الأورام الدماغية – 12 نوعًا قد يكون مهدد للحياة!

الأورام الدماغية يمكن أن تكون حميدة (غير سرطانية) أو خبيثة (سرطانية)، وتكون خطيرة حتى في حال كون هذه الأورام حميدة لأنه في حال ازدياد حجمها فسوف تضغط على الأنسجة المجاورة مسببةً خللًا في وظيفة الدماغ.

ما هي الأورام الدماغية؟

الأورام الدماغية هي عبارة عن تكاثر ونمو غير طبيعي للخلايا يمكن أن تتطور في أي جزء من الدماغ أو الجمجمة أو جذع الدماغ أو الجيوب أو التجويف الأنفي أو مناطق كثيرة أخرى، وتدعى الأورام الدماغية مع الأورام النخاعية بأورام الجهاز العصبي المركزي.

تدعى الأورام التي تبدأ في الدماغ بالأورام الدماغية الأولية، بينما تدعى الأورام التي تبدأ في مكان آخر من الجسم وتشكّل نقائل تهاجر إلى الدماغ بالأورام الدماغية الثانوية، ومن السرطانات التي من الشائع أن تصل نقائلها للدماغ:

  • سرطان الثدي.
  • سرطان القولون.
  • سرطان الكلية.
  • سرطان الرئة.
  • سرطان الجلد (الميلانوما).

ما الفرق بين الورم والسرطان؟ 

تعد جميع السرطانات أورام، ولكن الأورام ليست كلّها سرطانات.

عادةً الأورام الحميدة تنمو ببطئ ولديها حدود واضحة ونادرًا ما تنتشر في الجسم (لا تشكل نقائل)، ولكن من الممكن أن تضغط على أجزاء معينة من الدماغ أو أن تضغط على الأنسجة المجاورة له، لذلك تكون خطيرة عندما تتواجد في مكان حيوي ومهم من الدماغ.

أما الأورام الخبيثة فتكون سرطانية، وتنمو بسرعة وتجتاح الأنسجة السليمة المحيطة بها، وتكون خطيرةً ومهددةً للحياة نتيجة التغييرات التي تٌلحقها ببنية الدماغ.

من الممكن في حالات نادرة جدًا أن يتحول الورم الحميد إلى ورم خبيث، ويتم تصنيف الأورام الحميدة والخبيثة حسب الدرجة وفق التالي:

  • درجة أولى أو ثانية: وتكون أورام الدماغ في هذه الحالة حميدة وتنمو ببطئ وعادةً لا تعود هذه الأورام بعد الانتهاء من العلاج.
  • درجة ثالثة أو رابعة: وتكون أورام الدماغ في هذه الحالة خبيثة وتنمو بسرعة، ومن المرجح أن تعود هذه الأورام بعد الانتهاء من العلاج.

ما هي أنواع الأورام الدماغية؟

يوجد حوالي 150 نوع من الأورام الدماغية، ويتم تصنيفها حسب إذا كانت حميدة أو خبيثة:

الأورام الدماغية الحميدة

نذكر من أهمها:

1- الورم الحبلي Chondroma

يكون نموّها بطيء، وعادةً ما تبدأ هذه الأورام في قاعدة الجمجمة والجزء الأسفل من النخاع الشوكي.

2- الورم القحفي البلعومي Craniopharyngioma

غالبًا ما تبدأ هذه الأورام في جزء من الغدة النخامية، وتكمن خطورتها في موقعها الحساس عميقًا في الدماغ مما يجعل من الصعب إزالتها.

3- الورم الدبقي العقدي Ganglioglioma

وهي أورام نادرة، تتشكل في الخلايا العصبية (العصبونات).

4- الأورام السحائية Meningiomas

وهو النوع الأكثر شيوعًا من الأورام الدماغية الأولية، يتشكل في السحايا ويتطور ببطء، ولكن في بعض حالاته من الممكن أن يصبح خبيثًا.

5- الأورام الصنوبرية Pineocytomas

تتشكل هذه الأورام بطيئة النمو في الغدة الصنوبرية، والتي تكون موجودة عميقًا في الدماغ وتفرز هرمون الميلاتونين.

6- الأورام النخامية Pituitary adenomas

تتشكل الأورام النخامية في الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ، وعادةً ما تكون بطيئة النمو وقد تفرز هرمونات الغدة النخامية بشكل زائد.

7- ورم خلايا شوان Schwannomas

وهي أورام دماغية شائعة لدى البالغين. وتتطور انطلاقًا من خلايا شوان في الجهاز العصبي المحيطي أو الأعصاب القحفية. 

تعد الأورام العصبية السمعية أكثر نوع شيوعًا بين أورام خلايا شوان، وتصيب هذه الأورام العصب الدهليزي (الذي يذهب من الأذن الداخلية إلى الدماغ).

الأورام الدماغية الخبيثة (السرطانية)

تقريبًا حوالي 78% من الأورام السرطانية الأولية تصيب الخلايا الدبقية (أورام دبقية) التي تحيط بالخلايا العصبية وتحميها وتساعدها، نذكر من أنواعها:

1- أورام الخلايا النجمية Astrocytoma

هذه الأورام تعد النوع الأكثر شيوعًا بين الأورام الدبقية. تتشكل في الخلايا الدبقية ذات الشكل النجمي، ومن الممكن أن تتواجد في أي جزء من الدماغ ولا سيّما في المخ.

2- الأورام البطانية Ependymomas

هذه الأورام عادةً ما تحدث في بطينات الدماغ، وتتطور من الخلايا البطانية (الخلايا الدبقية الشعاعية).

3- الورم الأرومي الدبقي Glioblastoma

هذه الأورام تتشكل في الخلايا الدبقية التي تدعى الخلايا النجمية، وتعد النوع الأكثر سرعةً بالنمو بين الأورام النجمية.

4- ورم الخلايا الدبقية قليلة التغصن Oligodendroglioma

وتكون هذه الأورام غير شائعة وتبدأ في الخلايا التي تخلّق الميلانين.

5- الورم الأرومي النخاعي Medulloblastoma

وهو نوع آخر من الأورام الدماغية السرطانية، يتميز بسرعة نموّه ويتشكل في قاعدة الجمجمة.

يعد أكثر نوع شائع من الأورام الدماغية السرطانية لدى الأطفال.

الأسباب

يعلم الباحثون والأطباء أن الأورام الدماغية تتشكل عندما يحدث تبدل أو أذية في الجينات، حيث تقوم الجينات بتنظيم انقسام الخلايا وموتها فتكون المسؤول الرئيسي عن تشكّل الأورام، ولكن سبب ذلك التبدل وتلك الأذية غير واضح بشكل كافي.

عندما يحدث تبدّل في جينات الخلايا، فإن هذه الجينات تقوم بإعطاء الخلايا أوامر جديدة بالتكاثر، مما يولّد خلايا جديدة غير طبيعية بشكل سريع وعادةً ما تعيش لفترة أطول من الخلايا الطبيعية.

يوجد عدّة حالات لأورام الدماغ تنتقل عن طريق الوراثة ولكنها نادرة، حيث يوجد حوالي 5-10% من الأشخاص المصابين بأورام الدماغ لديهم قصة عائلية للإصابة.

كما يوجد أسباب أخرى غير جينية، كتأثير العوامل البيئية (التعرض للإشعاعات) أو انتقال الأورام من مكان آخر من الجسم (الأورام الثانوية).

عوامل الخطر

تزيد عوامل الخطر من احتمالية إصابة الشخص بالأورام الدماغية، لذلك يجب تجنبها ما أمكن، ونذكر منها:

العمر

تزيد فرصة الإصابة بالأورام الدماغية مع تقدم الشخص بالعمر، حيث أن معظمها تحدث لدى المسنّين الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 85 والـ 89، علاوةً على ذلك يوجد بعض الأورام الدماغية التي تصيب الأطفال بشكل أكبر.

التعرض للإشعاعات

إن التعرض للإشعاعات يعد سببًا لعدد صغير جدًا من الأورام الدماغية.

بعض أنواع الأورام الدماغية تكون شائعة بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين أجروا علاج شعاعي أو قاموا بإجراء صورة للرأس باستعمال الأشعة السينية X-ray أو التصوير المقطعي CT scans.

قصة عائلية للإصابة بالمرض ووجود جينات مرضية

يوجد بعض الحالات الجينية المعروفة بزيادة خطر الإصابة بالأورام الدماغية مثل:

  • الورم الليفي العصبي النمط 1.
  • الورم الليفي العصبي النمط 2.
  • متلازمة ترنر الوراثية.

الأعراض

بعض الأشخاص المصابين بالأورام الدماغية لن يلاحظوا أي أعراض، ولا سيّما إذا كان الورم صغيرًا جدًا، وعندما تظهر الأعراض فإنها تعتمد على حجم الورم وموقعه ونوعه، فمثلًا إذا كان الورم في السبيل البصري فستتأثر قدرة البصر لدى المريض، وإذا كان الورم في مؤخرة الرأس فقد تحدث مشاكل في الحركة والمشي والتوازن.

نذكر من أهم الأعراض:

  • ألم في الرأس وغالبًا ما يكون شديدًا في الصباح الباكر أو عند بداية الاستيقاظ من النوم.
  • النوبات الاختلاجية.
  • صعوبة في التفكير والتحدث وفهم اللغات.
  • تغيّرات في الشخصية.
  • ضعف أو شلل في جزء واحد من الجسم.
  • مشاكل في التوازن أو دوار.
  • مشاكل في الرؤية.
  • مشاكل في السمع.
  • خدر أو تنميل في الوجه.
  • الإقياء والغثيان.
  • تخليط ذهني.
  • فقدان الذاكرة.

التشخيص

تشخيص الأورام الدماغية عادةً ما يكون عملية معقّدة وتتضمن إشراك عدة مختصين فيها، وفي بعض الأحيان يتم الكشف عن أورام الدماغ أثناء البحث عن مشكلة طبية أخرى.

الفحص السريري والاستجواب

إذا كانت لدى المريض أعراض الأورام الدماغية سيقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري واستجواب المريض لسؤاله عن:

  • الأعراض.
  • الحالات الصحية التي واجهها المريض في الماضي، وحالته حاليًا.
  • الأدوية التي يتناولها المريض.
  • الجراحات التي أجراها.
  • تاريخ العائلة المرضي.

ويتضمن الفحص السريري العصبي للمريض مراقبة التغيّرات لدى المريض في:

  • التوازن والتناسق.
  • الحالة الذهنية.
  • السمع.
  • الرؤية.
  • المنعكسات.

الاختبارات التشخيصية

لتأكيد الإصابة يلجأ الأطباء للقيام بعدة اختبارات تشخيصية:

تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي

وهو أفضل اختبار تصوير لتأكيد الورم الدماغي.

التصوير المقطعي المحوسب

يعد أفضل خيار بديل في حال عدم القدرة على إجراء اختبار الرنين المغناطيسي، ويتم فيه استخدام الأشعة السينية بمساعدة الحاسوب لأخذ صور لعدة مقاطع من الجسم. 

الخزعة

وهي عبارة عن إجراء باضع يتم فيه أخذ عيّنة من النسيج المصاب ليتم فحصها في المختبر.

البزل القطني

وهو إجراء باضع يستخدم فيه الطبيب إبرة لأخذ عينة من السائل الدماغي الشوكي وفحصها للتحري عن وجود خلايا سرطانية.

يستخدمه الأطباء عندما يُشتبه اجتياح الورم للنسج التي تغطي الدماغ (السحايا).

تخطيط كهربائية الدماغ Electroencephalography

لقياس الفعالية والنشاط الكهربائي في الدماغ.

العلاج

يعتمد علاج الأورام الدماغية على:

  • حجم الورم وشكله ونوعه وموقعه.
  • عدد الأورام.
  • العمر.
  • الصحة العامة.

عادةً ما يستعمل الأطباء مجموعة من العلاجات مجتمعةً لمعالجة أورام الدماغ، نذكر من هذه العلاجات:

جراحة الدماغ

عملية جراحة الدماغ يتم فيها إزالة الورم بعد فتح الرأس، وقد يكون المريض مستيقظًا أثناء العملية ولا يشعر بالألم بسبب عدم وجود تعصيب حسّي للدماغ.

من الممكن إزالة الأورام الدماغية الحميدة جراحيًا دون خطر أن يعاود الورم الظهور مجددًا، وذلك يعتمد على قدرة الطبيب الجرّاح على إزالة جميع أجزاء الورم.

العلاج بالإشعاع

وذلك باستخدام الجرعات العالية من الأشعة السينية التي تدمّر الخلايا الورمية.

العلاج باستعمال الأشعة يكون مفيدًا لدى البالغين ولكن قد يوقف تطور نمو الدماغ لدى الأطفال.

العلاج الكيميائي

يتم العلاج الكيميائي عن طريق الأدوية المضادّة للسرطان التي تقتل الخلايا السرطانية في الدماغ والجسم بكامله، ويمكن أخذ هذه الأدوية إما بحقنة عن طريق الوريد أو على شكل حبّة دوائية.

قد ينصح الطبيب بإجراء علاج كيميائي بعد الخضوع لعلاج جراحي للتأكد من موت جميع الخلايا السرطانية المتبقية أو لمنع الخلايا السرطانية المتبقية من النمو والتكاثر.

الجراحة الشعاعية

وهي نوع من العلاج الإشعاعي يتم فيه استخدام حزمة مركّزة من الأشعة (أشعة غاما أو حزم بروتونات) لتدمير الورم. 

العلاج المناعي (العلاج البيولوجي) 

تكون آلية هذا العلاج هي حث الجهاز المناعي لدى المريض وتقويته ليحارب الخلايا السرطانية بنفسه.

العلاج النوعي

في هذا النوع من العلاج يتم استعمال أدوية تكون مخصّصة لتستهدف بعض الخصائص المميزة للخلايا السرطانية الموجودة دون إيذاء أي خلية سليمة، ويتم اللجوء لهذا العلاج عند عدم قدرة المريض على تحمّل العلاج الكيميائي العادي نتيجة ظهور أعراض جانبية له كالتعب والغثيان.

المعالجة القريبة (الكثبية)

وهي نوع من العلاج الإشعاعي، تتضمن زرع بذور مشعّة أو كبسولات ضمن الورم السرطاني، وتقوم هذه البذور أو الكبسولات بإصدار الإشعاعات التي تقتل الخلايا الورمية.

التوصيلة (الشنت)

يتم استعمالها إذا كان الورم يسبب ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، وهي عبارة عن أنبوب رقيق جدًا يتم وضعه في الدماغ لتصريف السائل الدماغي الشوكي وتخفيف الضغط داخل الجمجمة.

ما هو معدّل النجاة من الأورام الدماغية؟

تختلف نسب النجاة والتعافي من الأورام الدماغية حسب نوع الورم الدماغي وعمر المريض وعرقه وصحته العامة، على سبيل المثال تكون نسبة النجاة والتعافي من الورم السحائي الدماغي واستمرار حياة المريض لخمس سنوات بعد التشخيص كالتالي:

  • أكثر من 96% لدى الأطفال الذين أعمارهم تكون 14 أو أقل.
  • 97% لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 15 والـ 39 عامًا.
  • أكثر من 87% لدى البالغين الذين أعمارهم تكون 40 أو أكثر.

الوقاية

يمكننا تخفيف خطر الإصابة بالأورام الدماغية عن طريق تخفيف التدخين وتجنّب التعرض لكميات كبيرة من الإشعاعات.

المراجع:

د. محمد فؤاد شكري
د. محمد فؤاد شكري

محمد فؤاد شكري، طالب طب بشري، وكاتب محاضرات علمية في فريق الكريات الحمر التطوعي بجامعة دمشق. مهتم للغاية بنشر المعلومات الصحيحة والدقيقة بأبسط وأفضل طريقة ممكنة.

المقالات: 64

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − 1 =