معلومات ذهبية حول اضطراب نبضات القلب ومتى يدق ناقوس الخطر؟

“اضطراب نبضات القلب” يشير هذا المصطلح إلى أي تغيير عن التسلسل الطبيعي للنبضات الكهربائية. 

فقد تحدث هذه النبضات بسرعة كبيرة، أو ببطءٍ شديد، أو بشكل غير منتظم، مما يتسبب في خفقان القلب بشكلٍ مرضي غير طبيعي.

عندما لا ينبض القلب بشكل صحيح، لا يمكنه ضخ الدم بشكل فعال، وبالتالي لا تعمل الرئتان والدماغ والأعضاء الأخرى بشكلها السليم وفي النهاية تتوقف عن العمل أو تتلف.

سنتعرف في هذا المقال على هذه الحالة المرضية وعلى طرق علاجها والوقاية منها.

ما هو اضطراب نبضات القلب؟

بدايةً سنشرح عن النظام الكهربي للقلب وانتشار النبضة لنفهم هذه الحالة المرضية بشكل أوضح.

نظام القلب الكهربائي

تتحكم الإشارات الكهربائية في المضخة القلبية حيث يبدأ نبض القلب (الانقباض) عندما تتحرك خلاله نبضة كهربائية من العقدة الجيبية الأذينية (SA node)، التي يشار إليها على أنها “منظم ضربات القلب الطبيعي” لأنها تبدأ نبضات القلب.

يبدأ التسلسل الكهربائي الطبيعي في الأذين الأيمن وينتشر في جميع أنحاء الأذينين ثمَّ إلى العقدة الأذينية البطينية (AV)، وعن طريق هذه الأخيرة، تنتقل النبضات الكهربائية عبر مجموعة من الألياف المتخصصة تسمى نظام His-Purkinje إلى جميع أجزاء البطينين.

يجب اتباع هذا المسار الدقيق حتى يضخ القلب الدم بشكل صحيح، وطالما أن النبضات الكهربائية تنتقل بشكل طبيعي، فإن القلب يضخ وينبض بوتيرة منتظمة، إذ ينبض القلب الطبيعي من 60 إلى 100 مرة في الدقيقة عند البالغين.

من الإجراءات التي تساعدنا على دراسة النشاط الكهربائي للقلب، تخطيط كهربائية القلب (ECG أو EKG) وهو إجراء غير مؤلم يساعدنا في تشخيص عدم انتظام ضربات القلب.

ما هو اضطراب نبضات القلب؟

اضطراب ضربات القلب، هو حالة مرضية من عدم انتظام النبض، إذ تكون نبضات القلب غير طبيعية، أي يكون قلبك خارج عن إيقاعه المعتاد حيث يضيف نبضة، أو يتجاوز أخرى، أو يرفرف (تنبض الحجرات العلوية بسرعة كبيرة).

قد يبدو لك الأمر وكأن قلبك ينبض بسرعة كبيرة أو ببطءٍ شديد، أو من الممكن ألّا تلاحظَ شيئًا، قد يكون عدم انتظام ضربات القلب غير ضار تمامًا بينما قد يكون مهددًا للحياة في حالات أخرى.

تكون بعض حالات عدم انتظام ضربات القلب قصيرة جدًا، على سبيل المثال، توقف مؤقت أو ضربات مبكرة، بحيث لا يتأثر معدل ضربات القلب أو الإيقاع بشكل كبير. ولكن إذا استمر عدم انتظام ضربات القلب لفترة أطول، فقد يتسبب في بطء معدل ضربات القلب أو سرعته الشديدة أو عدم انتظام ضربات القلب وبالتالي تقل فعالية ضخ القلب للدم.

يُطلق على معدل ضربات القلب السريع (عند البالغين أكثر من 100 نبضة في الدقيقة) تسرّع القلب، بينما يُشار إلى معدل ضربات القلب البطيء (أقل من 60 نبضة في الدقيقة) باسم بطء القلب.

تصنيف وأنواع  اضطراب نبضات القلب

بشكلٍ عام، يتم تصنيف عدم انتظام ضربات القلب حسب سرعة معدل ضربات القلب، فنجد ما يلي:

  • تسرع القلب (Tachycardia): معدل ضربات القلب أثناء الراحة أكبر من 100 نبضة في الدقيقة.
  • بطء القلب (Bradycardia): معدل ضربات القلب أثناء الراحة أقل من 60 نبضة في الدقيقة.
  • ضربات القلب المبكرة (السابقة لأوانها).

تسرّع القلب (Tachycardia)

تشمل أنواع تسرع القلب ما يلي:

الرجفان الأذيني (A-fib)

تسبب إشارات القلب الفوضوية معدل ضربات قلب سريع وغير منسق، قد تكون الحالة مؤقتة، ولكن قد لا تتوقف بعض نوبات الرجفان الأذيني إلا إذا تم علاجها. 

يرتبط الرجفان الأذيني بمضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية.

الرفرفة الأذينية (Atrial Flutter)

الرفرفة الأذينية تشبه الرجفان الأذيني، لكن ضربات القلب تكون أكثر تنظيماً. كما ترتبط الرفرفة الأذينية أيضًا بالسكتة الدماغية.

تسرع القلب فوق البطيني (Supraventricular Tachycardia)

تسرع القلب فوق البطيني هو مصطلح واسع يشمل عدم انتظام ضربات القلب الذي يبدأ فوق حجرات القلب السفلية (البطينين). 

يتسبب تسرع القلب فوق البطيني في نوبات من ضربات القلب (الخفقان) التي تبدأ وتنتهي فجأة.

الرجفان البطيني (Ventricular Fibrillation)

يحدث هذا النوع من عدم انتظام ضربات القلب عندما تتسبب الإشارات الكهربائية السريعة والفوضوية في ارتعاش غرف القلب السفلية (البطينين) بدلًا من عملها معًا بطريقة منسقة لتضخ الدم بشكل سليم إلى باقي الجسم.

يمكن أن تؤدي هذه المشكلة الخطيرة إلى الوفاة إذا لم يتم استعادة نظم القلب الطبيعي في غضون دقائق، يعاني معظم الأشخاص المصابين بالرجفان البطيني من مرض قلبي كامن أو أنهم تعرضوا لصدمة خطيرة.

تسرّع القلب البطيني (Ventricular Tachycardia)

يبدأ معدل ضربات القلب السريع والمنتظم بإشارات كهربائية معيبة في غرف القلب السفلية (البطينين). 

لا يسمح معدل ضربات القلب السريع للبطينين بالامتلاء بالدم بشكل صحيح، نتيجة لذلك، لا يستطيع القلب ضخ ما يكفي من الدم إلى الجسم. 

قد لا يتسبب تسرع القلب البطيني في حدوث مشكلات خطيرة للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، أما بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض القلب، يمكن أن يكون تسرع القلب البطيني حالة طبية طارئة تتطلب علاجًا طبيًا فوريًا.

بطء القلب (Bradycardia)

على الرغم من أن معدل ضربات القلب أقل من 60 نبضة في الدقيقة أثناء الراحة يعتبر بطء في القلب، فإن معدل ضربات القلب المنخفض في وضع الراحة لا يشير دائمًا إلى وجود مشكلة.

إذا كنت تتمتع بلياقة بدنية، فقد يظل قلبك قادرًا على ضخ ما يكفي من الدم إلى الجسم بأقل من 60 نبضة في الدقيقة أثناء الراحة.

إذا كان معدل ضربات قلبك بطيئًا وقلبك لا يضخ ما يكفي من الدم، فقد تكون مصابًا بنوع من بطء القلب. 

تشمل أنواع بطء القلب ما يلي:

متلازمة العقدة الجيبية المريضة (Sick Sinus Syndrome)

العقدة الجيبية هي المسؤولة عن ضبط وتيرة القلب، إذا لم تعمل بشكل صحيح، فقد يتناوب معدل ضربات القلب بين البطء الشديد والسرعة الشديدة (عدم انتظام دقات القلب). 

يمكن أن تحدث متلازمة العقدة الجيبية المريضة بسبب التندب بالقرب من العقدة الجيبية الأذينية مما يؤدي إلى إبطاء حركة النبضات أو تعطيلها أو منعها. 

تعد هذه المتلازمة أكثر شيوعًا بين كبار السن.

إحصار الحُزَيمة (Conduction Block)

يمكن أن يتسبب انسداد المسارات الكهربائية للقلب في إبطاء أو توقف الإشارات التي تحفز ضربات القلب. 

قد لا تسبب بعض أنواع الإحصار علامات أو أعراض، وقد يتسبب البعض الآخر في تخطي ضربات القلب أو بطء القلب.

نبضات القلب السابقة لأوانها (Premature Heartbeats)

ضربات القلب المبكرة، هي ضربات إضافية تحدث لمرة واحدة وأحيانًا في أنماط تتناوب وتتداخل مع ضربات القلب الطبيعية.

قد تأتي الضربات الإضافية من الحجرات العلوية للقلب (تقلصات الأذين المبكرة) أو الحجرات السفلية (تقلصات البطين المبكرة).

قد تبدو الضربات الباكرة وكأنَّ قلبك قد فوّت نبضة ما، هذه الضربات الإضافية غير مقلقة بشكل عام، ونادرًا ما تعني أن لديك حالة أكثر خطورة. ومع ذلك، فإن الضربات المبكرة يمكن أن تؤدي إلى اضطراب نظم القلب لمدة أطول، خاصةً لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب.

في بعض الأحيان، قد تؤدي الضربات المبكرة المتكررة جدًا والتي تستمر لعدة سنوات إلى ضعف القلب.

وقد تحدث هذه الضربات عند الراحة أو بسبب الإجهاد والتمارين الشاقة أو عند تناول المنبهات، مثل الكافيين أو النيكوتين.

ما هي أسباب وعوامل خطر اضطراب نبضات القلب؟

تتضمن العوامل التي يمكن أن تسبب خلل في ضربات القلب وعدم انتظامها، ما يلي:

  • إصابة بنوبة قلبية حالية أو الندوب المتشكلة من نوبة قلبية سابقة.
  • انسداد شرايين القلب (مرض الشريان التاجي).
  • تغييرات في بنية القلب، مثل تلك الناتجة عن اعتلال عضلة القلب.
  • داء السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بفيروس كوفيد-19.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism).
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • خمول (قصور) الغدة الدرقية (Hypothyroidism).
  • بعض الأدوية، بما في ذلك أدوية البرد والحساسية التي يتم شراؤها بدون وصفة طبية.
  • شرب الكثير من الكحول أو الكافيين.
  • تعاطي المخدرات.
  • بعض الأسباب الوراثية.
  • التدخين.
  • التوتر أو القلق.

عوامل خطر الإصابة باضطراب النظم

تتضمن الأشياء التي قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب نظم القلب ما يلي:

أمراض الشرايين التاجية ومشاكل القلب الأخرى وجراحة القلب السابقة

تعد الشرايين القلبية الضيقة، والنوبة القلبية، وصمامات القلب غير الطبيعية، وجراحة القلب السابقة، وفشل القلب، واعتلال عضلة القلب، وأضرار القلب الأخرى من عوامل الخطر لأي نوع من عدم انتظام ضربات القلب تقريبًا.

ضغط الدم المرتفع

تزيد هذه الحالة من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي. 

قد يتسبب أيضًا في أن تصبح جدران حجرة القلب السفلية اليسرى (البطين الأيسر) صلبة وسميكة، مما قد يغيّر من كيفية انتقال الإشارات الكهربائية عبر القلب.

داء قلبي خلقي

قد تؤثر إصابة المولود بمرض قلبي على إيقاع القلب.

أمراض الغدة الدرقية

يمكن أن تؤدي الإصابة بفرط نشاط أو قصور في نشاط الغدة الدرقية إلى زيادة خطر عدم انتظام ضربات القلب.

انقطاع النفس الانسدادي النومي

تسبب هذه الحالة توقف التنفس أثناء النوم، يمكن أن تؤدي إلى بطء ضربات القلب وعدم انتظامها، بما في ذلك الرجفان الأذيني.

اضطراب الكهارل في الجسم

تساعد المواد الموجودة في الدم المسماة بـ الكهارل – مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم – في تحفيز وإرسال نبضات كهربائية في القلب. 

يمكن أن يؤدي عدم التوازن في الكهارل، على سبيل المثال، إذا كانت منخفضة جدًا أو مرتفعة جدًا، إلى إعاقة إشارات القلب فينتج عنه عدم انتظام في ضربات القلب.

بعض الأدوية والمكملات الغذائية

بعض الأدوية الموصوفة وبعض أدوية السعال والبرد التي يتم شراؤها بدون وصفة طبية يمكن أن تسبب عدم انتظام ضربات القلب.

الإفراط في تناول الكحول

يمكن أن يؤثر شرب الكثير من الكحول على النبضات الكهربائية في قلبك ويمكن أن يزيد من فرصة الإصابة بالرجفان الأذيني.

الكافيين والنيكوتين أو تعاطي المخدرات بشكل غير قانوني

يمكن أن يتسبب الكافيين والنيكوتين والمنبهات الأخرى في تسريع ضربات القلب وقد تؤدي إلى الإصابة باضطرابات نظم القلب الأكثر خطورة. 

قد تؤثر العقاقير غير القانونية، مثل الأمفيتامينات والكوكايين، بشكل كبير على القلب وتسبب العديد من أنواع عدم انتظام ضربات القلب أو الموت المفاجئ بسبب الرجفان البطيني.

ما هي أعراض الإصابة باضطراب نبضات القلب

قد لا يسبب عدم انتظام ضربات القلب أي علامات أو أعراض أي يكون “صامتًا”، وقد يلاحظه الطبيب عن طريق قياس نبضك والاستماع إلى قلبك أو إجراء اختبارات تشخيصية لأي سبب صحي آخر.

وبشكلٍ عام، في حال حدوث الأعراض، من الممكن أن تشمل ما يلي:

  • الخفقان: الشعور كما لو أن قلبك قد تخطى نبضة أو أن قلبك “يهرب” أو يرفرف.
  • تسارع ضربات القلب.
  • بطء ضربات القلب. 
  • ألم في الصدر.
  • ضيق في التنفس.

وقد تشمل الأعراض الأخرى مايلي:

  • قلق.
  • الدوار أو الدوخة.
  • التعرق.
  • الإغماء.
  • الشعور بعدم الراحة في الصدر.
  • ضعف أو إرهاق (الشعور بالتعب الشديد).
  • ضعف عضلة القلب أو انخفاض الكسر القذفي.

ماهي مضاعفات اضطراب نبضات القلب؟

تعتمد المضاعفات على نوع اضطراب النظم القلبي. 

بشكلٍ عام، وفي حال عدم الخضوع للعلاج قد تشمل مضاعفات عدم انتظام ضربات القلب مشكلات خطيرة وهي:

  • مرض الزهايمر والخرف: قد تحدث هذه الاضطرابات المعرفية لأن دماغك لا يحصل على كمية كافية من الدم بمرور الوقت.
  • فشل القلب: يصبح قلبك غير قادر على ضح الدم كما ينبغي بسبب اضطرابات النظم القلبية المتكررة.
  • توقف القلب: قد يتسبب الرجفان البطيني (V-fib) في توقف قلبك.
  • السكتة الدماغية: يمكن أن يتجلط الدم الذي يبقى في الأذينين، وإذا تحررت الجلطة يمكن أن تنتقل من القلب إلى المخ، مسببة سكتة دماغية.

يمكن أن تقلل مميعات الدم من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المرتبطة بعدم انتظام ضربات القلب والرجفان الأذيني. سيحدد طبيبك ما إذا كانت الأدوية المميعة للدم مناسبة لك.

إذا تسبب عدم انتظام ضربات القلب في ظهور أعراض قصور القلب، فقد تساعد طرق التحكم في معدل ضربات القلب بتحسين وظائف القلب.

كيف يتم تشخيص اضطراب نبضات القلب؟

إذا كنت تعاني من أعراض عدم انتظام نبضات القلب، فيجب عليك تحديد موعد مع طبيب القلب. قد ترغب في رؤية اختصاصي في الفيزيولوجيا الكهربية (طبيب قلب تلقى تدريبًا إضافيًا متخصصًا في تشخيص اضطرابات نظم القلب وعلاجها).

بعد تقييم الأعراض وإجراء الفحص البدني، قد يقوم طبيب القلب بإجراء مجموعة متنوعة من الاختبارات التشخيصية للمساعدة في تأكيد وجود عدم انتظام في ضربات القلب والإشارة إلى أسبابه. 

تتضمن بعض الاختبارات التي يمكن إجراؤها لتأكيد وجود عدم اضطراب نظم قلبي ما يلي:

مخطط كهربية القلب (ECG أو EKG) 

صورة للنبضات الكهربائية التي تنتقل عبر عضلة القلب.

يتم تسجيل مخطط كهربية القلب على ورق الرسم البياني، من خلال استخدام أقطاب كهربائية (بقع صغيرة لزجة) متصلة بجلدك على الصدر والذراعين والساقين.

الشاشات المتنقلة

 مثل شاشة هولتر، وهو جهاز صغير يمكن ارتداؤه لتسجيل نظم القلب، ويُستخدم لتحديد مخاطر الإصابة باضطراب النظم القلبي أو اكتشافها.

اختبار الإجهاد 

اختبار يستخدم لتسجيل اضطرابات نظم القلب التي تبدأ أو تزداد سوءًا مع التمرين.

قد يكون هذا الاختبار مفيدًا أيضًا في تحديد ما إذا كان هناك مرض أساسي في القلب أو مرض الشريان التاجي مرتبط باضطراب نظم القلب.

مخطط صدى القلب 

نوع من الموجات فوق الصوتية يستخدم لتوفير رؤية جيدة للقلب لتحديد ما إذا كان هناك مرض في عضلة القلب أو في صماماته، الأمر الذي قد يتسبب في عدم انتظام ضربات القلب.

يمكن إجراء هذا الاختبار أثناء الراحة أو النشاط.

قسطرة القلب 

باستخدام مخدر موضعي، يتم إدخال قسطرة “أنبوب” (صغير، مجوف،مرن) في وعاء دموي وتوجيهه إلى القلب بمساعدة جهاز الأشعة السينية. 

يتم حقن صبغة التباين من خلال القسطرة حيث يمكن لأفلام الأشعة السينية التقاط الشرايين التاجية وغرف القلب وصماماته، يساعد هذا الاختبار طبيبك على تحديد ما إذا كان سبب عدم انتظام ضربات القلب هو مرض الشريان التاجي. كما يوفر الاختبار معلومات حول مدى جودة عمل عضلة القلب والصمامات.

دراسة الفيزيولوجيا الكهربية (EPS) 

قسطرة قلب خاصة تقوم بتقييم النظام الكهربائي لقلبك.

يتم إدخال القسطرات في قلبك لتسجيل النشاط الكهربائي، ويتم استخدام EPS للعثور على سبب الإيقاع غير الطبيعي لنبضات قلبك وتحديد أفضل علاج لك.

اختبار الطاولة المائلة (يُسمى أيضًا اختبار إمالة الرأس السلبي أو اختبار إمالة الرأس في وضع مستقيم) 

يسجل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب دقيقة بدقيقة بينما تميل الطاولة في وضعية (الرأس للأعلى) عند مستويات مختلفة. 

يمكن استخدام نتائج الاختبار لتقييم نظم القلب وضغط الدم وأحيانًا قياسات أخرى أثناء تغيير وضعك.

كيف يتم علاج عدم انتظام نبضات القلب؟

يعتمد العلاج على نوع وشدة اضطراب النظم القلبي، حيث تشمل خيارات العلاج الأدوية وتغيير نمط الحياة والعلاجات الغازية والأجهزة الكهربائية أو الجراحة، وفي بعض الأحيان، قد لا يلزم العلاج.

ما هي الأدوية التي تعالج اضطراب نبضات القلب ؟ 

تتوفر مجموعة متنوعة من الأدوية لعلاج عدم انتظام ضربات القلب. 

نظرًا لاختلاف كل شخص عن الآخر، فقد يتطلب الأمر تجربة العديد من الأدوية والجرعات للعثور على الدواء الأفضل بالنسبة لك. 

يتم استخدام عدة أنواع من الأدوية:

  • الأدوية المضادة لاضطراب النظم، هي الأدوية المستخدمة لتحويل اضطرابات النظم القلبية إلى إيقاع العقدة الجيبية الأذينية (الإيقاع طبيعي السليم) أو لمنع حدوث اضطرابات النظم.
  • أدوية التحكم في معدل ضربات القلب.
  • مضادات التخثر أو العلاج المضاد للصفيحات، مثل الوارفارين (مميع الدم) أو الأسبرين، حيث تقلل هذه الأدوية من خطر تكوّن الجلطات أو الإصابة بالسكتات الدماغية.
  • الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات ذات الصلة باضطرابات النظم والتي قد تسبب عدم انتظام ضربات القلب.

بعض الأمثلة عن الأدوية المستخدمة:

  • الأدينوزين (Adenocard).
  • الأتروبين.
  • حاصرات بيتا.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • الديجوكسين (ديجيتك، ديجوكس، لانوكسين).
  • حاصرات قنوات البوتاسيوم.
  • حاصرات قنوات الصوديوم.

كما يمكن تحسين حالة اضطراب النبض القلبي عن طريق التأثير على العصب المبهم، حيث تحفز هذه الأساليب جسمك على الاسترخاء، مما يساعد على التحكم في معدل ضربات القلب ويدعى ذلك بـ مناورة المبهم، وقد يخبرك طبيبك بما يلي:

  • السعال.
  •  حبس أنفاسك والضغط لأسفل (مناورة فالسالفا).
  •  الاستلقاء.
  •  وضع منشفة باردة ومبللة على وجهك.

ما هي العلاجات الغازية المستخدمة لعلاج اضطراب نبضات القلب ؟

تقويم نظم القلب الكهربائي والاستئصال بالقسطرة من العلاجات الغازية المستخدمة لعلاج أو القضاء على عدم انتظام ضربات القلب.

سيحدد طبيبك أفضل علاج لك ويناقش معك فوائد ومخاطر هذه العلاجات.

تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربائية

في الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب المستمر أو غير المنتظم (مثل الرجفان الأذيني)، قد لا يتحقق الإيقاع الطبيعي بالعلاج الدوائي وحده، وتحتاج إلى إجراء تقويم نظم القلب من قبل الطبيب في غرفة الإجراءات الخاصة وذلك بعد إعطاء التخدير قصير المفعول، يتم توصيل نبضة كهربائية من خلال جدار صدرك الذي يزامن القلب ويسمح بإعادة تشغيل الإيقاع الطبيعي.

الاستئصال القسطري القلبي 

أثناء الاستئصال بالقسطرة، يتم توصيل الطاقة الكهربائية عالية التردد من خلال قسطرة إلى منطقة صغيرة من الأنسجة داخل القلب تسبب اضطراب نظم القلب. هذه الطاقة “تفصل” مسار الإيقاع غير الطبيعي. يمكن استخدام الاستئصال لعلاج معظم حالات تسرع القلب الأذيني والرفرفة الأذينية وبعض حالات تسرع القلب الأذيني والبطيني. يمكن استخدامه أيضًا لفصل المسار الكهربائي بين الأذينين والبطينين، مما قد يكون مفيدًا للأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني. يمكن دمج الاستئصال مع إجراءات أخرى لتحقيق العلاج الأمثل.

عزل الوريد الرئوي

في الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني المتكرر أو الانتيابي أو المستمر، يعد عزل الأوردة الرئوية نوعًا من الاستئصال الذي يستهدف المناطق التي يُعتقد أنها تسبب الرجفان الأذيني. الهدف هو إنشاء حلقات نادبة تعزل البؤر المسؤولة عن إحداث الرجفان الأذيني.

ما هي طرق الوقاية من اضطراب نبضات القلب؟

قد تساعد التغييرات في نمط الحياة في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب وبالتالي منع اضطراب نظم القلب. يشمل أسلوب الحياة الصحي للقلب ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي للقلب.
  • البقاء نشطًا بدنيًا.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • تجنب التدخين.
  • الحد من الكافيين والكحول أو تجنبهما.
  • الحد من التوتر، حيث يمكن أن يسبب التوتر الشديد والغضب مشاكل في نظم القلب.
  • استخدام الأدوية حسب التوجيهات وإخبار طبيبك بجميع الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الأدوية التي اشتريتها بدون وصفة طبية.

ما هي أهم النصائح والتوجيهات الطبية في حال تعرضك أو من حولك لاضطرابات النظم؟

إذا شعرت أن قلبك ينبض بسرعة كبيرة أو ببطء شديد، أو أنه يتخطى النبض، فحدد موعدًا لرؤية الطبيب، أما إذا كنت تعاني من ضيق في التنفس، وضعف، دوخة، دوار، إغماء أو شبه إغماء، وألم في الصدر أو انزعاج، اطلب المساعدة الطبية فورًا.

يمكن أن يتسبب نوع من عدم انتظام ضربات القلب يسمى الرجفان البطيني في حدوث انخفاض كبير في ضغط الدم، ومن الممكن أن يحدث الانهيار في غضون ثوانٍ وسرعان ما يتوقف تنفس الشخص ونبضه. إذا حدث ذلك، فاتبع الخطوات التالية فورًا:

  • اتصل برقم الطوارئ في منطقتك.
  • إذا كنت تعرف أنت أو أي شخص قريب منك عملية الإنعاش القلبي الرئوي، فابدأ في الإنعاش القلبي الرئوي. يمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على تدفق الدم إلى الأعضاء إلى أن تتوفر إمكانية إعطاء صدمة كهربائية (إزالة الرجفان).
  • إذا لم يكن هناك أي شخص مدرب بالقرب منك على الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، فقم بتوفير الإنعاش القلبي الرئوي باستخدام اليدين فقط دون الحاجة للتنفس الاصطناعي، فقط ادفع بقوة وبسرعة على منتصف الصدر بمعدل 100 إلى 120 ضغطة في الدقيقة حتى وصول المسعفين.
  • في حالة توفر مزيل الرجفان الخارجي الآلي (AED) في مكان قريب، اطلب من شخص ما الحصول على الجهاز واتبع التعليمات.

جهاز AED هو جهاز إزالة الرجفان المحمول الذي يمكن أن يولد صدمة قد تؤدي إلى إعادة تشغيل ضربات القلب. لا يوجد تدريب مطلوب. سيخبرك جهاز AED بما يجب القيام به حيث أنّه مبرمج للسماح بصدمة فقط عندما يكون ذلك مناسبًا.

نهايةً عزيزي القارئ، إذا شعرت بحدوث شيء غير عادي في ضربات قلبك، احصل على الاستشارة والمساعدة الطبية على الفور كي لا تعرض نفسك للخطر ولمضاعفات الأمراض القلبية الخطيرة ويتمكن الأطباء من معرفة سبب حدوثه وما عليك فعله حيال ذلك.

المراجع

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 9 =