أم الدم الأبهرية آفّة مهددة للحياة!

أم الدم الأبهرية Aortic Aneurysm هي تمدد وانتفاخ في جدار الشريان الأبهري والذي يعتبر أحد الأوعية الدموية الرئيسية في الجسم حيث يقوم القلب بضخ الدم عبره إلى مختلف أنحاء الجسم، كما يجب الإشارة إلى أن أم الدم الأبهرية حالة خطيرة إذ أنه في حالة تمزقها أو انفجارها قد تسبب نزيفًا داخليًا مهددًا للحياة أو تؤثر على تدفّق الدم إلى مختلف أعضاء الجسم.

ما هي أم الدم الأبهرية وما هي أنوعها؟

الشريان الأبهر هو أحد أكبر الأوعية الموجودة في الجسم، والذي يقوم بنقل الدم من القلب إلى مختلف أنحاء الجسم.

ينشأ من البطين الأيسر للقلب مشكلًا الأبهر الصاعد ثم يتقوس للخلف وينزل على طول المنصف الخلفي مشكلًا قوس الأبهر والأبهر الصدري النازل وتشكل الأقسام السابقة مجتمعةً القسم الصدري من الأبهر أما عند تجاوزه للحجاب الحاجز يصبح اسمه الأبهر البطني.

تحدث أم الدم الأبهرية عند وجود ضعف في جدار الشريان الأبهري، إذ يؤدي ضغط الدم المطبّق على جدران الشريان الأبهري إلى حدوث انتفاخ يشبه البالون في المنطقة الضعيفة من الجدار نتيجةً لتمددها.

تقسم أم الدم الأبهرية تبعًا للجزء الذي تصيبه إلى نوعين هما:

أم دم أبهرية صدرية (Thoracic Aortic Aneurysm (TAA

تحدث في الجزء الصدري من الشريان الأبهر، ويقسم بدوره إلى:

  • أم دم الأبهر الصاعد Ascending aortic aneurysms.
  • أم دم قوس الأبهر Aortic arch aneurysms.
  • أم دم الأبهر الصدري النازل Descending thoracic aneurysms.

أم دم أبهرية بطنية (Abdominal Aortic Aneurysm (AAA

تحدث في الجزء البطني من الأبهر، ونلاحظ أن معظم أمّهات الدم الأبهرية تكون على حساب هذا الجزء.

ما هي أعراضها؟

لا تسبب أم الدم الأبهرية في الغالب أي أعراض إلّا في حال تمزّقها، فتظهر الأعراض فجأةً والتي تشمل:

  • تسرّع في ضربات القلب (تسارع النظم القلبية).
  • دوخة ودوار.
  • ألم مفاجئ وشديد في الصدر والبطن.
  • آلام ظهر.
  • انخفاض كبير في ضغط الدم.
  • خدر في الأطراف.

وعندها تكون الحالة إسعافية ويجب طلب المساعدة الطبية بشكل عاجل.

كما قد نلاحظ في بعض الحالات أعراضًا أثناء تطور تمدد الوعاء أي تطوّر تشكل أم الدم الأبهرية، ومنها:

  • ضيق في التنفس.
  • ألم في مكان تطوّر أم الدم الأبهرية.
  • عسرة بلع (صعوية أو ألم في البلع).
  • الشعور بالشبع حتى بعد تناول وجبة صغيرة.
  • تورّم في الذراعين والوجه والرقبة.

ما هي أسبابها؟

على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق لأم الدم الأبهرية إلا أن بعض العوامل قد تساهم في هذه الحالة ومنها:

تصلّب الشرايين Atheroslersis

قد يؤدي مرض تصلب الشرايين لتطور أم دم أبهرية، حيث تتراكم بعض المواد في الشرايين مؤديةً إلى دفع القلب لضخ الدم بقوة أكبر من اللازم لدفع الدم إلى ما بعد مكان وجود التراكمات فينتج عن ذلك الضغط الزائد تلف في الشرايين.

ارتفاع ضغط الدم Hypertension

إن ضغط الدم هو القوة التي يطبقها الدم على الأوعية الدموية أثناء مروره فيها، وفي حال ازدياد هذه القوة عن المعتاد فقد تتسبب بحدوث تضخم وضعف في هذه الأوعية.

اضطرابات وراثية Genetic Disorders

قد تسبب بعض المشاكل الموروثة تطوّر أم دم أبهرية وخاصةً في حال تأثير هذه المشاكل على النسج الضامة، ومن أمثلة هذه الاضطرابات:

  • متلازمة مارفان Marfan syndrome.
  • متلازمة إهلرز دانلوس Ehlers-Danlos syndrome.

ما هي عوامل خطر الإصابة بها؟

تزيد الأمراض والسلوكيات غير الصحية التي تضرّ بالقلب والأوعية الدموية من فرصة الإصابة بأم الدم الأبهرية، ومن هذه العوامل ما يلي:

  • التدخين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • وجود قصة عائلية، أي إصابة أحد أفراد العائلة بأم دم.
  • الجنس: غالبًا ما تصيب الذكور أكثر من الإناث.
  • العمر: تزداد فرص تطور أم الدم الأبهرية مع التقدم بالعمر خصيصًا عند المسنين الأكبر من 65 عامًا. 
  • البدانة.
  • الحمل.

كيف يتم تشخيصها؟

يتمّ الكشف عنها غالبًا أثناء القيام بالفحوصات، ففي حال كنت معرضًا لتطور أم دم أبهرية قد يقوم الطبيب بإجراء تصوير للبحث عن أم الدم الأبهرية، ومن الإجراءات التصويرية التي تساعد في الكشف عن أم الدم الأبهرية ما يلي:

  • الأشعة المقطعية CT scan.
  • الموجات فوق الصوتية Ultrasound.
  • التصوير المقطعي المحوسب CT Angiography.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI Angiography.
  • تصوير الأوعية الدموية Angiogram.

كيف يتم علاجها؟

يهدف العلاج إلى منع أم الدم الأبهرية من النمو بشكل كبير وذلك لتجنّب تمزّق الشريان أو انفجاره، فالعلاجين الرئيسيين المتّبعين لعلاج أم الدم الأبهرية هما الأدوية والجراحة. 

الأدوية

إن الهدف الرئيسي للعلاج الدوائي هو تقليل عوامل الخطر ومنع حدوث المضاعفات، لذلك تستخدم الأدوية التالية:

الأدوية الخافضة لضغط الدم Antihypertensives

تستخدم هذه الأدوية لتقليل ضغط الدم المطبّق على جدران الشريان الأبهر ومنها:

  • حاصرات بيتا: إسمولول Esmolol، بروبرانولول Propranolol، ميتوبرولول Metoprolol.
  • موسعات الأوعية: نتروبروسيد Nitroprusside.
  • حاصرات قنوات الصوديوم.

المسكّنات Analgesics

من المهم السيطرة على ألم المريض إذ قد يتسبب الألم بتفاقم تسرّع القلب وارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأدوية:

  • المورفين Morphine.
  • سيترات الفينتانيل Fentanyl citrate.

الجراحة

يتم اللجوء للتداخل الجراحي في حالات أم الدم الأبهرية الكبيرة والمعرّضة لخطر التمزق والانفجار، ومن الإجراءات الجراحية المتّبَعة ما يلي:

إصلاح أم الدم الأبهرية المفتوح Open Aneurysm Repair

يقوم الطبيب بعمل شقّ جراحي لكشف أم الدم الأبهرية واستخدام طعم لإصلاح التمدد الحاصل في الوعاء الدموي.

كما يستخدم هذا الإجراء في حال تمزق أم الدم الأبهرية.

إصلاح أم الدم الأبهرية من داخل الوعاء Endovascular Aneurysm Repair (EVAR)

هو إجراء طفيف التوغل إذ يتم دون الحاجة لإجراء شق جراحي كبير وإنما يتم القيام بشق صغير واستخدام القسطرة لإدخال الطعم أو الدعامة إلى مكان التمدد الحاصل في الوعاء لتقويته وإصلاحه.

ما هي سبل الوقاية منها؟

تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بأم الدم الأبهرية، لذلك قد يساعد معالجة والتقليل من عوامل الخطر في الوقاية من أم الدم الأبهرية ومن هذه الطرق:

  • اتّباع نظام غذائي صحي للقلب والأوعية الدموية كتناول الفواكه والخضراوات والحبوب والتخفيف من الأغذية الغنية بالكوليسترول.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الابتعاد عن التدخين.
  • الحفاظ على وزن صحي.

المراجع

د. ريم الشطة
د. ريم الشطة

ريم الشطة، طالبة في كلية الطب البشري جامعة دمشق ومتطوعة في قسم السوشيال ميديا لفريق الكريات الحمراء ومهتمة بكل ما هو جديد وله علاقة بالطب.

المقالات: 46

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 4 =