فهرس المحتوى
الصمام الأبهري هو البوابة الرئيسية ما بين القلب وأنحاء الجسم، حيث ينظم هذا الصمام مرور الدم المحمل بالأكسجين باتجاه واحد من القلب إلى الشريان الأبهري، وأي مشكلة أو اضطراب على مستوى هذا الصمام ستتسبب بحدوث أمراض الصمام الأبهري.
نبذة عامة عن الصمام الأبهري
تشريح الصمام الأبهري
الصمام الأبهري هو صمام هلالي ذو شكلٍ نصف دائري مكون من ثلاث وريقات (ثلاثي الشرف)، يتوضع في الحجرة اليسرى من القلب إذ يفصل ما بين البطين الأيسر والأبهر الذي يعطي فروعًا تقوم بتغذية جميع أعضاء الجسم.
يشمل الصمام الأبهري أيضًا ما يلي:
- حلقة أبهرية تصل ما بين وريقات الصمام الأبهري وجذر (بداية) الأبهر.
- الصوار وهو بنية ليفية تقوم بتعليق وريقات الصمام.
- جيوب فالسالفا والتي تضمن عدم انسداد فتحات الشرايين التاجية المغذية للقلب عندما تكون وريقات الصمام الأبهري مفتوحة (أي عند الانقباض).
- الموصل الجيبي الأنبوبي.
آلية عمل الصمام الأبهري في الحالة الطبيعية
يرتبط عمل الصمام الأبهري بفارق الضغط على جانبيه، ففي الحالة الطبيعية عندما يكون الضغط في البطين الأيسر أكبر من الضغط في الشريان التاجي تنفتح وريقات الصمام سامحة للدم بالخروج من البطين باتجاه الأبهر وهذا ما يحدث في حالة الانقباض.
أما عندما ينخفض الضغط في البطين الأيسر مقارنةً بالشريان الأبهر تنغلق هذه الوريقات مانعةً الدم من الرجوع إلى البطين وبذلك يقوم الصمام بوظيفته المتمثلة بالسماح للدم بالمرور باتجاه واحد.
أمراض الصمام الأبهري
تقسم أمراض الصمام الأبهري إلى مرضين أساسين هما:
تضيّق الصمام الأبهري Aortic Stenosis
تتضيّق في هذه الحالة فتحة الصمام الأبهري نتيجةً لتيبس وقساوة وريقات الصمام، مما يحد من تدفق الدم من البطينين والأذينين إلى الشريان الأبهر.
قلس الصمام الأبهري Aortic Regurgitation
في هذه الحالة يسمح الصمام الأبهري بتسرب الدم من الشريان الأبهر للبطين الأيسر، أي يتحرك الدم بعكس اتجاهه الطبيعي مما يقلل من تدفق الدم إلى الأمام وذلك نتيجةً لعدم انغلاق الصمام بشكل جيد.
أسباب أمراض الصمام الأبهري
يمكن تقسيم الأسباب التي تؤدي للإصابة بأمراض الصمام الأبهري وفقًا للمرض الذي تسببه إلى:
أسباب تضيّق الصمام الأبهري
إنّ الأسباب الشائعة لتضيّق الصمام الأبهري هي:
عيوب خلقية في القلب
نلاحظها عندما يكون الصمام الأبهري عند الشخص مكون من وريقتين عوضًا عن ثلاث وريقات، وتعتبر من المشاكل القلبية الشائعة إذ يولد 1 – 2 % من الأشخاص بصمام ثنائي الشرف، كما قد نلاحظ في حالات أخرى وجود وريقة واحدة فقط أو وجود أربع وريقات، ولكنها تعتبر حالات نادرة.
قد لا يعرف الشخص أنه يعاني من هذا العيب الخلقي حتى يصبح بالغًا ويبدأ ظهور الأعراض.
تكلس صمام القلب
مع مرور الوقت يمكن أن تبدأ رواسب صغيرة من الكالسيوم في الترسب والتراكم على وريقات الصمام، فالكالسيوم هو أحد المعادن الموجودة في الدم، كما قد تسبب هذه الرواسب عند بعض الأشخاص تصلّب في وريقات الصمام الأبهري مسببةً صعوبة في فتح الصمام بشكل كامل.
الحمى الروماتيزمية
يمكن أن تسبب العدوى ببعض أنواع البكتيريا الإصابة بالحمى الروماتيزمية التي تؤدي إلى تندب في نسيج الصمام الأبهري مما يسمح بتجمع رواسب الكالسيوم التي تؤدي بدورها إلى تضيّق الصمام.
أسباب قلس الصمام الأبهري
من الأسباب الشائعة التي تؤدي لحدوث قلس في الصمام الأبهري (أي تسبب قصورًا في الصمام الأبهري) ما يلي:
- تلف الصمام الأبهري.
- توسع الأبهر.
- حدوث التهابات.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الصدمة.
- عيوب خلقية في القلب.
عوامل خطر الإصابة بأمراض الصمام الأبهري
من الأمور التي قد تزيد من فرصة إصابتك بأمراض الصمام الأبهري ما يلي:
- التقدم في العمر.
- إصابات متكررة من الالتهابات والتي كان لها تأثير على القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- داء السكري.
- أمراض الكلى المزمنة.
- التعرض لعلاج إشعاعي في منطقة قريبة من القلب.
أعراض أمراض الصمام الأبهري
قد لا يُبدي الأشخاص المصابين بأمراض الصمام الأبهري أعراضًا لفترة طويلة من الزمن ولكن قد تظهر عند بعض الأشخاص بعض الأعراض والعلامات نذكر منها:
- نفخة قلبية (صوت أزيز صادر من القلب).
- ألم أو ضيق في الصدر.
- عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب نظم القلب).
- ضيق في التنفس.
- الإرهاق بعد بذل مجهود.
- الدوخة والإغماء.
كما قد يلاحظ عند الأطفال المصابين بتضيّق في الصمام الأبهري عدم تناول كميات كافية من الطعام وعدم اكتسابهم الوزن الكافي.
مضاعفات أمراض الصمام الأبهري
من المضاعفات المحتملة لأمراض الصمام الأبهري:
- السكتة الدماغية.
- فشل القلب.
- اضطراب نظم القلب.
- جلطات دموية.
- الموت.
تشخيص أمراض الصمام الأبهري
أثناء قيام الطبيب بالفحص السريري للمريض قد يسمع أصواتًا قلبية غير طبيعية فتكون ملاحظة هذه الأصوات أولى خطوات التشخيص، ثم يقوم بطلب بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص وتحديد نوعه بدقة، ومن هذه الاختبارات:
تخطيط كهربائية القلب Electrocardiogram
يعطي صورة عن نشاط القلب الكهربائي ومعدل ضربات القلب، فيمكننا من الكشف عن اضطرابات النظم.
تخطيط صدى القلب Echocardiogram
يستخدم هذا الاختبار غير الباضع الموجات الصوتية لإعطاء صورة عن حجرات القلب وصماماته، وهو من أفضل الاختبارات التي تقييم وظيفة صمامات القلب، كما يمكننا من معرفة السبب وراء مرض الصمام الأبهري وشدته.
تصوير الصدر بالأشعة السينية Chest X-ray
تُعطي صورة عن حالة القلب والرئتين، فقد تمكننا من اكتشاف ضخامة القلب، كما يمكن أن تُظهر لنا تراكم الكالسيوم على الصمام الأبهري.
تصوير القلب بالرنين المغناطيسي MRI
يُستخدم هذا الفحص لتحديد مدى شدة مرض الصمام الأبهري ولتقييم حجم الشريان الأبهري.
تصوير مقطعي محوسب Heart CT scan
يعطي صورة مفصلة عن القلب وصماماته، من الممكن أن يتسخدم لقياس حجم الشريان الأبهري، لفحص الصمام الأبهري، لتقييم حجم الشريان الأبهري، لقياس كمية الكالسيوم المتراكمة على الصمام الأبهري، أو لتحديد مدى شدة تضيق الصمام الأبهري.
القسطرة القلبية Cardiac Catheterization
يتم في هذا الاختبار إدخال أنبوب مرن مجوف صغير (قسطرة) عبر شريان كبير في الساق أو الذراع يؤدي إلى القلب لتوفير صور للقلب والأوعية الدموية، وهو مفيد في تحديد نوع ومدى بعض اضطرابات الصمامات.
علاج أمراض الصمام الأبهري
يعتمد علاج أمراض الصمام الأبهري على شدة المرض، ظهور الأعراض أو عدم ظهورها، وتفاقم الحالة، وتبعًا لذلك يتم تحديد طريقة العلاج إذ قد يكتفي الطبيب بإجراء تغييرات في نمط حياة المريض، أو يقوم بوصف الأدوية كما قد يلجأ للجراحة وغيرها من الإجراءات في حالات أخرى.
الأدوية
لا يتم استخدام الأدوية لعلاج مرض الصمام الأبهري بذاته وإنما تستخدم لعلاج الأعراض، ومن الأدوية المستخدمة:
أدوية لعلاج اضطراب النظم القلبي
تستخدم للتحكم في معدل ضربات القلب والمساعدة في منع اضطراب النظم، منها:
- حاصرات بيتا Beta-Blockers.
- الديجوكسين Digoxin.
- حاصرات قنوات الكالسيوم Calcium Channel Blockers.
أدوية للتحكم في ضغط الدم
من هذه الأدوية:
- مدرات البول والتي تستخدم لتصريف السوائل الزائدة من الجسم لتخفيف الضغط على القلب.
- موسعات الأوعية والتي تستخدم لخفض الضغط.
التدخل الجراحي
قد يتم اللجوء للتدخل الجراحي في بعض الحالات لإصلاح أو استبدال الصمام، وعادةً ما تُجرى جراحة ترميم الصمام الأبهري من خلال جراحة القلب المفتوح، ولكن يمكن في بعض الأحيان استبدال الصمام عن طريق استخدام تقنيات أخرى مثل:
- جراحة القلب طفيفة التوغل التي يتم فيها إجراء شقوق أصغر من الشقوق التي يتم إجراؤها في جراحة القلب المفتوح.
- عن طريق إجراء يعتمد على استخدام القسطرة.
من الإجراءات التي تتم أثناء الجراحة:
إصلاح الصمام الأبهري
فقد يلجأ الطبيب عند ترميم الصمام الأبهري إلى أحد الإجراءات التالية:
- إعادة تشكيل أنسجة الصمام غير الطبيعية بحيث يعاود الصمام العمل بشكل صحيح.
- فصل وريقات الصمام الملتحمة.
- تركيب دعامة.
- ترقيع التمزقات.
استبدال الصمام الأبهري
يتم اللجوء لاستبدال الصمام الأبهري في حالات التشوه الشديد للصمام، قد يكون هذا الصمام الجديد:
- إما صمامًا بيولوجيًا: والذي يشمل الصمامات الحيوانية والصمامات البشرية المُتبرَع بها.
- أو صمامًا ميكانيكيًا: والذي من الممكن أن يتكون من معدن، بلاستيك أو أي مادة اصطناعية أخرى.
كما يجب الإشارة إلى أنه من الممكن إدارة تضيق الصمام الأبهري باستخدام طرق غير جراحية في بعض الحالات.
رأب الصمام بالبالون
قد يتم اللجوء عند الأطفال إلى رأب الصمام بالبالون، وذلك عن طريق الدخول عبر القسطرة ومن ثم نفخ بالون لتوسيع فتحة الصمام ثم يُفرّغ ويسحب إلى الخارج.
كما يمكن اللجوء إلى هذا الإجراء لترميم الصمام عند المرضى الذين لا يستطيعون إجراء الجراحة بسبب سوء حالتهم الصحية أو الذين ينتظرون استبدال الصمام.
الوقاية من أمراض الصمام الأبهري
إن بعض التغييرات في نمط الحياة قد تساعد في الوقاية من أمراض الصمام الأبهري فهي تحافظ على صحة القلب بشكل عام، وتشمل هذه التغييرات:
- الحفاظ على وزن صحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة الرياضة.
- التحكم في التوتر.
المراجع
- Anatomy, Thorax, Aortic Valve | National Center of Medicine
- Heart Valve Diseases | Johns Hopkins Medicine
- Aortic Valve Disease | National Center of Medicine
- Aortic Valve | Cleveland Clinic
- Aortic valve disease | Mayoclinic
- AORTIC VALVE DISEASE/HEART VALVE DISEASE | University of Utah Health