًا نوع من عدم انتظام ضربات القلب فوق البطيني، حيث يعاني حوالي ثلث الأشخاص المصابون بالرجفان الأذيني من الرفرفة الأذينية.
من حيث الاختلاف، في الرفرفة الأذينية تتحرّك الإشارة الكهربائية بشكل دائري (بدلًا من الشكل المستقيم) في الأذينين، وبالنتيجة ينبض القلب بسرعة كبيرة، ولكنّ النبض يبقى منتظمًا (نبضات القلب منتظمة).
أما في الرجفان الأذيني، تنتقل الإشارات الكهربائية بسرعة وبشكل غير منتظم، مما يجعل القلب ينبض بسرعة كبيرة وبشكل فوضوي (نبضات القلب غير منتظمة).
متى يجب زيارة الطبيب أو طلب المساعدة؟
يجب الذهاب إلى الإسعاف عندما تتسرّع ضربات القلب بشكل كبير (150 نبضة في الدقيقة أو أكثر) في حالة الراحة، وعند ظهور أعراض مشابهة لأعراض الرفرفة، أو في حال تشخيص المريض بالرفرفة وتقديم العلاج له مع إصابته بالأعراض التالية:
- ألم شديد في الصدر.
- دوخة ودوار.
- إغماء.
وأخيرًا تُعرف الرفرفة الأذينية بأنّها تسرع قلب فوق بطيني إذا تُرِك دون علاج كانت نتائجه وخيمة، مما يشير إلى أهمية متابعة الحالة مع الطبيب لضمان منع حدوث المضاعفات المهددة للحياة.
المصادر
- Atrial Flutter | Hopkins Medicine
- Atrial Flutter | WebMD
- Atrial Flutter | Cleveland Clinic
- Anatomy and Function of the Heart’s Electrical System | Hopkins Medicine