فهرس المحتوى
لطالما عانينا من ألم في الحلق وكأن هناك لقمة عالقة به، لم نعرف السبب وراء هذا الألم، وزال بعد أيامٍ ببساطة دون أن يؤرّقنا.
ما يحصل في الحالة السابقة هو التهاب الحلق! وهو حالةٌ شائعةٌ نادرًا ما تكون خطيرة.
يحدث هذا الالتهاب نتيجةً للإصابة بعوامل ممرضة مختلفة (الفيروسات أو الجراثيم أو عوامل أخرى كالتحسس)، وتختلف أعراض الإصابة الفيروسية عن الإصابة الجرثومية، كما تعدّ الإصابة الفيروسية أكثر شيوعًا.
أما عن العلاج؛ فيختلف باختلاف العامل المسبب أيضًا، لكنّه غالبًا ما يكون علاجًا للأعراض المزعجة فقط في الإصابة الفيروسية، ومضادًا حيويًا في الإصابة الجرثومية.
ما هو التهاب الحلق؟
التهاب الحلق Pharyngitis هو عبارة عن شعور بالألم والاحتقان والتخريش في مؤخرة الحلق، ويزداد هذا الألم عند الكلام وابتلاع الطعام.
ما الذي يسبب التهاب الحلق؟
تحدث معظم الحالات بسبب الإصابة بعدوى فيروسية مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، ولكن قد يكون التهاب الحلق عرضًا لأحد الحالات أو المشكلات التالية:
العدوى البكتيرية
ومن الأمثلة عليها: التهاب الحلق البكتيري، والتهابات الجيوب الأنفية البكتيرية والتي قد تسبب التهابًا في الحلق.
الحساسية
يمكن أن يكون الالتهاب ردّ فعلٍ تحسسي تجاه حبوب الطلع، أو عث الغبار، أو الحيوانات الأليفة، أو العفن.
ينتج التهاب الحلق التحسسي عن السيلان الأنفي الخلفي (عندما يسيل المخاط من الأنف إلى أسفل الحلق)، فيؤدي المخاط بدوره إلى تهيّج الحلق ويسبب عندها الألم.
التهاب اللوزتين
اللوزتان هما كتلتان صغيرتان من الأنسجة الرخوة في مؤخرة الحلق.
يحدث التهاب اللوزتين عندما تُصاب اللوزتان بالعدوى والالتهاب، وتحدث إما بسبب الجراثيم أو الفيروسات.
الارتجاع الحمضي
يشعر الأشخاص المصابون بحالة تسمّى مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) بحرقة وألم في حلقهم، ويحدث هذا الألم المسمّى بحرقة الفؤاد عندما يرتجع حمض المعدة إلى المريء.
إجهاد الحلق أو المهيّجات
إجهاد الحلق يحدث عند الصراخ، أو تناول الطعام الحارّ، التدخين أو شرب السوائل شديدة السخونة.
التنفس من الفم
وخاصةً إذا كنت تتنفس من خلال فمك بدلًا من أنفك أثناء النوم.
ما هي أعراض التهاب الحلق؟
تختلف الأعراض المُصاحبة لالتهاب الحلق تبعًا للعامل الممرض المسبب له.
فمثلًا؛ تسبب نزلة البرد أو الإنفلونزا (وكلاهما من الفيروسات) بالإضافة لإحداثها التهابًا في الحلق العديد من الأعراض وأهمها:
- العطاس.
- سيلان الأنف.
- الصداع.
- السعال.
- التعب.
- آلام الجسد المعممة.
- القشعريرة.
- الحمى (وتكون الحمى منخفضة الدرجة في نزلة البرد، أما الحمى المصحوبة بالإنفلونزا فتكون عالية الدرجة).
أما عند الإصابة بكثرة الوحيدات (وهو فيروس أيضًا)، تشتمل الأعراض (بالإضافة لإحداثها لالتهاب في الحلق) ما يلي:
- تورّم الغدد اللمفاوية.
- التعب الشديد.
- الحمى.
- آلام العضلات.
- فقدان الشهية.
- الطفح.
ويمكن أن يترافق التهاب الحلق المُسبب ببكتيريا تدعى العقديات ما يلي:
- صعوبة في البلع.
- احمرار الحلق مع وجود بقع بيضاء أو رمادية.
- تورّم الغدد اللمفاوية.
- الحمى.
- القشعريرة.
- فقدان الشهية.
- الغثيان.
- الشعور بطعم مزعج في الفم.
ما هي مضاعفات التهاب الحلق؟
ترجع بعض المضاعفات المحتملة إلى الالتهاب الحاصل نفسه، بينما يرتبط بعضها الآخر بالعوامل المسببة له.
من المضاعفات الناجمة عن التهاب الحلق نفسه:
- مواجهة صعوبة في النوم لأنه قد يزيد من توقّف التنفس أثناء النوم.
- التجفاف، ويحصل إذا سبب التهاب الحلق صعوبةً في البلع وقلة أو انعدام شرب السوائل.
- إذا استمر التهاب الحلق، فقد تواجه أيضًا مشكلة في الحصول على التغذية الكافية بسبب الألم وصعوبة البلع.
أما إذا كان ناتجًا عن بكتيريا العقديات، فيجب معالجته بدورةٍ كاملةٍ من المضادات الحيوية، وإذا لم يتم علاجه فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة! وأهمها:
- الإصابة بالحمى الروماتيزمية.
- تلف الكلى.
- أمراض القلب.
- خرّاجات اللوزتين.
كما من المهم تناول المضادات الحيوية الموصوفة بالكامل، فمن المضرّ جدًا التوقّف عن تناولها بمجرد الشعور بالتحسّن.
كيف يتم تشخيص التهاب الحلق؟
كما ذكرنا؛ يُمكن أن ينتج عن مجموعةٍ متنوعةٍ من الحالات المرضية المختلفة، وفي حين أنّ العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعًا له، لكن لا يزال من المهم تشخيص السبب بشكلٍ صحيح من أجل علاج الحالة بنجاح.
سيبدأ الطبيب عادةً في التشخيص عن طريق إجراء الفحص البدني، فيقوم بمراجعة الأعراض الحالية للشخص، وفحص الحلق والأذنين والأنف بحثًا عن علامات العدوى.
وعندما يكون لدى الفرد علامات واضحة على وجود عدوى فيروسية، فمن المحتمل ألّا يقوم الطبيب بإجراء مزيدٍ من الاختبارات.
أما إذا اشتبه الطبيب في وجود عدوى بكتيرية، فمن الممكن أن يطلب إجراء مسحة للحلق وزرعها وتحليلها لتأكيد التشخيص.
كيف يتم علاج التهاب الحلق؟
يعتمد العلاج على السبب المسبب له، فعلى سبيل المثال؛ إذا كان حلقك يؤلمك بسبب إصابتك بنزلة برد فقد يوصي الطبيب بأخذك للأدوية التي لا تستلزم وصفةً طبّيةً وذلك لتخفيف أعراض البرد والتهاب الحلق.
أما إذا كنت مصابًا بالتهاب الحلق البكتيري، فقد يصف لك الطبيب المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية.
قد تشمل العلاجات الأخرى لأسباب محددة ما يلي:
- الأدوية المضادة للهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية: فكما ذكرنا قد يسبب السيلان الأنفي الخلفي الناتج عن الحساسية التهابً في الحلق، وتجفف مضادات الهيستامين السيلان الأنفي الخلفي.
- مضادات الحموضة التي لا تستلزم وصفة طبية: قد تساعد مضادات الحموضة في ارتداد الحمض الذي يسبب الحرقة والالتهاب.
كيف يمكن الوقاية من التهاب الحلق؟
إنّ المحافظة على شروط النظافة الجيّدة يمكن أن يقي من الكثير من الحالات، فالوقاية منه ممكنةٌ باتّباع التعليمات التالية:
- تجنّب مشاركة طعامك ومشروباتك.
- تجنّب مخالطة الأشخاص المصابين.
- حافظ على غسل يديك بانتظام، خاصةً قبل الطعام وبعد السعال أو العطاس.
- استخدم مطهّر اليدين عندما تكون في مكان لا يتوفّر فيه الماء والصابون.
- قم بتغطية أنفك وفمك عند العطاس أو السعال.
- تجنّب التدخين والتدخين السلبي.
- تأكّد من أخذك للقاح البرد Flu Vaccine.
أسئلة شائعة حول التهاب الحلق
كم هي فترة حضانة التهاب الحلق قبل أن يظهر عليّ؟
تتراوح فترة الحضانة عادةً بين اليومين والخمس أيام، وتختلف تبعًا للعامل المسبب له.
هل التهاب الحلق معدي؟
نعم، ولكن يختلف طول الفترة المُعدية بحسب حالتك المرضية الأساسية.
إذا كنت مصابًا بعدوى فيروسية فستكون معديًا حتى تذهب الحمى، وإذا كنت مصابًا بالتهاب الحلق المسبب ببكتيريا العقديات فقد تكون معديًا من بداية إصابتك وحتى انقضاء 24 ساعة بعد تناول المضادات الحيوية.
هل التهاب الحلق حالة خطرة؟
في معظم الحالات يكون حالةً غير خطرة، كما يشفى خلال أيام قليلة، لكن من المهم أن تستشير الطبيب إذا واجهت أي مما يلي:
- استمر لعدّة أيام دون شفاء.
- ترافق مع حمى.
- ترافق مع صعوبةٍ في البلع أو التنفس.
- وجدتَ دمًا في لعابك.
- ترافق مع طفح على أي مكان من جسمك.
- تضخّمت العقد اللمفية في عنقك.
- عادت أعراض التهاب الحلق بعد انتهاء الكورس العلاجي.
هل من الممكن أن يشير التهاب الحلق لسرطان ما؟
على الرغم أن هذا غير شائع، إلا أنه إذا استمرّ لأكثر من أسبوعين دون شفاء يُمكن أن يكون عرضًا من أعراض سرطان الحلق.
كيف أعتني بنفسي إذا كنتُ أعاني من التهابٍ في الحلق؟
يمكنك تخفيف حدّة الأعراض بعدّة طرق، أهمها:
- أن تشرب الكثير من السوائل.
- أن تأخذ قسطًا كافٍ من الراحة ما أمكن.
- أن تتجنّب المخرّشات مثل التدخين السلبي.
- أرِح صوتك ما استطعت.
المراجع
- Pharyngitis | Healthline
- Pharyngitis | Johns Hopkins Medicine
- Sore Throat (Pharyngitis) | Cleveland Clinic
- Sore throat (pharyngitis) | Health Direct
- Symptoms of Sore Throat | Very Well Health
- What is pharyngitis? | Medical News Today