فهرس المحتوى
ارتفاع ضغط الدم High Blood Pressure (HBP) أو ما يطلق عليه “القاتل الصامت” هو من الأمراض الشائعة فهو يصيب ما يقارب 86 مليون بالغ في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو حالة خطيرة في حال إهماله وعدم معالجته إذ أنه عامل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية، فشل القلب، أمراض الكلى وغيرها من المشاكل الأخرى.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
ضغط الدم هو قياس للقوة التي يطبقها الدم على جدران الأوعية الدموية أثناء مروره فيها، وفي حال ازدياد مقدار القوة المطبقة على جدران الأوعية عن المقدار الطبيعي يكون المريض أمام مشكلة ارتفاع ضغط الدم أو ما يعرف طبيًا بـ “فرط الضغط الشرياني”.
كما يتأثر ضغط الدم بمقاومة الأوعية الدموية لمرور الدم فيها، حيث إن الأوعية الدموية المتضيقة تسبب مزيدًا من المقاومة لجريان الدم مما يتسبب برفع ضغط الدم.
هناك مُركَبتان لقياس ضغط الدم هما:
- الضغط الانقباضي: وهو قياس لقيمة الضغط المطبقة على جدران الأوعية الدموية عند تقلص القلب، وهي الرقم العلوي عند قراءة قيمة الضغط.
- الضغط الانبساطي: وهو قياس لقيمة الضغط المطبقة على جدران الأوعية الدموية بين النبضات عندما يكون القلب مسترخيًا، وهي الرقم السفلي عند قراءة قيمة الضغط.
ويتم تصنيف ارتفاع ضغط الدم تبعًا للمركبتين السابقتين إلى:
- ضغط طبيعي: عندما يكون ضغط الدم أقل من 130/80 ميليمتر زئبقي.
- مرحلة أولى من ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط دم خفيف): عندما يكون ضغط الدم الانقباضي ما بين 130-139 ميليمتر زئبقي أو الانبساطي ما بين 80-89 ميليمتر زئبقي.
- مرحلة ثانية من ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط دم متوسط): عندما يكون ضغط الدم أكبر أو يساوي 140/90 ميليمتر زئبقي.
- أزمة ارتفاع ضغط الدم (حالة إسعافية): عندما يكون ضغط الدم أكبر أو يساوي 180/120 ميليمتر زئبقي.
ما هي أنواعه؟
لارتفاع ضغط الدم نوعين هما:
ارتفاع ضغط الدم الأولي Primary High Blood Pressure
يتطور في هذا النوع ارتفاع ضغط الدم نتيجةً لأسباب بيئية أو وراثية، وهو يشمل 90 – 95 % من حالات ارتفاع الضغط.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي Secondary High Blood Pressure
يكون ارتفاع ضغط الدم في هذا النوع ناتجًا عن مرض عضوي آخر مثل أمراض الكلى، أمرض الأوعية الدموية والغدد الصم.
ما هي أعراضه؟
قد لا يعاني المصاب بارتفاع ضغط الدم من أي أعراض رغم تطور المرض وهذا سبب تسميته بالقاتل الصامت، حيث قد يستغرق الأمر سنوات لتصل الحالة إلى مستويات شديدة بما يكفي لظهور الأعراض والتي منها:
- صداع.
- ضيق في التنفس.
- نزف من الأنف.
- عدم انتظام دقات القلب.
- تشوش في الرؤية.
- طنين في الأذنين.
- ألم في الصدر.
- تعب وإرهاق.
- غثيان وإقياء.
ما هي أسبابه؟
من الأسباب التي قد تؤدي لارتفاع ضغط الدم ما يلي:
- أسباب جينية.
- أسباب بيئية.
- أمراض الكلى.
- عيوب القلب الخلقية.
- عيوب خلقية في الأوعية الدموية.
- مشاكل الغدة الدرقية.
- تناول بعض الأدوية.
- تعاطي المخدرات كالكوكائين.
- الاستهلاك المزمن للكحول.
- مشاكل الغدة الكظرية.
- بعض أورام الغدد الصماء.
ما هي عوامل خطر الإصابة به؟
هناك العديد من الأمور التي قد تؤهب حدوث ارتفاع في ضغط الدم منها:
- العمر: حيث تزداد خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدّم في العمر.
- العرق: يلاحظ ازدياد خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم على نحو خاص عند ذي الأصول الأفريقية.
- القصة العائلية (وجود أشخاص من العائلة مصابون بارتفاع ضغط الدم).
- بعض الأمراض المزمنة كالسكري.
- زيادة الوزن.
- الخمول وقلة النشاط الجسدي.
- التدخين.
- تناول غذاء غني بالصوديوم.
- الإفراط في شرب الكحول.
- التوتر.
- الحمل.
ما هي مضاعفاته؟
في حال إهمال ارتفاع ضغط الدم وعدم معالجته قد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة منها:
- السكتة الدماغية.
- نوبة قلبية.
- أمراض الأوعية الدموية الطرفية.
- فشل كلوي.
- مضاعفات أثناء الحمل.
- تلف العين.
- الخرف الوعائي.
ما هي الطرق المتبعة لتشخيصه؟
إن تشخيص ارتفاع ضغط الدم يتم اعتمادًا على إجراء بسيط وهو قياس ضغط الدم باستخدام مقياس الضغط، وهو إجراء روتيني يتم القيام به لغالبية المرضى على اختلاف شكايتهم.
طريقة قياس ضغط الدم
- يتم قياس ضغط الدم عن طريق لف كم جهاز قياس ضغط الدم حول الجزء العلوي من الذراع بحيث يكون الجزء السفلي من الكم أعلى المرفق مباشرةً.
- ثم في حال كان الجهاز يدويًا يقوم الطبيب بوضع سماعة طبية فوق الشريان العضدي والذي هو الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الذراع.
- يقوم الطبيب بنفخ الكم باستخدام مضخةٍ يدويةٍ مما يتسبب بضغط الكم على الشريان مانعًا الدم من العبور عبره.
- ثم يقوم الطبيب بفتح صمام المضخة اليدوية لتحرير الهواء ببطء منها واستعادة تدفق الدم، مع الاستماع إلى تدفق الدم والنبض وتسجيل ضغط الدم.
أما في حال استخدام جهاز قياس ضغط الدم الآلي فلن تكون هناك حاجة إلى سماعة الطبيب إذ يكفي وضع الكم ثم يتكفل الجهاز بباقي الخطوات.
عند ملاحظة ارتفاع في ضغط الدم يقوم الطبيب بطلب تكرار القياس لعدة مرات في فترات مختلفة لتأكيد التشخيص.
كما قد يقوم الطبيب بطلب مجموعة من الفحوصات الأخرى لمعرفة السبب المؤدي لحدوث ارتفاع في ضغط الدم كـ:
- تحاليل الدم.
- تحاليل البول.
- تخطيط كهربائية القلب.
- تخطيط صدى القلب.
كيف يتم علاجه؟
في ارتفاع ضغط الدم الأولي قد يساعد التغيير في نمط حياة المريض في خفض ضغط الدم في بعض الحالات، وفي حال عدم كفايتها يتم اللجوء لوصف بعض الأدوية، أما في ارتفاع ضغط الدم الثانوي وعند معرفة السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم فحينها غالبًا ما يركز العلاج على علاج هذه الأسباب.
تغييرات نمط الحياة
تشمل التغييرات في نمط الحياة ما يلي:
- اتباع نظام غذائي مفيد للقلب وتناول أطعمة صحية قليلة الملح والدهون.
- الحفاظ على الوزن في الحدود الصحية.
- الإقلاع عن التدخين.
- الامتناع عن تناول الكحول.
- ممارسة الرياضة.
- إدارة الغضب والتوتر.
الأدوية
هناك أربع فئات دوائية خافضة للضغط تعتبر الخط الأول في العلاج فهي الأكثر فعاليةً وشيوعًا، كما قد يقوم الطبيب بإعطاء المريض دواءً واحدًا أو مزيجًا من الأدوية للتحكم بشكل أفضل بضغط الدم، ومن هذه الأدوية:
مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين Angiotensin-Converting Enzyme Inhibitors (ACEIs)
هو العلاج المفضل عند مرضى ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى المزمنة، تمنع هذه الأدوية إنتاج هرمون الأنجيوتنسين || والذي يستخدمه الجسم للتحكم في ضغط الدم.
من أمثلة هذه الأدوية:
- كابتوبريل Captopril.
- ليزينوبريل Lisinopril.
- كوينابريل Quinapril.
حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين Angiotensin Receptor Blockers (Arbs)
تستخدم عند المرضى غير القادرين على تحمل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، حيث تتنافس هذه الأدوية مع أنجيوتنسين || مانعةً إياه من الارتباط بالمستقبلات.
من أمثلة هذه الأدوية:
- فاسارتان Valsartan.
- ابروساتان Eprosartan.
حاصرات قنوات الكالسيوم Calcium Channel Blockers
تستخدم أدوية هذه الفئة عند المرضى ذوي العرق الأسود وكبار السن، تعمل على منع الكالسيوم من دخول خلايا عضلات القلب والأوعية الدموية مما يسمح باسترخاء هذه الأوعية.
من هذه الأدوية:
- نيفيديبين Nifedipine.
- ديلتيازيم Diltiazem.
- فيراباميل Verapamil.
مدرات البول Diuretics
تمنع مدرات البول إعادة امتصاص الصوديوم من الأنابيب الكلوية البعيدة طاردةً بذلك الصوديوم من الجسم والذي يصحبه كمية من السوائل مما يقلل من كمية سوائل الجسم.
من أمثلة هذه الأدوية:
- هيدروكلوروثيازيد Hydrochlorothiazide.
- كلورتاليدون Chlorthalidone.
- ميتولازون Metolazone.
- انداباميد Indapamide.
كما قد يتم اللجوء لاستخدام أدوية أخرى مثل حاصرات بيتا، حاصرات مستقبلات ألفا، مضادات الألدستيرون، مثبطات الرينين وموسعات الأوعية.
ما هي سُبل الوقاية منه؟
من الممكن التقليل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم عن طريق:
- تناول طعام صحي فمن المهم إضافة الفواكه والخضراوات والحبوب إلى الغذاء مع تقليل كمية الصوديوم (الملح) والدهون.
- الحفاظ على وزن صحي فزيادة الوزن تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم.
- الحفاظ على النشاط بممارسة التمارين الرياضية.
- الابتعاد عن التدخين والكحول.
المراجع
- High Blood Pressure (Hypertension) | Cleveland Clinic
- High Blood Pressure (Hypertension) | MayoClinic
- Hypertension | Medscape
- Hypertension | World Health Organization (WHO)
- Everything You Need to Know About High Blood Pressure (Hypertension) | Healthline
- Blood Pressure Test | MayoClinic