فهرس المحتوى
- ما هو التهاب المهبل البكتيري وما مدى انتشاره بين النساء؟
- ما هي أسباب حدوث التهاب المهبل البكتيري؟
- ما العوامل التي تزيد من خطر حدوث التهاب المهبل الجرثومي؟
- كيف تعرفين ما إذا كنتِ مصابة بالتهاب المهبل البكتيري؟
- ما هي مخاطر ومضاعفات الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري؟
- كيف يتم تشخيص الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري؟
- كيف يتم علاج التهاب المهبل البكتيري؟
- نصائح وسبل للوقاية من الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري (الجرثومي)
- أهم الأسئلة الشائعة حول الإصابة
- المصادر
التهاب المهبل البكتيري (الجرثومي) Bacterial Vaginosis أو BV اختصارًا هو أكثر إصابات المهبل شيوعًا لدى النساء بين عمر 15 و 45 عامًا، يحدث عندما يختل التوازن البكتيري الطبيعي في المهبل، مما يؤدي إلى ظهور عددٍ من الأعراض أهمها الحكة والإفرازات المهبلية مميزة الرائحة.
أما بالنسبة للعلاج، فقد يتسبب التهاب المهبل البكتيري غير المعالج بمضاعفات صحية تستطيع المريضة تجنبها بسهولة عبر استشارة الطبيب وتلقّي العلاج المناسب عند الإصابة أو عند ملاحظة الأعراض.
في هذا المقال سنتحدث عن التهاب المهبل البكتيري بشكلٍ شامل مع ذكر كيفية تمييزه عن العدوى الفطرية، بالإضافة للإجابة على جميع أسئلة المريضات المتداولة!
ما هو التهاب المهبل البكتيري وما مدى انتشاره بين النساء؟
يحتوي المهبل بشكلٍ طبيعي على بكتيريا، وتنتج الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري (التهاب المهبل الجرثومي) عندما يحدث فرط نمو لهذه البكتيريا، وبالتالي اختلال التوازن البكتيري المهبلي الطبيعي.
وتعد الإصابة بِ BV شائعة جدًا، بل إنها العدوى المهبلية الأكثر شيوعًا عند النساء في سن النشاط التناسلي بين عمر 15 و 45 عامًا، رغم ذلك، قد تحدث الإصابة لدى المرأة في أي عمر، حيث تشير النسب إلى أن 35% من الإناث حول العالم سوف يُصابون بالتهاب المهبل البكتيري خلال حياتهن.
ما هي أسباب حدوث التهاب المهبل البكتيري؟
يحدث التهاب المهبل البكتيري عندما تنمو البكتيريا اللاهوائية الضارة بسرعة أكبر من بكتيريا العصيات اللبنية النافعة Lactobacilli والمسؤولة عن وسط المهبل الحامضي المعني بمنع البكتيريا الضارة من النمو، ينتج عن فرط النمو هذا اختلال في التوازن البكتيري وبالتالي يحدث الالتهاب.
بالنتيجة كل ما يغير الطبيعة الكيميائية للمهبل بإمكانه التأثير على البكتيريا في المهبل وبالتالي التسبب بالالتهاب.
ما العوامل التي تزيد من خطر حدوث التهاب المهبل الجرثومي؟
لا بد أنكِ تساءلتِ حول العوامل التي من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة أو العوامل القادرة على تغيير طبيعة المهبل الكيميائية، لذا إليكِ أهم الأسباب المتهمة:
- غسل المهبل والدش المهبلي (عملية يتم فيها غسل المهبل من الداخل إما باستخدام الماء أو سوائل خاصة).
- استخدام منتجات النظافة النسائية والغسولات المعطرة.
- استعمال مطهر ومعطر قوي لغسل الملابس الداخلية.
- ممارسة الجنس غير المحمي (دون استخدام الواقي الذكري).
- ممارسة الجنس مع عدة شركاء جنسيين أو مع شريك جديد.
- الحمل Pregnancy.
- تناول المضادات الحيوية (الصادات الحيوية).
- اللولب الرحمي IUD.
- التدخين.
من المهم الانتباه إلى أنه وعلى عكس المعتقد، الفراش والمراحيض وأحواض السباحة (المسابح) وأحواض الاستحمام غير مرتبطة بالتهاب المهبل البكتيري، ولن تؤدي إلى الإصابة به.
كيف تعرفين ما إذا كنتِ مصابة بالتهاب المهبل البكتيري؟
تصاب الكثير من النساء بالتهاب المهبل الجرثومي دون ظهور أي أعراض (حوالي 84% من النساء لا يعانين من الأعراض)، ولكن في حال وجودها فهي كالتالي:
- إفرازات مهبلية غير طبيعية، قد تكون بيضاء أو رمادية أو خضراء اللون، وقد تكون رغوية أو مائية.
- رائحة غير طبيعية كريهة وقوية شبيهة برائحة السمك، تظهر بوضوح خاصةً بعد ممارسة الجنس.
- حرقة عند التبول (حرقان البول).
- تهيّج وحكة في المهبل.
- حكة حول المهبل من الخارج.
ما هي مخاطر ومضاعفات الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري؟
عادةً لا يسبب التهاب المهبل الجرثومي مضاعفات خطيرة، إلا أنه إذا تُرِك دون علاج قد يؤدي إلى كل مما يلي:
- الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا STIs، حيث تزداد فرص الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا Chlamydia، السيلان البني Gonorrhea، فيروس نقص المناعة البشرية HIV، الهربس البسيط، وفيروس الورم الحليمي البشري HPV عند وجود حالة التهاب مهبل بكتيري.
- زيادة خطر نقل فيروس نقص المناعة البشرية HIV (في حال الإصابة به) للشريك الجنسي.
- الإصابة بمرض التهاب الحوض PID، فقد تؤدي الإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي إلى حدوث التهاب الحوض (التهاب الجزء العلوي من الجهاز التناسلي الأنثوي كالرحم وقناتي فالوب)، ويؤدي مرض التهاب الحوض بدوره إلى العقم!
- زيادة خطر حدوث العقم ومشاكل الخصوبة! تؤدي الإصابة بِ BV إلى مواجهة صعوبات في الحمل، ذلك لأنها تزيد من خطر الإصابة بمرض التهاب الحوض، والعقم البوقي الناجم عن تلف قناتي فالوب، بالإضافة إلى أنها تزيد من نسبة فشل الإخصاب في المختبر (الإخصاب الصناعي IVF) لدى المصابة.
- زيادة خطر الإصابة بمضاعفات الحمل لدى الحوامل مثل الولادة المُبكرة، انخفاض وزن الوليد (إنجاب طفل وزنه أقل من 2.5 كيلوغرام تقريبًا)، فقدان الحمل، التهاب بطانة الرحم بعد الولادة، التهاب المشيماء والسلى والذي بدوره يزيد من خطر الولادة المُبكرة والشلل الدماغي في حال كان المولود على قيد الحياة.
- زيادة خطر الإصابة بالعدوى ما بعد الجراحة (مثلًا بعد استئصال الرحم).
كيف يتم تشخيص الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري؟
لتحديد ما إذا كنتِ مصابة يبدأ الطبيب بالاستفسار حول الأعراض والتاريخ الطبي والعادات، وقد يقوم بعدها بالفحوصات التالية:
- إجراء فحص الحوض Pelvic Exam.
- أخذ عينة من الإفرازات المهبلية، ثم إرسالها إلى المختبر لمعرفة نوع البكتيريا المسؤولة عن الإصابة، حيث يمكن إجراء اختبارات عدة على العينة مثل اختبار تحديد درجة الحموضة المهبلية PH (زيادة قيمة PH المهبل بشكل مساوٍ لِ 4.5 أو أكثر يشير إلى أن الوسط أقرب للقلوي وبالتالي يوجد إصابة)، دراسة العينة تحت المجهر، وفحص رائحة المفرزات.
كيف يتم علاج التهاب المهبل البكتيري؟
قد تشفى الحالة من تلقاء نفسها، رغم ذلك يعد العلاج أساسيًّا لتفادي المضاعفات المحتملة المرتبطة بالإصابة، لا يوجد علاجات منزلية أو أدوية لا تستلزم وصفة طبية OTC بإمكانها علاج الحالة، لذا تعد زيارة الطبيب لمعرفة العلاج الدقيق والمناسب هي الحل الوحيد والصحيح.
تشمل الخطة العلاجية الأساسية لبكتيريا المهبل المضادات الحيوية (الصادات الحيوية) Antibiotics إما بشكل أقراص أو كريمات أو جيل، وهي فعالة في علاج 90% من الحالات، وتشمل أهم المضادات الحيوية التي قد يصفها الطبيب ما يلي:
- ميترونيدازول (فلاجيل) Metronidazole.
- كليندامايسين Clindamycin.
- تينيدازول Tinidazole.
- سيكنيدازول Secnidazole.
انتبهي! من المهم الاستمرار والالتزام في العلاج كما وصفه الطبيب وعدم إيقافه لمجرد تحسّن الأعراض تجنبًا لتكرار حدوث الإصابة.
هل من الممكن أن تتكرر الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري؟ وما العلاج حينها؟
نعم! إن التهاب المهبل البكتيري المتكرر شائع جدًا حتى أن 80% من النساء تتكرر إصابتهن به خلال حياتهن، و50% من النساء تتكرر إصابتهن خلال 12 شهرًا من العلاج.
وبالنسبة للعلاج، فهو معتمد بشكلٍ أساسي على إطالة مدة تلقي الدواء، فقد يصف الطبيب مثلًا الميترونيدازول لمدة طويلة، أو ميترونيدازول بشكل جيل Metronidazole Vaginal Gel يتم استخدامه يوميًا ولمدة 10 أيام، أو مرتين أسبوعيًا ولمدة 3-6 أشهر.
بعض الدراسات تقترح أن العلاج بالبروبيوتيك Probiotics من خلال المكملات الغذائية أو تناول اللبن والأطعمة المخمّرة قد يكون مفيدًا بصفته يحسّن من البيئة البكتيرية في المهبل، ولكن مازال الموضوع بحاجة إلى المزيد من الدراسات.
نصائح وسبل للوقاية من الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري (الجرثومي)
الوقاية خير من قنطار علاج، ورغم أن الأطباء لا يعلمون بالتحديد ما قد يسبب الإصابة، إلا أن الخطوات التالية قد تساعد في تقليل خطر الإصابة ببكتيريا المهبل:
- استخدام الماء الدافئ فقط لتنظيف المهبل من الخارج دون استعمال الصابون أو المنتجات المعطرة.
- المسح من الأمام للخلف أي من المهبل إلى فتحة الشرج وليس العكس منعًا من انتقال الجراثيم إلى المهبل.
- عدم غسل المهبل أو استخدام الدش المهبلي.
- ارتداء ملابس قطنية مريحة.
- غسل الملابس الداخلية بمنظفات لطيفة ومناسبة.
- عدم ممارسة الجنس مع شركاء متعددين.
- ممارسة الجنس الآمن (المحمي) واستخدام الواقي الذكري.
- تجنّب التدخين.
أهم الأسئلة الشائعة حول الإصابة
متى يجب عليكِ زيارة الطبيب؟
لا بدَّ من زيارة الطبيب عند ملاحظة أعراض الإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي التالية:
- إفرازات مهبلية غير اعتيادية من ناحية اللون أو القوام أو الرائحة.
- حكة أو تهيج في المهبل.
- حرقان البول.
فحتى لو كانت الإصابة هذه غير خطيرة، قد تسبب مضاعفات وخيمة خاصةً إذا كنتِ حاملًا، كما أن الطبيب فقط من يستطيع أن يَصِف الصادات الحيوية المناسبة لعلاج حالتك.
أهم التعليمات قبل زيارة الطبيب
قبل زيارتك للطبيب تأكدي من التالي:
- أنك لستِ خلال الدورة الشهرية، وذلك حتى يتمكن الطبيب من إجراء الفحص وتقييم الإفرازات المهبلية كما يجب.
- تجنّبي استخدام السدادات القطنية.
- تجنّبي غسل المهبل أو استخدام منتجات النظافة النسائية.
- امتنعي عن ممارسة الجنس لمدة 24 ساعة قبل الموعد.
ما الفرق بين التهاب المهبل البكتيري والتهاب المهبل الفطري Yeast Infection؟
قد تتشابه أعراض الحالتين السابقتين، وكثيرًا ما يتم أخذ أدوية لعلاج العدوى الفطرية المهبلية عن طريق الخطأ عند الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري، ذلك لأن أدوية العدوى الفطرية لا تستلزم وصفة طبية OTC على عكس الصادات الحيوية الموصوفة لعلاج بكتيريا المهبل، مما يستوجب الانتباه إلى ضرورة استشارة الطبيب ووضع التشخيص الصحيح لأن هذه الأدوية غير مناسبة وقد تزيد الحالة سوءًا!
ينتج التهاب المهبل البكتيري نتيجة فرط نمو أحد أنواع البكتيريا، بينما يحدث التهاب المهبل الفطري عادةً نتيجة فرط نمو خميرة المبيضات، وتسبب العدوى الفطرية حكة وألم في المهبل بشكلٍ أكثر بكثير من BV، ألم وانزعاج أثناء التبول، ألم وانزعاج أثناء ممارسة الجنس، وإفرازات مهبلية غير طبيعية سميكة ليس لها رائحة تشبه الجبن القريش Cottage Cheese، بينما تكون الإفرازات في التهاب المهبل البكتيري ذو قوام مختلف ورائحة مميزة شبيهة برائحة السمك.
كم من الوقت حتى تشفى الإصابة لدى المرأة؟
في غالبية الأحيان، وبعد تلقّي العلاج المناسب المتمثل بِجرعة مضادات حيوية لمدة 7 أيام تقريبًا تُشفى الحالة، وحوالي 10% إلى 15% من النساء يحتجن إلى جرعة مضادات حيوية أخرى.
هل من الممكن أن يُشفى التهاب المهبل البكتيري دون علاج؟
نعم، من الممكن أن يشفى التهاب المهبل البكتيري من تلقاء نفسه وهو ليس بالحالة الخطيرة، إلا أننا نخشى من المضاعفات التي قد تحدث بسببه، بالإضافة إلى الأعراض المزعجة التي قد يسببها للمريضة، ولذلك يعد التشخيص الصحيح والعلاج المناسب أمرين ضروريين.
هل علاج الحامل من التهاب المهبل البكتيري آمن؟
نعم! في حال كانت المصابة حاملًا، يصف الطبيب لها دواءً آمنًا للحوامل، ويجب أن تعالج الحامل المصابة في حال وجود أو عدم وجود أعراض، ذلك نظرًا لمضاعفات الحمل التي من الممكن أن يسببها التهاب المهبل البكتيري من ولادة مبكرة وانخفاض وزن المولود وغيرها.
هل التهاب المهبل البكتيري معدٍ؟ وهل يجب علاج الشريك الجنسي؟
لا، إن التهاب المهبل البكتيري ليس معديًا، ولا ينتشر من شخص لآخر، وتكمن خطورة النشاط الجنسي فقط بأنه يزيد من خطر الإصابة بالعدوى لدى المرأة.
لا يحتاج الشريك الجنسي إلى العلاج، فإصابة الذكور بالتهاب المهبل الجرثومي غير ممكنة.
هل التهاب المهبل البكتيري مرض منتقل جنسيًا STD؟
لا، رغم أنه شائع جدًا لدى النساء النشيطات جنسيًا، إلا أنه ليس منتقل جنسيًا، وتكمن العلاقة ما بين الإصابة والجنس فقط في أن الاتصال الجنسي قد يغير البيئة البكتيرية الطبيعية في المهبل وبالتالي يسبب الإصابة.
المصادر
- Bacterial Vaginosis (BV) | CDC
- Bacterial Vaginosis | Cleveland Clinic
- Bacterial vaginosis | NHS
- Bacterial vaginosis | Mayo Clinic
- What is bacterial vaginosis? Symptoms and causes | Medical News Today
- Bacterial vaginosis | Office of the Assistant Secretary for Health (OASH)