فهرس المحتوى
قد تلاحظ فجأة ظهور صرير (صوت عالي النبرة) في صوت طفلك أو صفير أثناء تنفسّه، وقد يترافق ذلك مع سعال قوي وجاف، من الممكن أن يكون طفلك مصابًا بالخانوق!
ما هو الخانوق؟
الخانوق هو عبارة عن عدوى تصيب مجرى الهواء التنفسي العلوي؛ مما يعيق التنفس ويسبب سعال ديكي (نباحي) مميز.
ينتج السعال وعلامات وأعراض الخانوق الأخرى عن التورّم حول الحنجرة والرغامى والقصبات الهوائية.
عندما يدفع السعال الهواء عبر هذا الممر الضيّق؛ فإن الحبال الصوتية المنتفخة تصدر صوتًا شبيه بالفقمة، وبالمثل ينتج عن التنفس صوت صفير عالي النبرة (صرير).
يحدث الخناق عادةً عند الأطفال الصغار بالسن، وغالبًا ما يكون غير خطير ويمكن علاجه في المنزل، وينتشر بشكل كبير في فصل الشتاء.
ما هي أسباب الخانوق؟
يحدث الخانوق بشكل شائع نتيجة الإصابة بفيروسات، كما يحدث بشكل نادر بسبب البكتيريا (الجراثيم) أو الحساسية أو الارتجاع المعدي المريئي.
من الفيروسات المعروف بأنها تسبب الخنّاق:
- فيروس نظير الإنفلونزا.
- فيروس الجهاز التنفسي المخلوي.
- فيروس الإنفلونزا.
- الفيروسات المعوية.
- الفيروس الغداني.
ينتشر الخنّاق من خلال الاتصال المباشر مع الشخص المصاب، أو التماس مع مفرزاته عن طريق العطاس أو السعال، أو لمس الأسطح غير النظيفة كقبضة الباب أو الصنبور ومن ثم ملامسة الوجه أو الفم أو الأنف، وتبدأ العدوى في الأنف والحلق وتنتقل للرئتين.
هل من الممكن أن ينتقل الخانوق للبالغين؟
يصاب المراهقون أحيانًا بالخانوق ولكنه نادر جدًا عند البالغين، لأن المسالك الهوائية لديهم أكبر وأكثر تطورًا من تلك التي يمتلكها الأطفال.
نتيجةً لذلك؛ قد يصابون بالعدوى بعد تلامسهم مع الفيروس، ولكن لن يسبب لهم الفيروس نفس مشاكل التنفس التي يسببها للأطفال.
إذا ظهرت أعراض الخانوق عند شخص بالغ، فعادةً ما تكون خفيفة وتتضمن سعالًا خفيفًا أو التهابًا في الحلق، ومع ذلك يوجد بعض البالغين الذين يعانون من أعراض تنفسية أكثر حدة ويحتاجون دخول المستشفى (وهذا نادر جدًا).
منذ عام 2017 تم الإبلاغ عن 15 حالة فقط من إصابات الخانوق عند الأشخاص البالغين.
إلى متى يبقى مرض الخانوق معديًا؟
يمكن أن تنتقل العوامل المعدية التي تسبب الخانوق لمدة 3 أيام تقريبًا منذ بدء ظهور الأعراض لدى الشخص المصاب.
إذا كان طفلك يعاني من الخناق فمن الأفضل إبقاؤه في المنزل بعيدًا عن المدرسة أو التجمعات الأخرى لمدة 3 أيام على الأقل، كما يجب عليك إبقاؤه في المنزل طوال فترة معاناته من الحمّى في حال ظهورها.
ما هي عوامل خطر الإصابة؟
الأشخاص المعرضين للإصابة أكثر من غيرهم هم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 3 سنوات بسبب صغر مجاري التنفس لديهم.
ما هي أعراض الخانوق؟
غالبًا ما يظهر الخانوق على شكل نزلة برد اعتيادية، وإذا كانت درجة الالتهاب وكمّية السعال كبيرة فسيصاب الطفل بما يلي:
- السعال النباحي الصاخب الذي يتفاقم مع البكاء.
- القلق والانفعالات، مما يُفاقم الأعراض الأخرى أيضًا.
- حمّى (ارتفاع الحرارة).
- صوت أجش.
- صعوبة التنفس الذي قد يكون صاخبًا.
- انسداد الأنف أو سيلان الأنف.
غالبًا ما تشتدّ أعراض الخانوق في المساء، وتستمر لمدة 3-5 أيام، ولكن السعال الخفيف قد يستمر لمدة تصل إلى أسبوع.
ما هي مضاعفات المرض؟
معظم حالات الخانوق تأتي خفيفة، ولكن لدى نسبة صغيرة من الأطفال يتضخّم مجرى الهواء كثيرًا بما يكفي ليعيق التنفس.
في حالات نادرة يمكن أن تحدث عدوى جرثومية ثانوية في القصبة الهوائية، مما يؤدي لصعوبة في التنفس، ويتطلّب هذا الأمر رعايةً طبيةً خاصّة.
عدد قليل جدًا فقط من الأطفال يحتاجون لدخول المستشفى بسبب الخانوق.
متى يجب أخذ الطفل إلى الطبيب؟
إذا كانت أعراض طفلك شديدة أو تفاقمت واستمرت أكثر من 3-5 أيام ولم تستجب للعلاج المنزلي، فاتصل بالطبيب.
اطلب العناية الطبيّة فورًا إذا ظهر لدى طفلك:
- أصوات تنفس صاخبة وعالية النبرة عند الشهيق والزفير.
- أصوات تنفس عالية النبرة عند البكاء أو الهياج.
- سيلان اللعاب أو صعوبة البلع.
- اضطراب وقلق وإرهاق وفتور.
- تنفس بمعدل أسرع من الطبيعي.
- صعوبة في التنفس.
- تغيّر لون جلده إلى الأزرق حول الأنف أو الفم أو الأظافر (الازرقاق).
كيف يتم التشخيص؟
عادةً ما يتم تشخيص الخناق عن طريق الطبيب من خلال:
- إجراء فحص فيزيائي عن طريق مراقبة تنفّس الطفل والاستماع إلى صدر الطفل باستخدام السماعة الطبية.
- فحص حلق الطفل.
- في بعض الأحيان استخدام صورة الأشعة السينية للرقبة والصدر.
- الاختبارات الدموية.
- مقياس الأكسجة، وهو جهاز صغير يوضع على الإصبع لقياس كمية الأكسجين في الدم.
كيف يتم العلاج؟
يمكن علاج غالبية الأطفال المصابين بالخانوق في المنزل، ويعتمد العلاج عادةً على شدة أعراض الطفل.
تدابير الراحة
من المهم الحفاظ على راحة طفلك وهدوئه، لأن البكاء والانفعال يفاقمان من الحالة سوءًا، تحدّث معه بشكل هادئ ومارس معه نشاطاته المفضلة.
كما قد يساعد توفير الهواء الرطب أو البارد الطفل على التنفس.
كما يفيد الإكثار من شرب السوائل في تخفيف الحالة، ويكون حليب الأم أو الحليب الاصطناعي جيدًا، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنًّا فمن الممكن تقديم الحساء.
الأدوية
إذا استمرت الأعراض أكثر من 3-5 أيام فمن الممكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية.
يمكن إعطاء نوع من الستيروئيد (الغلوكو كورتيكوئيد) لتقليل الالتهاب في مجرى الهواء، وعادةً ما يبدأ التحسّن خلال ساعات قليلة.
كما يوصى عادةً بجرعة واحدة من الديكساميثازون بسبب آثاره طويلة الأمد.
ويعد الإبينفرين فعالًا في الحد من التهاب مجرى الهواء، ومن الممكن إعطاؤه بشكل استنشاقي باستخدام البخاخات عند ظهور أعراض شديدة، فهو سريع المفعول لكن آثاره تتلاشى بسرعة، من المحتمل أن يحتاج طفلك للمراقبة في المستشفى لعدّة ساعات قبل العودة للمنزل لتحديد فيما إذا كان سيحتاج لجرعة ثانية.
قد تساعد الأدوية التي تخفّض الحرارة والتي لا تستلزم وصفةً طبيةً في تخفيف انزعاج الطفل (كالسيتامول أو الأسيتامينوفين).
من الأفضل عدم إعطاء أدوية الزكام التي لا تستلزم الوصفة الطبية للأطفال بأي عمر، ولا سيّما الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن سنتين فقد تكون مضرّةً لهم، وينطبق الكلام ذاته على أدوية السعال.
كيف أقوم بوقاية طفلي من الخانوق؟
لتجنّب الخانوق يمكنك أخذ بعض الخطوات التي تساعد في منع حدوث الزكام والإنفلونزا مثل:
- الحفاظ على النظافة وغسل اليدين بشكل متكرر.
- إبعاد الطفل عن الأشخاص المصابين.
- تشجيع الطفل على السعال أو العطاس على منديل ورقي.
- لدرء الإصابات الأكثر خطورة، احرص على أخذ طفلك للقاحات بشكل كامل، حيث توفّر بعض أنواع لقاحات الخانوق والمستدمية من النوع B الحماية من بعض أندر وأخطر التهابات المجاري التنفسية العلوية خطورةً، ولكن لحد الآن لا يوجد لقاح يقي من فيروسات نظير الإنفلونزا.
المراجع:
- Croup | Mayo Clinic
- Is Croup Contagious? | Healthline
- Croup | Hopkins Medicine