استئصال الغدة الدرقية علاجًا فعالًا لسرطانات الدرق!

تعد جراحة استئصال الغدة الدرقية أحد أكثر أنواع الجراحات شيوعًا واستخدامًا في الطب الحديث، حيث تتم هذه الجراحة عادةً من خلال استئصال الغدة بشكل كامل أو جزئي، وذلك بهدف معالجة الاضطرابات الغديّة مثل السلعة الدرقية، العقدة الدرقية، بالإضافة إلى السرطانات التي تصيب الغدة الدرقية.

متى نلجأ لجراحة الدرق؟ 

تعد جراحة الدرق خيارًا علاجيًا جيدًا في الحالات التالية:

  • سرطان الغدة الدرقية: يعد أكثر الأسباب شيوعًا لاستئصال الغدة، ففي حال تأكيد تشخيص السرطان فإن الجراحة هي الخيار الأول للعلاج.
  • السلعة الدرقية (ضخامة في الغدة الدرقية): تستطب الجراحة في هذه الحالة عندما تسبّب السلعة الدرقية للمريض أعراضًا مزعجة كصعوبة في البلع أو التنفس.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية: في هذه الحالة تفرز الغدة كميات كبيرة من الهرمونات الدرقية وبالتالي قد يعاني المريض من أعراضٍ كثيرة، فتكون الجراحة خيارًا جيدًا في حال عدم استفادة المريض على الأدوية الدرقية الفموية، أو في حال وجود مضاد استطباب لاستخدام اليود المشع. 
  • العقيدات الدرقية المشتبه بها: في معظم الحالات تكون العقد الدرقية سليمة، ولكن عند الشك بخباثتها فيجب استئصالها جراحيًا.

مضادات استطباب جراحة الغدة الدرقية

في هذه الحالات لا يمكن إجراء الجراحة، نذكر منها:

  • في حال المريض لا يتحمل التخدير العام.
  • في حال كان المريض يعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية مع وجود أعراض صريحة.
  • في حال وجود نقائل ورمية للعقدة اللمفاوية.
  • في حال وجود خراجات في الفم.
  • التدخين ويعتبر مضاد استطباب نسبي، أي عند إيقافه يمكن للمريض إجراء الجراحة. 

ما هي أنواع استئصال الغدة الدرقية؟

يوجد ثلاث أنواع رئيسية من لاستئصال الغدة الدرقية هما:

  • الاستئصال التام: ويقصد به استئصال كامل للغدة الدرقية.
  • الاستئصال شبه التام: استئصال معظم الغدة مع إبقاء جزء صغير منها.
  • والاستئصال الجزئي: يُقصد بالاستئصال الجزئي إما إزالة فص واحد من فصوص الغدة الدرقية مع إبقاء القسم الأخر، أو إزالة البرزخ الذي يفصل بين الفصين. 
فيديو يوضح عملية جراحية لاستئصال جزئي لأحد فصوص الغدة الدرقية

الأمور الواجب فعلها قبل العمل الجراحي

قبل العمل الجراحي بعدة أسابيع يطلب الطبيب من المريض القيام بعدة صورة شعاعية للعنق كالطبقي المحوري والتصوير بالأمواج فوق الصوتية، كما ويطلب منه القيام بالفحوصات الدموية كتعداد كريات الدم وصيغتها، بالإضافة إلى معايرة الهرمونات الدرقية، والذي يعتبر من أهم الفحوص. 

قبل أسبوع من الجراحة، يحدد الطبيب الأدوية التي يجب على المريض إيقافها.

صورة لطبيبة تقوم بإجراء تصوير للغدة الدرقية بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).

ما أهمية معايرة الهرمونات الدرقية قبل العمل الجراحي؟

تتم المعايرة لمعرفة ما إذا كان هنالك خلل في الهرمونات الدرقية، حيث لا يمكن إجراء العمل الجراحي مع مستويات مرتفعة من الهرمونات الدرقية وذلك خوفًا من حدوث اختلاطٍ خطيرٍ وهو العاصفة الدرقية.

العمل الجراحي

  1. تتم العملية في المشفى، حيث يتم وضع المريض في غرفة العمليات ووضع أجهزة خاصة له لمراقبة ضربات القلب والضغط الشرياني ومستوى الأكسجين في الدم، كما ويتم وضع قسطرة وريدية لتزويد الجسم بالسوائل والأدوية اللازمة.
  2. تتم العملية تحت تأثير التخدير العام، حيث يقوم طبيب التخدير بحقن الدواء ضمن القسطرة الوريدية، وذلك من أجل الوصول إلى حالة فقد الوعي. 
  3. عند التأكد من حالة فقد الوعي للمريض، يبدأ الطبيب بالعمل الجراحي لاستئصال الغدة الدرقية.

يوجد ثلاث طرق رئيسية لاستئصال الغدة الدرقية:

استئصال الغدة بالطريقة التقليدية

يتم هذا الإجراء من خلال إحداث شق جراحي في منتصف الرقبة للوصول مباشرةً للغدة الدرقية واستئصالها.

استئصال كامل للغدة الدرقية بالجراحة.

استئصال الغدة عن طريق الفم

يتم هذا الإجراء من خلال إحداث شق داخل الفم للوصول إلى الغدة الدرقية واستئصالها.

استئصال الغدة الدرقية عن طريق الفم

استئصال الغدة عن طريق التنظير الداخلي

يتم بهذا الإجراء إحداث شقوق صغيرة جدًا في منتصف الرقبة، يتم بعدها إدخال الأدوات الجراحية، بالإضافة لكميرة فيديو صغيرة لتوجيه الجرّاح من خلال هذه الشقوق.

استئصال الغدة الدرقية بطريقة التنظير

تتطلب عملية الاستئصال الدقة والحذر وذلك حصرًا على سلامة الأعصاب المهمة المحيطة بالغدة الدرقية، ولذلك فإن إتمام هذا الإجراء يحتاج إلى ساعتين أو أكثر من الوقت.

بعد العمل الجراحي

بعد العملية يتم نقل المريض إلى غرفة خاصة تدعى (بغرفة الإنعاش) كي يستعيد وعيه، كما يتم في هذه الغرفة مراقبة العلامات الحيوية وإعطاء مسكنات الألم، ومراقبة جرح المريض الناتج عن العمل الجراحي.

في بعض الحالات يعود المرضى إلى بيتوهم في نفس يوم انتهاء العملية وذلك بعد التأكد من استقرار حالتهم الصحية، والبعض الأخر يبقى في المشفى ليوم كامل بعد انتهاء العملية، يتم تحديد ذلك من قبل الطبيب المسؤول، ونوع العمل الجراحي.

ما هي الأعراض التي يشعر بها المريض بعد انتهاء العمل الجراحي؟

قد يشعر المريض بعد العمل الجراحي بألم في العنق، وبحة في الصوت، وتعتبر هذه الأعراض طبيعية ولا تدوم طويلًا. 

هل يجب إعطاء الهرمون الدرقي الصنعي في جميع حالات الاستئصال؟

لا، ففي حالة الاستئصال الجزئي لا يحتاج المريض إلى أخذ الهرمون الصنعي لأنه بهذا النوع من الاستئصال يتم إبقاء جزء من الغدة وبالتالي هذا الجزء يقوم بإفراز الهرمون الدرقي طبيعيًا.

أما بالاستئصال التام فلا بد من أخذ الهرمون الدرقي الصنعي لأنه لا يوجد أي نسيج قادر على صنع الهرمون الطبيعي. 

الاختلاطات الناجمة عن العمل الجراحي

وتعني المخاطر التي قد يعاني منها المريض أثناء أو بعد العمل الجراحي، نذكر منها:

  • تغيرات في الصوت (بحة الصوت).
  • التهاب حلق.
  • النزيف وتشكل الخثرات الدموية.
  • تشكل الالتصاقات والندبات التي قد تتطلب عمل جراحي ثانوي.
  • إصابة المريء أو القصبة الهوائية.
  • قصور الغدة الدرقية.

الأسئلة الشائعة

متى يمكنني العودة لممارسة النشاطات الطبيعية بعد الجراحة؟

يمكن العودة للنشاطات الطبيعية الاعتيادية بعد الجراحة بفترة قصيرة، ولكن يجب الانتظار فترة أسبوعين للعودة للنشاطات الشاقة مثل رفع الأثقال.

كم تحتاج الندبة المتشكلة نتيجة الشق الجراحي من الوقت لتختفي؟

تستغرق الندبة الناتجة عن الجراحة حوالي السنة حتى تُشفى، وينصح الأطباء بوضع واقي شمسي للتخفيف من أثرها.

المراجع

د. روان عرب حمو
د. روان عرب حمو

روان عرب حمو، طالبة طب بشري في جامعة الشام الخاصة السنة الخامسة، أهدف إلى تقديم محتوى هادف وبسيط يتناسب مع جميع القراء.

المقالات: 29

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − أربعة =