الإسهال.. من مشكلة بسيطة إلى مضاعفات خطيرة!

الإسهال حالة شائعة جدًا، يمكن أن تحدث عند معظم الناس لعدة مراتٍ في السنة الواحدة.

عندما يكون لدى المريض إسهال، سيكون برازه رخوًا ومائيًا، وفي معظم الحالات، يكون السبب غير معروف ويختفي من تلقاء نفسه بعد بضعة أيام، يمكن أن يحدث بسبب البكتيريا، ويعد الجفاف أحد أهم الآثار الجانبية الخطيرة للإسهال.

ما هي أسباب الإسهال؟

لم يتم تحديد معظم أسباب الإسهال الذي يزول تلقائيًا بشكلٍ عام، لكن السبب الأكثر شيوعًا للإسهال هو الفيروس الذي يصيب الأمعاء في التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، تستمر العدوى عادةً بضعة أيام، وتسمى أحيانًا بالأنفلونزا المعوية.

يمكن أن تشمل الأسباب المحتملة الأخرى للإسهال كل مما يلي:

  • العدوى بالبكتيريا.
  • العدوى بالكائنات الحية الأخرى، والسموم المتشكّلة مسبقًا.
  • تناول بعض الأطعمة المهيّجة للجهاز الهضمي.
  • التحسس، وعدم تحمل بعض الأطعمة (مرض الاضطراب الهضمي أو عدم تحمل اللاكتوز).
  • بعض الأدوية.
  • العلاج الإشعاعي.
  • سوء امتصاص الطعام.

هل يمكن أن تسبب المضادات الحيوية الإسهال؟

معظم المضادات الحيوية (الكليندامايسين والإريثروميسين والمضادات الحيوية واسعة الطيف) يمكن أن تسبب الإسهال، حيث يمكن للمضادات الحيوية تغيير توازن البكتيريا الموجودة عادةً في الأمعاء، مما يسمح لأنواع أخرى من البكتيريا بالنمو.

عندما يحدث هذا، يمكن أن تجتاح البكتيريا الضارّة (المرضية) القولون كما يؤدي إلى التهاب القولون (التهاب بطانة القولون).

يمكن أن تحدث هذه الحالة في أي وقت أثناء تناول المضاد الحيوي أو بعد ذلك بوقت قصير، فإذا واجهت هذا التأثير الجانبي، اتصل بطبيبك للتحدث عن الإسهال ومناقشة الخيار الأفضل لتخفيف هذا التأثير الجانبي.

ما هي أعراض الإسهال؟

قد تتضمن العلامات والأعراض المرتبطة بالإسهال (البراز الرخو المائي)، كل مما يلي:

  • تشنجات البطن أو الألم.
  • الإحساس بانتفاخ البطن.
  • غثيان.
  • إقياء.
  • المخاط في البراز.
  • الحاجة المُلحّة إلى تفريغ الأمعاء.

وفي حال كنت تعاني من إسهال شديد، فقد تواجه أعراضًا مثل:

  • الحمى.
  • فقدان الوزن.
  • تجفاف.
  • ألم شديد.
  • دم في البراز.

كيف يتم تشخيص الإسهال؟

سيقوم طبيبك بإنهاء الفحص السريري، ثم سيأخذ في الاعتبار تاريخك الطبي عند تحديد السبب، وقد يطلب أيضًا اختبارات لفحص عيّنات البول والدم، بالإضافة إلى بعض الخطوات والاختبارات الإضافية::

  • تغيير النظام الغذائي لتحديد ما إذا كان عدم تحمّل الطعام أو الحساسية هو السبب.
  • اختبارات التصوير للتحقق من وجود التهاب وتشوّهات هيكلية في الأمعاء.
  • فحص البراز للتحقق من وجود بكتيريا أو طفيليات أو علامات المرض.
  • تنظير القولون للتحقق من القولون بأكمله بحثًا عن علامات الأمراض المعوية.
  • تنظير سيني لفحص المستقيم والقولون السفلي بحثًا عن علامات مرض معوي.

يعد تنظير القولون أو التنظير السيني مفيدًا بشكل خاص لتحديد ما إذا كنت مصابًا بمرض معوي أو إسهال حاد أو مزمن.

كيف يتم علاج الإسهال؟

في معظم الحالات، يمكنك علاج الحالات الخفيفة وغير المعقّدة في المنزل باستخدام دواء بدون وصفة طبّية مثل البزموت سوبساليسيلات، ستشعر عادة بتحسن بسرعة كبيرة.

ومع ذلك، فإن الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية ليست دائمًا هي الحل، وإذا كانت الحالة ناتجًا عن عدوى أو طفيلي، فستحتاج إلى زيارة طبيبك لتلقّي العلاج، فالقاعدة العامة هي عدم استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية.

وإذا كنت تعاني أيضًا من حمى أو دم في البراز، في هذه الحالات، اتصل بطبيبك.

عندما يستمر لفترة طويلة من الزمن (عدة أسابيع)، فإنّ طبيبك سوف يحدد علاجك بناءً على السبب، وقد يتضمن ذلك عدة خيارات علاجية مختلفة، بما في ذلك:

المضادات الحيوية 

قد يصف طبيبك مضادًا حيويًا أو دواءً آخر لعلاج عدوى أو طفيلي يسبب الإسهال.

دواء لحالة معينة 

يمكن أن يكون الإسهال علامةً على العديد من الحالات الطبية الأخرى، بما في ذلك متلازمة القولون العصبي (IBS)، ومرض التهاب الأمعاء (IBD) مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، والتهاب القولون المجهري، أو فرط النمو البكتيري.

البروبيوتيك

وهو دواء يتكون من مجموعات من البكتيريا الجيدة،

 يمكن أن يكون إدخال البروبيوتيك مفيدًا في بعض الحالات ويشعر بعض الأطباء أنه يستحق المحاولة. 

تحدث دائما إلى طبيبك قبل البدء في تناول البروبيوتيك أو أي نوع من المكمّلات الغذائية.

كيف يمكنني تناول الأدوية التي تُصرَف دون وصفة طبية لعلاج الإسهال؟

من المهم دائمًا اتّباع التعليمات الموجودة على العبوة عند تناول دواء بدون وصفة طبية للإسهال. 

تختلف قواعد إدارة الإسهال لدى البالغين عن الأطفال، اتصل دائمًا بالطبيب قبل إعطاء طفلك أي نوع من الأدوية للإسهال.

هل يمكنني علاج الإسهال دون تناول أي دواء؟

عندما يكون لديك حالةٌ حادةٌ، يمكنك في كثير من الأحيان العناية بها دون الحاجة إلى أي دواء، تتضمن الأشياء التي يمكنك القيام بها لعلاج الإسهال ما يلي:

  • شرب الكثير من الماء، تأكد من ترطيب نفسك طوال اليوم، حيث يفقد جسمك الماء في كل مرة تُصاب فيها بالإسهال، ومن خلال شرب الكثير من السوائل الزائدة، فإنك تحمي جسمك من الجفاف.
  • تغيير النظام الغذائي الخاص بك، فبدلًا من اختيار الأطعمة الدهنية أو المقلية، تناول الموز، والأرز (الأرز الأبيض) وصلصة التفاح والخبز المحمص (الخبز الأبيض).
  • الحد من الكافيين، فالأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين يمكن أن يكون لها تأثير ملين خفيف، مما قد يجعل الحالة أسوأ، وتشمل الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين القهوة والشاي الأخضر وحتى الشوكولا وغيرها…
  • تجنب الأطعمة والمشروبات التي تولّد الغازات، ويمكن أن تشمل الفاصولياء والملفوف والمشروبات الغازية.

في بعض الأحيان، يمكن أن يجعلك الإسهال أيضًا حساسًا للاكتوز، وعادةً ما يكون هذا مؤقتًا، ويعني أنك بحاجة إلى تجنّب العناصر التي تحتوي على اللاكتوز (منتجات الألبان) حتى يختفي الإسهال.

ما هي مضاعفات الإسهال؟

يمكن أن يسبب فقدان السوائل بسرعة ويعرّض المريض لخطر الجفاف، في حال عدم تلقيه علاجًا للإسهال، فقد يكون له مضاعفات شديدة، وتشمل أعراض الجفاف ما يلي:

  • الإجهاد.
  • جفاف الأغشية المخاطية.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • صداع.
  • الدوار.
  • زيادة العطش.
  • قلة التبول.
  • جفاف الفم.

اتصل بطبيبك في أقرب وقت ممكن إذا كنت تعتقد أن الإسهال يسبب الجفاف لديك.

هل الإسهال قاتل؟

في الحالات المتطورة، يمكن أن يصاب المريض بجفاف قاسٍ، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. 

الجفاف هو واحد من أخطر الآثار الجانبية للإسهال، لاسيما عند الصغار في العمر (الرضع والأطفال الصغار) وكبار السن، ويمكن أن يكون لهذا عواقب وخيمة.

من المهم شرب الكثير من السوائل مع الشوارد عندما يكون لديك إسهال، فهذا يسمح لجسمك بتعويض السوائل والشوارد التي يتم فقدانها.

متى يجب على مريض الإسهال القلق والتواصل مع الطبيب؟

إذا كان المريض بالغًا، يجب عليه مراجعة الطبيب في حال:

  • استمر الحالة لأكثر من يومين دون أي تحسن.
  • الإصابة بالجفاف.
  • وجود ألم شديد في البطن أو المستقيم.
  • وجود براز دموي أو أسود.
  • وجود حمى أعلى من 102 فهرنهايت (39 درجة مئوية).

في الأطفال، وخاصة الأطفال الصغار، يمكن أن يؤدي الإسهال بسرعة إلى الجفاف، اتصل بطبيبك إذا لم يتحسن إسهال طفلك في غضون 24 ساعة أو إذا كان طفلك:

  •  مصابًا بالجفاف.
  • يعاني من حمى أعلى من 102 فهرنهايت (39 درجة مئوية).
  • لديه براز دموي أو أسود.

هل يمكن الوقاية من الإسهال؟

يمكن الوقاية من الإسهال باتباع كل مما يلي:

تجنب العدوى والالتزام بعادات النظافة 

على سبيل المثال غسل يديك بالماء والصابون بعد استخدام الحمام هو وسيلة مهمة لمنع الإصابة بالإسهال. 

اللقاحات

يمكن الوقاية من فيروس الروتا (أحد الفيروسات المسببة)، باستخدام لقاح فيروس الروتا. 

يتم إعطاء هذا اللقاح للرضع على عدة مراحل خلال السنة الأولى من الحياة.

تخزين الطعام بشكل صحيح

من خلال الحفاظ على طعامك مخزنًا في درجات الحرارة المناسبة، وعدم تناول الأشياء الفاسدة، وطهي الطعام إلى درجة الحرارة الموصى بها.

احذر مما تشربه عند السفر!

يمكن أن يحدث إسهال المسافر عندما تشرب الماء أو المشروبات الأخرى غير النظيفة.

المراجع:

د. محمد فؤاد شكري
د. محمد فؤاد شكري

محمد فؤاد شكري، طالب طب بشري، وكاتب محاضرات علمية في فريق الكريات الحمر التطوعي بجامعة دمشق. مهتم للغاية بنشر المعلومات الصحيحة والدقيقة بأبسط وأفضل طريقة ممكنة.

المقالات: 64

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − 7 =