فهرس المحتوى
- ما هو الداء البطني؟
- ما مدى انتشار الداء البطني؟
- كيف يؤثر الداء البطني على الجسم؟
- ما هي أسباب الداء البطني؟
- ما هي عوامل خطر الإصابة بالداء البطني؟
- ما هي أعراض الداء البطني؟
- متى يجب زيارة الطبيب؟
- ما هي المضاعفات المحتملة للداء البطني؟
- كيف يتم تشخيص الداء البطني؟
- كيف يتم علاج الداء البطني؟
- بعض الأسئلة الشائعة حول الداء البطني
- المراجع
الداء البطني أو الداء الزلاقي، مرضٌ يسبب العديد من الاضطرابات الهضمية عند تناول الغلوتين، فقد يتسبب بتدمير الأمعاء الدقيقة مؤديًا إلى منعها من أداء وظائفها بالشكل الصحيح فلا يستطيع الجسم الحصول على العناصر الغذائية.
ما هو الداء البطني؟
الداء البطني أو الداء الزلاقي أو اعتلال الأمعاء التحسسي تجاه الغلوتين أو مرض السيلياك Celiac Disease، كل هذه المصطلحات تدل على اضطرابٍ وراثيٍ مزمن يهاجم فيه الجهاز المناعي الأمعاء الدقيقة نتيجةً لخللٍ مناعيٍ يساهم في إحداث استجابة مناعية عند تناول الغلوتين.
يظهر هذا المرض في أي عمر بعد تناول الغلوتين، إلا أنه غالبًا ما يُلاحظ خلال فترتين عمريتين هما:
- الطفولة المبكرة: بين عمر 8 و 12 شهرًا، عادةً عندما يبدأ الأطفال في تناول الأطعمة الصلبة التي قد تشمل البسكويت أو الحبوب الحاوية على الغلوتين.
- منتصف العمر: بين سن 40 و 60.
ما هي الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين؟
يوجد الغلوتين بشكل طبيعي في بعض الحبوب والمنتجات المصنوعة من الحبوب، بما في ذلك:
- القمح (سميد، قمح قاسي، برغل، حنطة، الدقيق..).
- الشعير.
- الذرة.
كما تستخدم هذه الحبوب لصنع:
- الخبز والمعجنات.
- المعكرونة والباستا.
- البيرة والجعّة.
- الخمور المملحة.
- خل الشعير.
ويُمكن أن يتواجد الغلوتين أيضًا بشكل كامن في الأطعمة والأدوية والمنتجات غير الغذائية، بما في ذلك:
- نشا الطعام المعدل، والمواد الحافظة، والمُثَبِّتات الغذائية.
- الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية والمتاحة بدون وصفة طبية.
- الفيتامينات والمُكمِّلات المعدنية.
- المُكمِّلات العشبية والغذائية.
- مستحضرات أحمر الشفاه.
- معجون الأسنان وغسول الفم.
- رقائق الخبز.
- غراء الظروف والطوابع.
- الصلصال.
ما مدى انتشار الداء البطني؟
يصيب الداء الزلاقي 1% على الأقل من السكان، إلا أن الخبراء يعتقدون أن هذه النسبة تقلل من شأن المشكلة؛ نظرًا لعدم اكتشاف الحالات المعتدلة من المرض، إضافةً إلى إمكانية اختلاط التشخيص مع أمراضٍ هضميةٍ أخرى، إذ يتم تشخيص حوالي 30% منها فقط بشكل صحيح.
كيف يؤثر الداء البطني على الجسم؟
قبل معرفة كيف يؤثر الداء البطني على الجسم لا بدّ من التعرف بشكل سريع على الأمعاء الدقيقة، فهي مبطنة بغشاءٍ مخاطيٍ واسعٍ ممدودٍ على شكل طيات وبروزات شبيهة بالأصابع تسمى الزغابات، حيث تساعد هذه الطيات والزغابات على زيادة مساحة سطح الأمعاء لامتصاص أكبر عدد ممكن من العناصر الغذائية أثناء الهضم.
أما في حالة الداء البطني فيؤدي الغلوتين الموجود في الأمعاء الدقيقة إلى إحداث استجابة مناعية، حيث يقوم الجهاز المناعي بإرسال الخلايا الالتهابية والأجسام المضادة لتدمير جزيئات الغلوتين فتدمّر هذه الخلايا أيضًا الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء الدقيقة مؤديةً إلى تآكل النتوءات وتسطحها مما يقلل من مساحة السطح.
ما هي أسباب الداء البطني؟
إن السبب الدقيق للإصابة بالداء الزلاقي غير معروف، إلا أن الدراسات تشير إلى أن هذا المرض يحدث فقط عند الأشخاص الذين يمتلكون نوعًا معينًا من الجينات ويتناولون أطعمةً تحتوي على الغلوتين إضافةً إلى بعض العوامل الأخرى.
الجينات
يحدث الداء البطني دائمًا تقريبًا في الأشخاص الذين لديهم مجموعةً من مجموعتين من الطفرات الجينية (تغيرات في الجينات) تسمى DQ2 و DQ8، وعلى الرغم من أن حوالي 30% من الأشخاص يمتلكون هذه الطفرات إلا أن 3% فقط منهم يصابون بالداء البطني الزلاقي، هذا يعني أنه ليس من الضروري أن يصاب كل حملة هذه الجينات بالمرض وأن هناك عوامل أخرى لها علاقة بالمرض.
الغلوتين
إن تناول الأطعمة الحاوية على الغلوتين يؤدي إلى حدوث استجابة غير طبيعية من الجهاز المناعي تتسبب بحدوث الداء البطني الزلاقي، ومع ذلك لا يصاب كل من يتناول الغلوتين بالمرض.
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يمتلكون أحد الطفرات الجينية DQ2 أو DQ8 ويأكلون كميات زائدة من الغلوتين في مرحلة الطفولة الباكرة قد يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالداء الزلاقي.
بعض العوامل الأخرى
من الممكن أن تساهم بعض الممارسات كإرضاع الأطفال أو الإصابة بعدوى في الجهاز الهضمي وبكتيريا الأمعاء في الإصابة بالمرض أيضًا، كما قد ينشط في بعض الأحيان بعد إجراء جراحة أو بعد الحمل أو الولادة أو بعد الإصابة بعدوى فيروسية أو ضغط نفسي شديد، إذ يعتقد الخبراء أن التغيّرات التي تصيب البكتيريا الموجودة في الأمعاء من الممكن أن تلعب دورًا في تطور الداء الزلاقي.
ما هي عوامل خطر الإصابة بالداء البطني؟
تزداد فرصة الإصابة بالداء البطني عند الأشخاص الذين يعانون من:
- أمراض مناعية ذاتية أخرى مثل داء السكري من النمط الأول، التهاب المفاصل الروماتيزمي، التهاب القولون المجهري (التهاب القولون اللمفاوي أو الكولاجيني) أو مرض أديسون.
- اضطرابات في الكروموسومات (الصبغيات المسؤولة عن تحديد ماهية كل شخص) مثل متلازمة داون أو متلازمة تيرنر.
- إصابة أحد أفراد الأسرة بالداء البطني أو التهاب الجلد البثري.
- الإصابة بعدوى في الجهاز الهضمي خلال مرحلة الطفولة الباكرة مثل الإصابة بفيروس الروتا.
ما هي أعراض الداء البطني؟
تختلف أعراض الداء البطني بشكل كبير بين الأشخاص فهناك العديد من الأعراض المرتبطة بالداء الزلاقي، مما يجعل التعرف عليه وعدم الخلط بينه وبين العديد من الحالات الأخرى عند النظر إلى أعراضه فقط أمرًا صعبًا لذلك قد يُطلق عليه البعض اسم “الحرباء”، كما قد يكون المرض لاعرضيًا في بعض الحالات الأخرى.
تشمل الأعراض والعلامات الهضمية التي يعاني منها البالغون منها ما يلي:
- إسهال.
- إرهاق.
- فقدان الوزن.
- انتفاخ وغازات.
- ألم البطن.
- غثيان وإقياء.
- إمساك.
وفي حالات أخرى قد يعانون من أعراض لا علاقة لها بالجهاز الهضمي منها:
- فقر الدم (الذي عادةً ما يكون ناتج عن فقر الحديد).
- هشاشة أو تلين العظام.
- طفح جلدي يسبب الحكة والذي يدعى بالتهاب الجلد حلئي الشكل.
- قرحات في الفم.
- صداع وتعب.
- مشاكل عصبية كالشعور بالتنميل والخدر في القدمين واليدين.
- آلام في المفاصل.
- قصور الطحال أي عدم أدائه لوظائفه على أكمل وجه.
كما يجب الإشارة إلى أن الأطفال يعانون من المشاكل الهضمية بنسبة أكبر من البالغين كما تظهر عليهم أعراض وعلامات سوء التغذية والتي منها:
- قصور في النمو.
- تلف مينا الأسنان.
- فقدان الوزن.
- فقر الدم.
- قصر القامة.
- تأخُّر في البلوغ.
- أعراض عصبية تشمل نقص الانتباه مع فرط النشاط، وصعوبات في التعلم وغيرها.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب في حال الإصابة بإسهال أو عسر هضم لفترة تزيد عن أسبوعين، أو في حال ملاحظة أي شحوب أو توتر أو تأخُّر في النمو لدى الطفل أو في حال انتفاخ بطنه.
كما يجب سؤال الطبيب حول أهمية إجراء الاختبارات في حال إصابة أحد أفراد العائلة بالداء الزلاقي نظرًا لانتشاره عادةً بين أفراد الأسرة الواحدة.
إضافة إلى ذلك لا بد من استشارة الطبيب قبل تجربة نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، فقد يغير ذلك من نتائج الاختبار، سواء عند التقليل من تناول الغلوتين أو عند التوقف عن استهلاكه.
ما هي المضاعفات المحتملة للداء البطني؟
في حال عدم معالجة الداء البطني من الممكن أن يسبب ما يلي:
- سوء التغذية: وذلك بسبب عدم قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاص العناصر المغذية بشكل كافٍ نظرًا لانخفاض مساحة سطح الامتصاص، الأمر الذي قد يسبب فقر دم وفقدان وزن ومشاكل في النمو عند الأطفال.
- وهن العظام: يحدث حالات من هشاشة وتليّن العظام والكساح بسبب عدم امتصاص الكالسيوم وفيتامين دال.
- عدم تحمل اللاكتوز: قد تسبب المشاكل الحاصلة في الأمعاء إلى الشعور بألم وانتفاخ عند شرب الحليب ومشتقاته التي تحتوي على اللاكتوز.
- ضعف الخصوبة والإجهاض التلقائي: إذ من الممكن أن يسبب كلًا من سوء امتصاص الكالسيوم وفيتامين دال إلى حدوث مشاكل في الإنجاب.
- مرض السرطان.
- مشكلات عصبية.
كيف يتم تشخيص الداء البطني؟
سيقوم الطبيب بطرح مجموعة من الأسئلة حول التاريخ الطبي والعائلي، ثم سيقوم بفحص سريريٍ دقيق كما سيوصي بمجموعة من الاختبارات التي منها:
- تحاليل الدم: حيث يتم البحث عن الأجسام المضادة التي عادةً ما ترتفع مستوياتها عند مرضى الداء الزلاقي، كما ستساعد التحاليل الدموية في البحث عن المشاكل التي يسببها الداء البطني مثل فقر الدم.
- الاختبارات الجينية: يمكن استخدام الاختبارات الجينية لمستضدات الكريات البيض البشرية (HLA-DQ2 و HLA-DQ8) لاستبعاد الإصابة بالداء البطني.
- خزعات من الأمعاء الدقيقة: يتم الحصول على عينة من الأمعاء الدقيقة عبر التنظير الهضمي العلوي (الذي يتم فيه إدخال أنبوب طويل مزود بكاميرا عبر الفم لرؤية الأمعاء الدقيقة)، إذ تساعد دراسة العينة على معرفة مدى التلف الحاصل في الزغابات.
- خزعات من الجلد: وذلك في حال الشك بالتهاب الجلد حلئي الشكل.
ويجب الإشارة إلى أنه من المهم إجراء اختبار للداء البطني قبل تجربة نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، إذ إن عدم وجود غلوتين في النظام الغذائي قد يؤثر على نتائج اختبارات الدم فتظهر كأنها طبيعية.
كيف يتم علاج الداء البطني؟
في الداء الزلاقي (البطني) لا يمكن تغيير طريقة تفاعل الجسم مع الغلوتين إلا أنه من الممكن منع الغلوتين من إثارة هذا التفاعل لذلك فإن الخطوة الأولى والأكثر أهمية في العلاج هي التوقف عن تناول الغلوتين.
عند التوقف عن تناول الغلوتين، ستبدأ الأمعاء الدقيقة في الشفاء وستكون قريبًا قادرة على امتصاص العناصر الغذائية مرة أخرى، لذلك يجب الحفاظ على نظام غذائي صارم خالٍ من الغلوتين مدى الحياة لتجنب إيذاء الأمعاء الدقيقة مرة أخرى.
إضافةً إلى ذلك قد يشمل العلاج ما يلي:
- المكملات الغذائية والفيتامينات مثل النحاس، الفولات، الحديد، فيتامين B-12، فيتامين D، فيتامين K والزنك.
- أدوية لعلاج التهاب الجلد الحلئي الشكل.
- ستيروئيدات قشرية لحالات الالتهابات الشديدة التي لا تستجيب بالسرعة الكافية للنظام الغذائي.
- رعاية ومتابعة مستمرة.
بعض الأسئلة الشائعة حول الداء البطني
هل الداء البطني خطير؟
من الممكن أن يكون الداء الزلاقي خطيرًا إذ قد يسبب مشاكل هضمية طويلة الأمد وقد يمنع الجسم من الحصول على كميات كافية من المواد الغذائية الأمر الذي قد ينتج عنه العديد من المشاكل الخطيرة.
هل يمكن الشفاء من مرض السيلياك (الداء البطني)؟
لا يوجد علاج شافٍ بشكل نهائي للداء البطني، إذ يقتصر العلاج على الابتعاد عن تناول الغلوتين فتبدأ عندها الأمعاء الدقيقة في الشفاء وستكون قريبًا قادرة على امتصاص العناصر الغذائية مرة أخرى، إلا أنه في حال العودة لتناول الغلوتين ستعود الأعراض من جديد، لذلك يجب الحفاظ على نظام غذائي صارم خالٍ من الغلوتين مدى الحياة لتجنب إيذاء الأمعاء الدقيقة مرة أخرى.
هل يسبب الداء البطني فقدان الوزن؟
نظرًا لعدم قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاص العناصر الغذائية فإن ذلك يؤدي إلى فقدان الوزن.
كم من الوقت يستغرق علاج مرض الداء البطني ليعمل؟
غالبًا ما تتحسن الأعراض فور بدء نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، في حين قد يستغرق الأمر عدة أسابيع لتعويض نقص التغذية وعدة أشهر حتى تلتئم الأمعاء بشكل تام، وقد يستغرق ذلك وقتًا أطول اعتمادًا على حجم الضرر.
ويجب الإشارة إلى أهمية الالتزام بالحمية الغذائية الخالية من الغلوتين إذ أن عدم الالتزام بها سيمنع الشفاء.
ماذا يحدث إذا لم تتجنب الغلوتين؟
إنَّ عدم الالتزام بالنظام الغذائي الخالي من الغلوتين سيسمح بتطوّر العديد من المضاعفات، فمن الممكن أن يؤثر سوء التغذية على الجهاز العصبي والهيكلي، كما سيزيد من خطر تطور أشكال عديدة من السرطان بما في ذلك اللمفوما المعوية وسرطان الأمعاء الدقيقة.
المراجع
- Coeliac disease | NHS
- Celiac Disease | Cleveland Clinic
- Celiac Disease | Mayo Clinic
- Celiac Disease | National institute of Diabetes and digestive and Kidney Diseases
- Celiac Disease | Celiac Disease Foundation
- What is Celiac Disease? | Beyond Celiac