التهاب الأذن الخارجية – وما يسمى بأذن السباح

إن كنت قد قضيت وقتًا طويلًا في حوض السباحة أو الاستحمام، وبعد وقتٍ بدأت تعاني من ألم في أذنك، ولاحظت سيلانًا أصفر منها!  قد تكون مصابًا حينها بالتهاب الأذن الخارجية.

التهاب الأذن الخارجية هو التهاب يصيب أحد أجزاء الأذن الخارجية (صيوان الأذن، القناة السمعية الخارجية، غشاء الطبل).

هناك العديد من العلاجات الفعّالة، وغالبًا ما تكون قطرات الأذن الموصوفة من قِبل الطبيب كافيةً لمعالجة أذن السبّاح.

ما هو التهاب الأذن الخارجية؟

قبل أن نتعرّف على التهاب الأذن الخارجية، لنتعرّف على تشريح الأذن، فمن المهم التعرّف على البنية التشريحية لفهم الالتهاب وما يسببه، وما يترتّب نتيجة عنه أيضًا من أعراض ومضاعفات.

مما تتألف الأذن؟ 

الأذن هي جهاز السمع والتوازن في جسم الإنسان، وتشمل أجزاء الأذن ما يلي:

الأذن الخارجية

تعدّ الأذن الخارجية الجزء ما قبل غشاء الطبل في الأذن، وتتألف من:

  • صيوان الأذن، وهو الجزء الخارجي الظاهر من الأذن.
  • القناة أو الأنبوب السمعي الخارجي، وهو الأنبوب الذي يربط الأذن الخارجية بالأذن الوسطى.
  • غشاء الطبل (طبلة الأذن)، يفصل غشاء الطبل الأذن الخارجية عن الأذن الوسطى.

الأذن الوسطى (التجويف الطبلي) 

وتتألف من: 

  • عظيمات السمع الثلاث، وهي ثلاث عظام صغيرة متّصلة، تنقل الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية وتسمى هذه العظام بـ (المطرقة، السندان، الركاب).
  • قناة نفير أوستاش، وهي قناة تربط الأذن الوسطى بالبلعوم الأنفي، تساعد قناة نفير أوستاش بمعادلة الضغط في الأذن الوسطى وعلى جانبي غشاء الطبل، فهناك حاجة دائمة للحفاظ على ضغط متوازن على جانبي الغشاء من أجل النقل الصحيح للموجات الصوتية.

الأذن الداخلية

تتكون من:

  • القوقعة، تحتوي على مستقبلات السمع.
  • الدهليز، يحتوي على مستقبلات للتوازن.
  • القنوات الهلالية الثلاث.  تحتوي على مستقبلات للتوازن.

التهاب الأذن الخارجية External Otitis

الالتهاب قد يصيب أي عضو في الجسم، كما يمكن أن يصيب الأذن أيضًا، يمكن أن تكون التهابات الأذن إما عدوى بكتيرية أو فيروسية، قد تحدث في أذنك الوسطى، وتكون مصابًا حينها بالتهاب الأذن الوسطى وكذلك في الأذن الداخلية، وتكون مصابًا حينها بالتهاب الأذن الداخلية، وقد يكون الالتهاب في الأذن الخارجية والذي سنتناوله في المقال.

غالبًا ما تختفي الالتهابات من تلقاء نفسها ولكن يمكن أن تكون مؤلمة بسبب العدوى أو تراكم السوائل، كما يمكن أن تكون التهابات الأذن مزمنةً أو حادةً.

يسمّى التهاب الأذن الخارجية بـ “أذن السبّاح”، لأنه يؤثر بشكل شائع على الأفراد الذين يقضون وقتًا طويلًا في الماء، مثل السبّاحين.

ما أسباب التهاب الأذن الخارجية؟

في معظم الأوقات، تحارب أذنك الجراثيم التي تسبب التهاب الأذن الخارجية من تلقاء نفسها، يمكنك أن تشكر شمع الأذن (الصملاخ) على ذلك، حيث يساعد شمع الأذن في حماية قناة الأذن من التلف ويجعل نمو الجراثيم أمرًا صعبًا.

ولكن، إذا تعرّض الجلد للخدش، فيمكن أن تدخل الجراثيم إلى قناة أذنك وتسبب العدوى والالتهاب، وبعض الأسباب الشائعة لإصابتك بأذن السباح هي:

إدخال واستعمال أدوات في أذنك

إذا كنت تستخدم أعوادًا قطنيةً أو دبابيس شعر أو أغطية أقلام أو أي شيء آخر لتنظيف أذنيك، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى فرك وإبعاد شمع الأذن الواقي أو خدش بشرة قناة السمع، حتى سمّاعات الأذن وسدّادات الأذن والأجهزة المُساعدة السمعية يمكن أن يكون لها ذات التأثير، خاصةً إذا كنت تستخدمها كثيرًا.

وجود رطوبة في أذنك

عندما يبقى الماء في قناة أذنك بعد السباحة، أو بعد الاستحمام، يمكن أن يزيل بعضًا من شمع الأذن وينعّم الجلد، مما يسهّل دخول الجراثيم.

الطقس الرطب والعرق 

يمكن أن يسبب ذلك نفس المشكلة، حيث تحب الجراثيم المكان دافئًا ورطبًا لتنمو، لذا فإن الرطوبة المحبوسة في أذنك مكانًا مثاليًّا لها.

يمكن لأشياء أخرى أن تسبب أذن السبّاح، مثل:

  • عمرك، يمكن أن تصيب أذن السباح أي شخص، إلا أنها أكثر شيوعًا عند الأطفال والمراهقين في سن مبكرة.
  • قنوات الأذن الضيقة، غالبًا ما يكون لدى الأطفال قنوات أذن صغيرة.
  • ردود فعل الجلد، ففي بعض الأحيان يمكن أن تهيّج منتجات الشعر ومستحضرات التجميل والمجوهرات بشرتك، فتزيد من احتمالات الإصابة بأذن السباح، وكذلك مشاكل الجلد مثل الأكزيما والصدفية.

ما هي أعراض التهاب الأذن الخارجية؟

هناك العديد من الأعراض المُرافقة لالتهاب الأذن الخارجية، سنأتي على ذكرها:

  • ألم الأذن، ألم يزداد سوءًا عند شد صيوان الأذن أو الضغط عليه، يمكن أن يصبح الألم شديدًا وقد ينتشر أيضًا.
  • حكة داخل قناة الأذن.
  • رائحهة كريهة.
  • سيلان ملوّن (أصفر، أصفر مخضر) من الأذن.
  • انسداد الأذن.
  • احمرار وانتفاخ في الأذن الخارجية.
  • فقدان السمع المؤقت أو ضعف السمع.
  • حمى طفيفة.

ما هي مضاعفات التهاب الأذن الخارجية؟

تعدّ مضاعفات التهاب الأذن الخارجية غير شائعة، لكنّ بعضها قد يكون خطيرًا للغاية.

أحد المضاعفات النادرة لالتهاب الأذن الخارجية هو التهاب الأذن الخارجية النخري، حيث تنتشر العدوى من قناة الأذن إلى العظام المحيطة.

يتطلب هذا علاجًا سريعًا بالمضادات الحيوية وأحيانًا الجراحة، حيث يمكن أن يكون قاتلًا إذا تُرك دون علاج.

كيف يتم تشخيص أذن السبّاح؟

يمكن تشخيص التهاب الأذن الخارجية من خلال التاريخ الطبي الكامل والفحص البدني من قبل مقدم الرعاية الصحية.

قد يَستخدم منظار الأذن، وهو أداة مُضيئة تُساعد في فحص الأذن، وفي تشخيص اضطرابات الأذن.

سيساعد ذلك الطبيب على معرفة ما إذا كانت هناك أيضًا عدوى في الأذن الوسطى، وعلى الرغم من أن هذه العدوى لا تحدث عادةً مع أذن السباح، فقد يعاني بعض الأشخاص من كلا النوعين من العدوى معًا.

كيف يتم علاج أذن السباح (التهاب الأذن الخارجية)؟

أولاً، يتمّ فحص قناة الأذن وتنظيفها من أي صديد أو إفرازات، ويتمّ وصف قطرات الأذن التي تحتوي على مضاد حيوي. 

في بعض الأحيان تكون قناة الأذن ضيّقة جدًا أو مسدودةً بحيث لا يمكن إيصال قطرات الأذن بمجرد وضعها في الأذن، فعندما يحدث ذلك، يتم وضع شاش رفيع أو “فتيل” داخل الأذن، مما يساعد قطرات الأذن على المرور عبر الانسداد والوصول إلى مكان العدوى.

تُستخدم قطرات الأذن عادةً لمدة 7 إلى 14 يومًا، ونادرًا ما تُستخدَم المضادات الحيوية عن طريق الفم لعلاج التهاب الأذن الخارجية.

يمكن تناول مسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفةً طبيّة، مثل إيبوبروفين، وذلك لتخفيف الألم والتورّم.

قد يصف الطبيب لك الكورتيكوستيروئيدات لتقليل الحكّة والالتهاب.

كما يتمّ وصف المضادات الحيوية عن طريق الفم في حالة انتشار العدوى خارج قناة الأذن.

ما الذي يمكنني فعله للوقاية من الإصابة بأذن السباح؟

هناك عدة توصيات تتعلق بالوقاية من التهاب الأذن الخارجية، سنذكر لك أهمها:

أثناء الاستحمام 

حافظ على جفاف الأذنين قدر الإمكان، ضع قبعة استحمام على رأسك للمساعدة في منع دخول الماء أو شامبو الشعر إلى أذنيك، أو ضع كرةً قطنيّةً في الأذن ولكن لا تدفعها إلى الداخل كثيرًا. 

استخدم منشفةً جافّةً لتجفيف أذنيك بعد الاستحمام.

أثناء السباحة

استخدم سدّادات الأذن إذا كنت تمارس الرياضات المائية أو تتواجد في الماء بشكل متكرر.

أدر رأسك من جانب إلى آخر بعد الخروج من الماء، هذا يساعد على تصريف المياه من أذنيك.

استخدم منشفةً جافةً لتجفيف أذنيك بعد السباحة أيضًا.

توجيهات مهمّة إضافية

  • لا تقُم بإدخال أي شيء في قناة أذنك، وهذا يشمل الأقلام، الأصابع، مشابك الشعر، أو أعواد القطن.

إذاً، ما الاستخدام الصحيح للأعواد القطنية إذا كانت ممنوعةً داخل الأذن؟ يجب استخدام الأعواد القطنية لتجفيف الأذن الخارجية فقط.

  • لا تسبح في مياه ملوثة.
  • لا تبتلع الماء الذي تسبح فيه.
  • استخدم محلولًا منزليًا بسيطًا للمساعدة في منع نمو البكتيريا داخل الأذن، امزج قطرةً واحدةً من الخل مع قطرةً واحدةً من كحول الأيزوبروبيل، وقم بوضع قطرة واحدة في كل أذن بعد الاستحمام أو السباحة، تأكّد من مراجعة طبيبك أولاً قبل صنع واستخدام هذا المحلول.

أسئلة شائعة حول التهاب الأذن الخارجية 

كم يدوم التهاب الأذن الخارجية؟

عادةً ما تُعالِج قطرات الأذن الموصوفة أذن السباح في 7-10 أيام، يجب أن يخف الألم في غضون أيام قليلة من بدء العلاج.

هل التهاب الأذن الخارجية مُعدٍ؟

إنّ التهاب الأذن الخارجية ليس معديًا، لذلك لا يتعيّن عليك تقييد اتصالك بالأصدقاء طالما أنك تشعر بصحةٍ جيدة بما يكفي للتواصل الاجتماعي.

ما الذي يمكنك فعله لتشعر بتحسّن عند إصابتك بأذن السبّاح؟

في المنزل، اتّبع تعليمات طبيبك حول استخدام قطرات الأذن وتناول جميع جرعات دواء المضادات الحيوية كما هو موصوف، استمر بتناول هذه الأدوية طوال أيام العلاج، حتّى لو بدأت تشعر بالتحسن، فإذا توقفت في وقت مبكّر جدًا، قد تعود العدوى.

يمكنك تناول المسكّنات مثل الإيبوبروفين كما ذكرنا.

ولحماية أذنك أثناء فترة التعافي، من المحتمل أن يخبرك طبيبك بالحفاظ على أذنك جافّةً لعدّة أيام أو أسابيع، حتى أثناء الاستحمام أو غسل الشعر بالشامبو! قد يكون هذا صعبًا، ولكن يقدّم لك طبيبك اقتراحاتٍ حول كيفية القيام بذلك، مثل استخدام كرة قطنيّة مغطاة بالفازلين كسدّادة للأذن.

المراجع

د. ماسه الفوال
د. ماسه الفوال

ماسه الفوال طالبة طب بشري في جامعة دمشق، أحب كتابة وصناعة المحتوى خصوصًا المتعلق بالأمراض النفسية والصحة النفسية والأمراض العصبية، أستطيع إضافة لمسة إبداعية لكل ما أراه.

المقالات: 39

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 1 =